دام برس :

فاجأ الرئيس التركي الإسلامي المحافظ "رجب طيب أردوغان" الذي طالب على الدوام برحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة كحل للأزمة السورية، فاجأ "حلفائه" المعادين لسوريا أمس الخميس، عندما أعلن أن "بشار الاسد يمكن ان يشكل جزءاً من مرحلة انتقالية في إطار حل للأزمة السورية".

وقال أردوغان رداً على سؤال حول الحل الممكن في سوريا: "من الممكن أن تتم هذه العملية "الانتقالية" بدون الأسد، كما يمكن أن تحصل هذه العملية الانتقالية معه". حيث تشير هذه التصريحات، إلى بعض التغيير في موقف تركيا حيال الرئيس السوري. إسوةً بحلفائه الأمريكيين الذين كانوا أول "المنقلبين" ومن ثم فرنسا وألمانيا وبريطانيا أخيراً.

فقد اعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري السبت الماضي، أن الرئيس السوري يجب أن يتنحى عن السلطة، لكن ليس بالضرورة فور التوصل إلى تسوية لإنهاء النزاع الدائر في سوريا. وأدلى وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بتصريحات مماثلة.

من جهتها دعت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل إلى إشراك الأسد في الحوار لحل الأزمة السورية.

 وبالتزامن مع ما سبق، توصلت الميليشيات المسلحة المدعومة من الجانب التركي والسعودي، والدولة السورية أمس الخميس، إلى اتفاق بإشراف الأمم المتحدة، يشمل وقف إطلاق النار في ثلاث بلدات سورية هي "مدينة الزبداني في ريف دمشق، وبلدتي الفوعة وكفريا في محافظة ادلب"، لمدة ستة أشهر، وفق ما أعلن مايسمّى "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له. فيما لم يخرج أي تصريح رسمي من الدولة السورية حول الاتفاق الذي يجري التشاور حوله.

وأكدت متحدثة باسم الأمم المتحدة لوكالة فرانس برس، حصول "تطورات ايجابية" في المحادثات، ممتنعة عن التعليق حول إبرام اتفاق نهائي.

وأكدت جيسي شاهين المتحدثة باسم موفد الأمم المتحدة إلى سوريا "ستافان دي ميستورا"، "حصول تطورات ايجابية في المحادثات التي يسرتها الأمم المتحدة"، لكنها قالت أنه "يعود للأطراف الإعلان عما إذا توصلوا إلى اتفاق".

ويأتي التوصل إلى هذا الاتفاق، بعد بدء العمل بوقف لإطلاق النار ظهر الأحد شمل البلدات الثلاث واستمر طيلة الأيام الفائتة، من دون أن تحدد مدته الزمنية.

وبدأت الجيش العربي السوري وحزب الله اللبناني منذ الرابع من تموز/يوليو، هجوماً مباغتاً على الزبداني، آخر مدينة في المنطقة الحدودية مع لبنان كانت لا تزال بيد "جبهة النصرة وأحرار الشام" المتشددتين، وتمكنت من دخولها ومحاصرة مقاتلي الميليشيات في وسطها.

ورداً على تضييق الخناق على الزبداني، صعدت أحرار الشام وجبهة النصرة المدعومتين من تركيا والسعودية، عمليات القصف على بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين منذ فترة طويلة.

وسبق ان تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمرتين في البلدات الثلاث خلال الشهر الماضي، لكن الهدنتين انهارتا مع فشل المفاوضين في الاتفاق على كامل البنود المطروحة. إضافة إلى أوامر سعودية وتركيا للميليشيات بخرق الهدن والبدء بقصف البلدتين المحاصرتين. ما كان يضطر الجيش السوري للد على القصف الإهابي بقصف لمناطق تجمعهم في محيط البلدتين واستكمال تقدمه إلى جانب المقاومة في مدينة الزبداني، حيث بقيت الميليشيات فيها محاصرة بمسافة أقل من 800م فقط.