دام برس-متابعة-عمار ابراهيم:

بلغة العتب والمسايرة، خاطب زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري أمير تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أبو بكر البغدادي، طالبه بالتفرغ للقتال في العراق تحت جناح القاعدة، وهو ما رفضه البغدادي سابقاً ويعتبره المؤيدون له خروجاً من الظواهري عن المنهج الأصيل للقاعدة.

يبدو صوت المعارك بين "داعش" وجبهة النصرة أقوى من مناشدات الظواهري المتكررة، زعيم القاعدة تحدث مع أمير جبهة النصرة بلغة الأمر وطلب السمع والطاعة، فالنصرة هي الفصيل الذي مازال يعتبره الظواهري جناح القاعدة في سوريا.

في دير الزور والبوكمال ومناطق سورية أخرى يسقط مئات القتلى أسبوعياً في المعارك بين من يعتبرهم الظواهري أبنائه، تتفق القاعدة والنصرة عقائدياً، يتركز اقتتالهما على مناطق غنية بالنفط وقريبة من منطقة الأنبار العراقية.

يشير متابعون لشؤون القاعدة إلى أن خطاب الظواهري يعكس فقدانه السيطرة على التنظيمات التابعة للقاعدة.. يلوم أنصار "داعش" الظواهري والنصرة على تعطيل العمل بفتاوى ترتبط بمنهج القاعدة، كدعم الظواهري للحراك الشعبي في عدد من الدول العربية مثلاً، فضلاً عن وقوفه طرفاً إلى جانب جبهة النصرة ودعوته لحل الدولة الإسلامية في العراق والشام التي يعتبرها البغدادي أمراً إلهياً برر من خلاله رفضه طاعة الظواهري سابقاً عندما طلب منه العودة إلى العراق.

الأزمة في سوريا كشفت حجم الانشقاقات في الجسم القاعدي كما بددت، بحسب خبراء، الهيبة التي اكتسبها التنظيم إن عبر تراجع فروعه أمام الجيش السوري وحلفائه، أو عبر تناحرها فيما بينها.

في أحدث تقرير للخارجية الأميركية عن الإرهاب يبرز الحديث عن تفتت مركزية القيادة في القاعدة وتضاؤل تأثير الظواهري على أنصار التنظيم، تكاد القاعدة تخرج من كونها تنظيماً إلى كونها أيديولوجيا تستهوي مجموعاتٍ تتقاتل فيما بينها اليوم ولا ترتبط بقيادة هي أصلاً بعيدة جغرافياً وأمنياً عن إدارة معارك كبيرة تتبناها.

(الميادين)