دام برس:

لم تقتصر محاولات سلطات آل سعود ومساعيها الخبيثة لتدمير الدولة السورية على تمويل الإرهاب ورعايته وتصديره إلى الأراضي السورية من خلال المجموعات الإرهابية المسلحة والمتطرفين الذين يتدفقون من كل حدب وصوب إلى سورية بل تعدتها إلى ممارسات خطيرة وأكثر بشاعة وصلت لدرجة استغلال الفتيات السوريات اللاتي اضطررن إلى مغادرة منازلهن بسبب جرائم الإرهابيين الذين يرعاهم نظام آل سعود وتوجهن إلى بلدان أخرى مجاورة لتلاحقهن يد الإجرام حتى في بلاد الغربة من خلال استغلال الأثرياء السعوديين وغيرهم لظروفهن.

وفي تحقيق أعده مراسل صحيفة الاندبندنت البريطانية في الأردن فيرناندو فان تيتس تحت عنوان " فريسة سهلة .. الاستغلال الجنسي للاجئات السوريات" كشف الكاتب البريطاني عن حجم الاستغلال الذي تتعرض له الفتيات السوريات وعائلاتهن في دول الجوار بعد ان دفعهن ارهاب المجموعات المسلحة إلى مغادرة منازلهن وبلدهن لكنهن لم يسلمن من شر رعاة الإرهاب الدولي وعلى رأسهم سلطات آل سعود حيث يقوم السعوديون الأثرياء باستغلال الأوضاع الصعبة التي تمر بها العائلات السورية المهجرة بفعل الممارسات التي تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة.

ولفت فان تيتس إلى أن العائلات السورية المهجرة تتعرض لاستغلال بشع وتقع فريسة سهلة بيد بعض الاثرياء ولا سيما السعوديين الذين يعرضون مبالغ مالية ضئيلة مقابل الزواج بفتيات سوريات صغيرات السن وغالبا ما يتم الزواج بشكل قسري ولرجال كبار في السن يتجاوز عمر بعضهم الستين عاما.

وتحدث فان تيتس عن حادثة جرت لعائلة سورية تعيش ظروفا إنسانية صعبة في الأردن حيث تزوجت شقيقتان إحداهما في السابعة عشر من عمرها والأخرى في السادسة عشر من رجلين سعوديين يكبرانهما كثيرا في العمر لكن بعد عشرين يوما اختفى الرجلان.

وأشار فان تيتس إلى أن والد الفتاتين حصل على مهر قدره خمسة آلاف دينار أردني ووافق على تزويج نوار "17 عاماً " لرجل سعودي في الخامسة والخمسين من عمره بينما تزوجت سوزان "16" عاما سعوديا آخر في الخامسة والأربعين.

وأضاف فان تيتس أن الرجلين تعهدا بنقل الاسرة بكاملها إلى السعودية ولكن الأسرة بأكملها ما زالت تعيش في حجرة واحدة متهالكة في عمان بعد تحطم أحلامها.

وتابع القول.. إنه بعد أسبوعين في شقة مجهزة أعيدت الفتاتان إلى منزل أسرتهما وقيل لهما إن زوجيهما سيرجعان إلى السعودية لإتمام بعض الأوراق ثم يعودان ولكنهما لم يعودا وتوقف خطا هاتفيهما عن العمل.

وقال فان تيتس إن" الاستغلال الجنسي للنساء في مثل هذه الظروف ليس أمرا جديدا " ووفقا للدكتورة أميرة محمد من المنظمة الدولية للاجئين فإن "المهجرين يجدون أنفسهم في مواقف تضطرهم لبيع ما لديهم وبالنسبة للمرأة عادة ما يكون ذلك إما العمل المنزلي أو الاتجار بالجنس".

وأشارت محمد إلى أن وجود "قصص كثيرة حول سماسرة يأخذون فتيات سوريات مهجرات ويقومون بتزويجهن لفترة قصيرة فقط ويمكن أن يستمر لمدة 24 ساعة بهدف إعطاء غطاء قانوني للاستغلال الجنسي".

وكثرت التقارير الإعلامية مؤخرا عن ظاهرة استغلال الظروف المعيشية والانسانية السيئة للفتيات السوريات المهجرات في الأردن وعن تسلل الإرهابيين منها إلى داخل سورية وإقامة معسكرات لتدريب هؤلاء الإرهابيين على أراضيها برعاية من الاستخبارات الأمريكية والغربية وغالبا ما تكون هؤلاء الفتيات قاصرات ويتم تزويجهن بناء على فتاوى تصدر عن بعض الأشخاص الذين يزعمون أنهم رجال دين وهم أبعد ما يكونون عن ذلك.

ولطالما اتبعت سلطات آل سعود وحلفاؤها من مشيخات الخليجيين وغيرها من الدول المتآمرة على سورية أساليب رخيصة لتدمير سورية ونشر الإرهاب فيها وبالعالم ككل وليست عمليات استغلال العائلات السورية التي هربت من ارهاب المجموعات المسلحة المدعومة من قبل نظام آل سعود ومشيخة قطر وحكومة رجب طيب أردوغان وإسرائيل وغيرها من المتآمرين أمرا مستغربا أو جديدا فقد عملت سلطات آل سعود على نشر شبكات تمويل تحت غطاء جمعيات خيرية لتمويل الإرهابيين والمتطرفين الذين يتسللون إلى سورية.

وإلى جانب تمويلها وتدريبها للمجموعات الإرهابية المسلحة وتزويدهم بالأسلحة على مرأى العالم كله قامت سلطات آل سعود بإرسال آلاف المجرمين السجناء الذين كانوا معتقلين في سجونها ومحكومين بالإعدام بعد ارتكابهم جرائم فظيعة إلى سورية من أجل الانضمام إلى صفوف المجموعات المسلحة.

وتشير تقارير إلى وجود أكثر من 12 ألف سعودي إلى جانب آلاف المسلحين من دول الخليج ممن يرتكبون أعمال القتل والتخريب إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة التي تعيث قتلا وتدميرا في سورية.