Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_lsu91po9ac1lhctm8sjoj9kjg5, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: session_start(): Cannot send session cache limiter - headers already sent (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 93
كلنا بخدمة هالوطن

Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 27 نيسان 2024   الساعة 12:43:53
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
كلنا بخدمة هالوطن
دام برس : دام برس | كلنا بخدمة هالوطن

دام برس:

اعتادت مكالمته كل صباح .. وأصبح اتصالها طقساً صباحياً لا يمكن أن يبدأ نهارها دونه..
كان بمثابة صباح الخير، أو فنجان القهوة.. لا بل كان صوته عبر الهاتف ترانيم الصباح الفيروزية بالنسبة لها..
وهذا الصباح ككل صباح ..فقبل أن تفتح عينيها مدت يدها إلى جوالها وكبست أزراره بعيون نصف نائمة، ولكن رنة مختلفة عن التي اعتادت سماعها جعلتها تفتح عيونها وتعدل جلستها وتحاول مجدداً ..إنها الرنة التي تخبرها أنه لا يمكن إتمام الاتصال بالرقم المطلوب.
حاولت طمأنة نفسها..وأرغمت نفسها على التفكير بشيء آخر فعاد بها الزمن سنتين إلى الوراء حين أبلغها رغبته بالسفر إلى مدينة أخرى ليحقق حلمه بدراسة الطب..وشاءت الظروف أن تبعده لعدم وجود هذا الفرع في مدينتهم..لم تستطع منعه، أو ثنيه عن عزمه وجلَّ ما استطاعت عمله هو المداومة على مكالمته يومياً عبر الجوال الذي  كان بالنسبة لها خيط الأمل الذي يربطها بابنها.
وعندما تذكرت الجوال عادت لتمسكه وتحاول الاتصال مرة ثانية..لكن ذات النغمة كانت بانتظارها.. 
مضت دقائق ثقيلة قبل أن تهتدي لطريقة تسأل فيها عن سبب المشكلة..خطر لها سؤال شركة الاتصالات فطلبت رقمهم لتطمئن على ولدها الذي ذهب لتحقيق حلمه في مدينة غير بعيدة.. ولكن هذه الحرب أبعدت القريب وقطعت أغلب أنواع التواصل.
قطع تفكيرها صوت الموظف يسألها عن مشكلتها..!
شرحت له المشكلة بصوت مرتجف..شعر الموظف بقلقها وحاول طمأنتها ريثما يسأل عن وضع الشبكة في المنطقة التي يتواجد فيها الشاب.
في اللحظات التي بقيت فيها على الانتظار، عاد الخوف يتسلل إليها و بدأت تعاتب نفسها:
"كيف وافقت..؟ كيف تركته يذهب..؟ لم تصنعتُ القوة عند وداعه،ربما لو رأى دموعي لغيّر رأيه وعاد إلي"
ولكن طموحه كان أقوى من أن تدعَ مخاوفها تقف في طريقه..
وعاد الموظف بالجواب التي توقعته.. المجموعات المسلحة خربت برج الاتصال في المنطقة .
"يكسر إيديهن" هكذا ردت بغصة وألم.تذكرت أنه منذ سنة لم تكن الاتصالات بهذه الصعوبة، كانت تكلمه مرتين أو ثلاث في اليوم، ولكن بعدما امتدت يد التخريب للمنطقة التي يتواجد فيها وطالت الأبراج ومراكز الخدمات زادت صعوبة التواصل وزاد انشغال البال.
"مالكم ومال الأبراج؟ ألا تعلمون كم من قلبٍ أحرقتم بإحراق هذه المراكز وتخريب هذه الأبراج! "هكذا خاطبتهم في قلبها.
أفاض الموظف بالشرح علّه يطمئنها ذاكراً أن إصلاح الضرر قائم وأن التغطية ستعود قريباً.. وأن الشركة لا تدخر جهداً في إصلاح ما يتعطل بشكل فوري لأننا ملتزمون بحماية خطوط الاتصال والتواصل بين المواطنين وخاصةً في هذه الفترة ..أخبرها أيضاً أن مركز الخدمة في نفس المنطقة مفتوح والموظفين هناك على رأس عملهم منذ الصباح.. ووعدها بمعاودة الاتصال بها حالما يتم الإصلاح.
أعطاها كلامه بعض الأمل ..فأقفلت الخط معه تنتظر اتصاله على أحرّ من الجمر..
دقيقة .. دقيقتان.. ساعتان مرتّا.. وهي تحاول مراراً وتكراراً إعادة الاتصال علها تنجح ..
وأخيراً جاء اتصال الموظف ليهدئ من روعها بقوله أن التغطية عادت وتستطيع الاتصال بابنها الآن.
أقفلت الخط وعادت تطلب رقم ابنها بلهفة..
وأخيراً سمعت صوته الذي أعاد اللون إلى وجهها الذي شحب في الساعتين الماضيتين.شكرت الله وحمدته كثيراً..
بعد أن ارتاح قلبها..جلست تتخيلهم، موظفي الشركة، وهم يتحدّون كل الظروف ليتابعوا العمل والعطاء ويعيدوا الشبكة التي لم نعد جميعنا نستطيع الاستغناء عنها أبداً.. تخيلتهم وهم متجهون ليصلحوا الأعطال مع علمهم أنهم مستهدفون.
كم كانت ممتنة لهم ولكل من أعاد لها الحياة بصوت ابنها.. تمنت لو تستطيع شكر كل شاب وصبية منهم لتواجدهم في عملهم رغم القذائف والتفجيرات والإرهاب المنتشر، ليخدم الوطن في مجال عمله وليعيد الأمل بالنصر والإعمار.
وتيقنت أن ولدها ليس وحيداً أبداً.. هؤلاء الشباب مثله، هؤلاء الشباب لديهم أمهات تخاف عليهم أيضاً.
أعادت الاتصال بالشركة، وأخبرت الموظف الذي رد عليها هذه المرة أنها ترغب بشكرهم واحداً واحداً على جهودهم والتزامهم العالي بعملهم، فكان جوابه لها "كلنا بخدمة هالوطن".
 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz

Warning: Unknown: open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_lsu91po9ac1lhctm8sjoj9kjg5, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in Unknown on line 0

Warning: Unknown: Failed to write session data (files). Please verify that the current setting of session.save_path is correct (/var/cpanel/php/sessions/ea-php56) in Unknown on line 0