دام برس :

أنهى الجيش العربي السوري عمليات تمشيط ناري لأطراف حي الصناعة في مدينة دير الزور واستهدف خلالها سلاح المدفعية والصواريخ مقرات داعش في أحياء "خسارات - الكنامات"، مع تكثيف للعمليات الجوية على قرى الضفة الشمالية لنهر الفرات.
وأكدت مصادر ميدانية لشبكة عاجل الإخبارية  أن التمهيد الناري يهدف لتوسيع الطوق الآمن حول الأحياء المحاصرة و البدء بعمليات فك الطوق الذي يفرضه التنظيم منذ عامين من خلال عملية تبدأ من داخل المدينة الى خارجها، الأمر الذي وإن كان تنظيم داعش يتوقعه ويعمل على تحصين مواقعها إلا أن المفاجأة والتكتيكات التي يعمل الجيش على تحضيرها ستحقق الفارق.
ولعل العمليات الجوية المكثفة من قبل سلاح الجو المستهدفة لتحركات التنظبم على كافة محاور الإمداد مكنت من إفقاد التنظيم قدرته على تعويض خسائره في العدة والعتاد، في حين بات سلاح المفخخات الذي يعد واحداً من أهم وسائل التنظيم الهجومية محيداً، بعد أن أحبطت الكمائن المتقدمة نحو 63 من الهجمات الانتحارية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، وذلك بفضل الإنتشار المدروس والدقة في الرصد والتعامل السريع مع المعلومات من قبل منظومة "م/د" في سلاح المدفعية والصواريخ، وأبرز صواريخ الجيش السوري المضادة للدبابات هي من طرازي "ميتس - كونكورس" الموجهين عبر قاعدة أرضية سلكية، في حين لم تغب منظومة "كورنيت" عن الميدان برغم تعمد تنظيم داعش لإشعال الحرائق للتشويش على آلية توجيهها المستخدمة لأشعة الليزر، وهذا الصواريخ الثلاثة "ميتس - كونكورس - كورنيت" هي صواريخ روسية الصنع ويمكن استخدامها من خط 500 م حتى مدى يتراوح بين 2 - 4.5كم .
انتشار عناصر "القناصة" في سلاح المشاة السوري واختيار النقاط المستورة بعناية فائقة من قبل القادة الميدانيين،  إضافة للأفخاخ الهندسية حيد أيضاً تكتيك " الالتحام المباشر" الذي اعتمده التنظيم طويلاً مستخدماً المجموعات التي يسميها داعش بالإنغماسية، وهي مجموعات من المقاتلين الذين يرتدون أحزمة ناسفة، ومهمة عناصر المجموعات هي الوصول إلى نقاط الجيش وتفجير الحزام بعناصر هذه النقاط لإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية وخلق ثغرات في نقاط دفاع الجيش السوري.
 قناصة سلاح المشاة باتوا يركزون رماياتهم  أثناء الهجمات الانغماسية على منطقة الصدر الأمر الذي يؤدي لإنفجار الحزام الناسف الذي يرتديه الانغماسيون في نقطة بعيدة عن الجيش، إضافة لخسائر مضاعفة في صفوف الانغماسيين،  حيث أن انفجار حزام أحدهم يؤدي إلى مقتل من بجانبه وإنفجار أحزمتهم، الأمر الذي دفع قيادات داعش لتبديل موضع ارتداء الحزام من قبل الانغماسي ليرتديه ملفوفاً على منطقة الفخذين أو محمولاً على الظهر.
هذه المعركة التي إن تم تأخيرها لأي سبب فستكون تحضيراتها مفيدة على مستوى الدفاع، ومن بين هذه التحضيرات أيضا قيام وحدات الهندسة بحفر شبكة من الأنفاق التي ستتعدد طرق استخدامها ما بين الدفاع والهجوم، لسلاح الأنفاق أهمية كبيرة في خلق الفارق الميداني على جبهات دير الزور خلال المراحل الماضية، فبعد أن كانت الأنفاق سلاحاً استراتيجياً استخدم من قبل الميليشيات للهجوم على نقاط الجيش، أصبحت سلاحاً أكثر فاعلية بالاستخدام من قبل الحيش الذي نسف أكثر من 10 مقرات منذ بداية العام الحالي، وهي مقرات بالغة الأهمية بالنسبة لداعش، قتل في إحداها القيادي العراقي "منصور الإبراهيم العكيدي" المعروف باسم "أبو البراء التكريتي"، وهو ضابط عراقي في الجيش العراقي قبل الاحتلال الامريكي، وترك الخدمة بعد الاحتلال وهو برتبة نقيب في القوات الخاصة العراقية.
لن تكون معركة كسر طوق المدينة سهلة، فالخروج من الداخل إلى الخارج سيتطلب وقتا يستفيد به الجيش من الدعم التقني والجوي من قبل القوات الروسية المشاركة في محاربة الإرهاب،  والهدف هو الوصول الى السيطرة على كامل المناطق في المدينة بداية من الخسارات والكنامات ومن قم بقية الأحياء التي يتواجد فيها داعش كمنطلق لتأمين محيط المطار لإعادة حركة الطيران المدني اليه.

محمود عبد اللطيف - عاجل