دام برس :

استثمرت الميليشيات المسلحة في الريف الدمشقي على مدى يومين، غارة يتيمة شنّها سلاح الجو السوري منذ بضعة أيام على مدينة "دوما"، معقل ميليشيا جيش الإسلام التابع للإرهابي «زهران علّوش»، ليطلقوا على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر – فيسبوك" هاشتاغ تحت عنوان "دوما تُباد"، مناشدين "المجتمع الدولي" للتدخل من أجل وقف "المجازر" التي يرتكبها "جيش النظام" في تلك المدينة "الخالية من المسلحين" ولايقطنها سوى "الأطفال والنساء"، بحسب ما زعم الناشطون أصحاب الهاشتاغ آنف الذكر، وبموازاة ذلك، خرج «علّوش» أمس على شاشة قناة "الجزيرة" القطرية متوعّداً العاصمة السورية بسلسة من "الهجمات الصاروخية" يحاول التحضير لها لتصل رشقتها الأولى لـ"600 إلى 1000" صاروخ دون "أنذار" مسبق لساكني العاصمة السورية كرد على "المجاور" التي ارتكبتها"قوات النظام" في ريف دمشق بحسب زعمه.

الغريب في تصريحات «علوش» هو تناقضه مع تعليقات الناشطين "المعارضين" الذي أطلقوا هاشتاغ "دوما تُباد"، الذي أكدوا "خلو المدينة من أي تواجد عسكري تابع للميليشيات"، ليقول «علوش» مؤكداً أن قواته "الصاروخية" ستضرب دمشق من قلب دوما، ما يؤكد أن الغارة التي شنها سلاح الجو السوري استهدفت فعلياً منصات صواريخ تابعة للميليشيات كانت بصدد القيام برشقات على إحدى المحاور التي يُهاجم منها الجيش العربي السوري ميليشيات «علوش»، وهذا أيضاً ما أكده مصدر أهلي لعربي برس من محيط المدينة، أن عمليات الجيش السوري مقتصرة منذ انطلاق العملية العسكرية على دوما على قوات المشاة وسلاح المدفعية والصواريخ في محاور الاشتباكات التي تدور في محيط دوما، مؤكداً أن سلاح الجو استهدف المدينة بغارة "يتيمة" في اليوم الأول للعملية العسكرية حيث وعلى مايبدو كان الهدف منها ضرب إحدى "المرابض الصاروخية" التي تستخدمها الميليشيات في استهداف الجيش، بينما تقوم القوات "البرية" بكامل العملية العسكرية في محيط المدينة حيث الاشتباكات تكون على بعد أمتار قليلة بين قوات الجيش وعناصر الميليشيات، وأحياناً تكون ضمن المبنى الواحد وبين غرفة وأخرى.

منذ أن أطلق الجيش السوري عمليته البرية للسيطرة على مدينة دوما، خرجت قيادات تابعة لعصابات جيش الإسلام عبر مقاطع فيديو من "قلب دوما"، تهدد الجيش السوري وساكني العاصمة السورية بـ"رد قاسٍ" على اجتياح الجيش للمدينة، علماً بأن في دوما مازال هناك عشرات العائلات التي لم تستطع الخروج منها بسبب الحصار الذي فرضه «علوش» عليهم، في أعقاب إخلاء الجيش السوري لمئات العائلات من بلدات الغوطة الشرقية وعلى رأسها "دوما"، حيث قام عشرات الشبّان الهاربين من تهديدات الميليشيات بالانضمام إلى وحدات الجيش السوري المرابطة في محيط المدينة تحت مسمّى "جيش الوفاء"، الذي يتولى اليوم عمليات الاقتحام والاشتباك مع تلك الميليشيات بمساعدة الجيش السوري، وأنه لو صدق مايزعمه «علوش» بأن الجيش السوري يستهدف المدنيين بالصواريخ والغارات، لما استمر هؤلاء "جيش الوفاء" بالقتال إلى جانبه حتى اللحظة، علماً بأن معظم المدنيين المتبقين في المدينة "قسراً" هم أهالي هؤلاء الشبّان وأقاربهم، ويستحيل أن يقوم "جيش الوفاء" الذي يقاتل بالخطوط الأولى بقتل أهله وأقاربه الذي خرج بمساعدتهم ليعود إليهم محرراً إياهم.

بعد أقل أسبوع من انطلاق العملية العسكرية في محيط دوما، حقق الجيش السوري عدّة خطوات متقدّمة هناك بعد السيطرة على معظم مزارع "الريحان والعب"، وتأمين الاتستراد الدولي "حمص – دمشق" بعد توسيع سيطرته على عدة كتل كانت تستخدم للقنص، إضافة إلى إسقاط "تل كردي" نارياً مع تحقيق تقدّم "استراتيجي" فيها، مما يتيح للجيش الإشراف على كل خطوط الإمداد التي تستخدمها الميليشيات في تزويد مقاتليها في جوبر وعربين وغيرها من مناطق الريف الدمشقي الشرقي، واستهدافهم بشكل مباشر، لذا نشهد اليوم هذا "الجنون العلّوشي" بعد أن فقد كل الآمال بتقديم أي مساعدة له سواء عبر حليفه السعودي، أو عن طريف باقي الميليشيات التي كانت تخطط "سابقاً" لفتح طريق بين الغوطتين بمساعدة "إسرائيل"، حيث تعاني اليوم من هزائم متواترة مع تقدم الجيش السوري هناك لتأمين الريف الشمالي الغربي لمحافظتي القنيطرة ودرعا، حيث كانت الميليشيات بالاتفاق والتعاون مع إسرائيل تعمل على "حزام آمن" لها هناك، إلا أن العمليات العسكرية النوعية التي يخوضها الجيش السوري و"حلفائه" أحبط المشروع وانتزع رأس الإرهاب في المنطقة.

التهديدات التي أطلقها «علّوش» امس عبر قناة الجزيرة، ماهي إلا اعتراف غير مباشر بقرب سقوط أو "تسليم" معقله في الغوطة الشرقية، خاصة وأن حجم الخسائر التي منيت بها الميليشيات في الجنوب السوري مع جبهة النصرة قد أصابته بـ"الإحباط"، خاصة وأن تلك الميليشيات لها من العتاد والعديد أكثر مما يملكه «علوش»، إضافة إلى المساعدة المباشرة التي تتلقاها من "إسرائيل" بشكل مباشر" بالتسليح وتأمين المشافي الميدانية لجرحاها، غير قيامها بين الفترة والأخرى بغارات على نقاط تابعة للجيش السوري تمهيداً لأي هجوم تشنه تلك الميليشيات باتجاه النقاط العسكرية.. كل ذلك يشير إلى قرب انتهاء "مهزلة علوش الصاروخية" مع اقتراب الجيش أكثر من إطلاق "ساعة صفره" لتحرير المدينة بشكل كامل ونهائي.