Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 08 أيار 2024   الساعة 12:40:27
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الطريق إلى حلب.. !!

دام برس:

كثيراً ما نسمع في وسائل الإعلام ونشرات الاخبار والتقارير الصحفية عن ما بات يُعرف بـ"طريق خناصر"، لكن القليل يدرك ما هو هذا الطريق، ومن أين يمر، وإلى أين يصل، وما مدى أهميته بالنسبة لمدينة حلب العاصمة الاقتصادية لسورية.

منذ العام 2012 بدأت المجموعات التكفيرية حربها على الطرقات الرئيسية بهدف فصل المدن الكبرى عن بعضها البعض، وبدأت تجهد لقطع الطريق الدولي الذي يصل لبقية المحافظات السورية بطول 360 كلم حتى العاصمة دمشق مروراً بادلب وحماه وحمص، بالإضافة لطريق اللاذقية السريع الذي يربط حلب وادلب بالساحل السوري.

قطع تلك الطرقات أدخل حلب وأهلها في عزلة، وجعلها عسكرياً تحت تهديد دائم، واقتصادياً تحت وطأة المنتجات والبضائع التركية والتي لاقت رواجاً كحل بديل  ابتداء من المواد الغذائية البسيطة وانتهاءً بما عُرف في تلك الأيام بـ"المازوت التركي" الأخضر سريع الاشتعال.

أما البديل عن ذلك كان دخول المدينة في حرب تجويع بعد قطع "جبهة النصرة" الإرهابية للمعبر الذي يؤمن  البضائع من المناطق المفتوحة على الحدود التركية إلى المناطق التي أصبحت محاصرة بالكامل لشهور عديدة، والبديهي فيها ارتفاع أسعار كل شيء بشكل جنوني إلى أن تنجح الوسطات بفتح المعبر فتتنفس المدينة الصعداء قبل أن تعاود تلك التنظيمات إغلاق المعبر مرة أخرى بعملية ابتزاز جديدة ويعود الجوع إلى المدينة.

كان لابد من إيجاد حل بديل يجنب حلب الجوع والمرض ويخرجها من دائرة الابتزاز والضغط السياسي والعسكري والعزلة التي وُضعت فيها، فكان الحل بفتح طريق عسكري يمر من سلمية في محافظة حماه إلى منطقتي السعن والشيخ هلال في الشمال الشرقي، ليدخل في الصحراء التي تقود إلى اثريا الواقعة على مفترق طرق تربط محافظات حلب وحماه والرقة، ومن اثريا يتابع الطريق الفرعي مروراً بالقرى الصغيرة المتناثرة التي تصل إلى خناصر، ومنها إلى منطقة السفيرة بريف حلب الجنوبي ومن ثم إلى مدينة حلب.

استعادة السيطرة على كل تلك المناطق وتأمينها كانت كلفته معارك عديدة خاضها الجيش السوري واللجان المؤازرة له ضد كل من عناصر "داعش" التي تسيطر على المنطقة شرقي الطريق، والتنظيمات التكفيرية المتواجدة في الجانب الآخر، لتتمكن بعدها القوات السورية من فك الطوق المفروض على المدينة وإعادة وصلها ببقية المحافظات السورية، ويصبح "طريق خناصر" أو طريق الإمداد العسكري الشريان الوحيد لمرور البضائع والمسافرين بمسافة تقارب الـ 700 كلم إلى العاصمة.

طريق خناصر شهد منذ تشرين الأول من العام 2013 حين فك الحصار عن المدينة وحتى الآن خروقات عديدة وانقطاعات لم يتجاوز أطولها زمنيا أيام معدودة، فقطع الطريق الطويل يعني عودة الحصار على المدينة.

حصار يذكره الحلبيون جيداً كلما سرت شائعة عن انقطاع الطريق ومسارعة التجار لإخفاء البضائع لبيعها بأسعار مضاعفة قبل أن تعاود وحدات الجيش السوري فتح الطريق وتعود الحياة طبيعية إلى المدينة.

وهو ما عاشته حلب خلال الأسبوعين الماضيين عندما عمدت عناصر تنظيم "داعش" إلى مهاجمة حواجز الجيش السوري في المنطقة الواصلة بين اثريا وخناصر في الصحراء السورية والسيطرة على عدة تلال حاكمة، قبل أن يتمكن الجيش السوري وحلفائه من تدارك الموقف وإعادة تأمين المنطقة، الأمر الذي أعاد إنعاش الحياة في عاصمة الشمال التي تخوض حاليا معركة مفتوحة مع التنظيمات المسلحة شرقا وجنوبا.

الوسوم (Tags)

سورية   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz