دام برس :
وجّه الجيش السوري ضربة إضافية لميليشيات جيش الاسلام ليزيد من ثقل الهزائم المتلاحقة للجماعة المسلحة.
يتخبّط زهران علوش في فوضى تكرار الهزائم. معارضوه يزيدون من رصيدهم المعادي له والمدعّم بوقائع الفشل، بدوره، يزيد هو من تراكم الفشل الذي يأخذ من طريقه مزيداً من قادة جماعته، ويغرق “زهران” أكثر في بقعة الوحل. هو أراد في الفترة الماضية عبر هجوم تل كردي – سجن عدرا و حرستا – ضاحية الأسد، ان يحدث خرقاً في جدار الهزائم المستمرة علّه يخرج بشيء على معارضيه وجمهوره الذي يطالبه بإنجازات عسكرية بعد صيامه عنها لفترة طويلة وبعد ان أضحى الوضع في الغوطة الشرقية ضمن ستاتيكو واضح، الجيش السوري يحاول تعزيز مواقعه بينما جيش الاسلام يدافع، لكن في غالبية الأحيان فإن الامر يقتصر على الحفاظ على المواقع من كلا الطرفين.
بات رصيد علوش مثقلاً بالهزائم إذاً، حاول الخرق في الايام الماضية، عمل على جبهة تل كردي – سجن عدرا واضعاً موضوع السجينات “الحرائر” هدفاً له. حاول مسلحوه التقدم نحو مبنى السجينات، وعلى مسافة أيام من المعارك لم يستطع علوش إحداث اي خرق، اللهم إلى الإقتراب قليلاً من السجن ومن ثم التراجع إلى ما بعد نقاط الإنطلاق مخلفاً وراءه عشرات القتلى من صفوف ميليشياته. الخرق إذاً بقيَ إلكترونية مع تعمّد نشطاء الجماعة بث اخبار مغرضة على صفحات وسائل التواصل تتحدث عن إقتراب المسلحين وتحريرهم لاقسام ووصول المعارك إلى داخل الأسوار.. ظهر لاحقاً زيف الإدعاء ليصبح هؤلاء غارقين أكثر من دوامة نشر الأخبار الكاذية التي يظهر انها تخدع مؤيديهم أكثر مما هي تؤثر على صف الجيش السوري!.
لم ينجح الأمر إذاً على جبهة تل كردي – سجن عدرا، إنتقل “علوش” إلى جبهة اخرى حرستا – ضاحية الأسد، علّه يحقق الخرق الذي فشل بتحقيقه على الجبهة الأخرى وينقظ ماء وجهه. هنا ايضاً، دخل مع الجيش في معارك عنيفة بعد ان وضع سلم اهداف تضمن السيطرة على نقاط عسكرية تابعة للجيش السوري بينها إدارة المركبات ومبنى الاستخبارات العسكرية، لكن الهدف الأدسم كان السيطرة على طريق دمشق – حمص الدولي. عملية “الله غالب” الذي اطلقها “علوش” تحوّلت إلى “الله يغلبنا” بعد ان باتت الجماعة تتلقى الضربات من كل حدبٍ وصوب ودخلت في معركة إستنزاف واسعة مع الجيش السوري. التلال الحاكمة التي سيطر عليها “جيش الاسلام” في الساعات الاولى للمعركة والتي تطل على الطريق الدولية دمشق – حمص، لم تدم طويلاً، حيث نجحت قوات المشاة في الجيش السوري من إستعادتها، لتعيد تأمين طريق الربط بين وسط سوريا وساحلها مع دمشق.
المناطق تلك ذات الطبيعة الصحرواية اضحت مسرحاً لمقاتلات الجيش السوري كونها مكشوفة، فوفّر إنكشافها وضوحاً في الاهداف، حيث كان الطائرات ترمي حمولتها بكل راحة محققةً الاهداف بعناية، أمر لم تتحمله ميليشيات علوش بعد كل الخسائر ما ادى لتراجعها ودخول قوات المشاة في الجيش عامل تثبيت على تلك التلال.
عملية السيطرة على تلك التلال بالنسبة إلى ميليشيات علوش كانت عامل إنتحار بالتأكيد، وهنا، ظهر الخلل في قراءة الميدان وتحليل عوامل السقوط والنجاح، فالميليشيات أدخلت مقاتليها في رمالٍ متحركة لم تكن أبداً في صالحها، وحولت المقاتلين جثثاً متناثرة، وعزّزت من تحكم الجيش بمفاصل الميدان على الأرض وقبضه على عنق الهجوم، حيث عمل على إستهدافات مبنية على وضوع الرؤية في الميدان، وخلل القيادة لدى جيش الاسلام.
الفشل هذا، حتم تراجع المسلحين وبالتالي تقدم الجيش. الوضع في ضاحية الأسد لم يكن أفضل على الميليشيات، هناك ايضاً وقعت في شر اعمالها وعملية عدم قراءة الميدان وفشل الخطط. الجيش الذي دخل معركة ضاحية الأسد مغموراً بما حقق على تلال حرستا، تمكن من خلق جدار ناري وسّع طوق الامان حول الضاحية وحصر المعارك في محيطها دون العبور إلى تخومها. كانت الصواريخ الحرارية بالنسبة إلى الجيش العامل الأبرز، حيث إنقضت تلك الصواريخ على الأليات لتزيد من جروح المسلحين. تؤكد معلومات “الحدث نيوز” ان العدد الأكبر من قتلى جيش الاسلام سقط هنا، لا سيما نائب قائد الجماعة المدعو “ابو نوح” الذي يعتبر الصيد الأكبر للجيش السوري في المعارك، الذي ايضاً عمّق من جراح علوش واخرجه مثقلاً يكفكف الدموع على خديه غير مدرك لما حصل.
هي مجزرة بحق ميليشيات جيش الإسلام، هكذا تصفها مصادر “الحدث نيوز”، وتؤكد، ان ما جرى “هو مقتلة جماعية يتحمل مسؤوليتها علوش الذي لم يدرك الميدان جيداً ودخل في عملية إنتحارية لم يحقق عبرها شيء سوى قتل مسلحيه وقادتهم”.
إذاً، إستنزف “علوش” نفسه، وزاد من رصيد الفشل لديه، فيما اضحت المعراكة إلكترونية بالنسبة إلى النشطاء الذين لم يلموا بعد من سياسة سرد الاكاذيب على الناس.