دام برس:

ملف الإرهاب وان طال الزمان به فلا بد ان يعود إلى عقر دار آل سعود ففي الحرفة الإرهابية هناك صناعة وتمويل وتسليح ومن ثم اعادة بقصد الاستثمار قبل لحظة الاستدارة حيث كشف الإرهابي السعودي سليمان سعود السبيعي أحد الإرهابيين العائدين من سورية والذي كان ضمن صفوف مايسمى "دولة الاسلام في العراق والشام" الإرهابي التابع للقاعدة أن الجماعات والفصائل الإرهابية في سورية أصبحت تتقاتل فيما بينها ووصل الأمر إلى أن إرهابيين سعوديين في فصائل مختلفة باتوا يقتتلون مع بعضهم.

وأشار الإرهابي السبيعي بعد أن سلم نفسه للسلطات السعودية إلى أن جميع السعوديين في الجماعات المتطرفة يقاتلون في "الجبهات الأمامية" وأن أعمارهم تتراوح بين 20 و30 عاما.

وبدا الإرهابي السعودي أكثر من مجرد شاب مغرر به يعود إلى جادة الصواب عندما ارسل الرسائل الخفية لتبرئة نظام آل سعود من مسؤولية الزج بالشباب السعودي والعربي والمسلم في اتون الإرهاب عبر خطابه المتطرف التكفيري الوهابي اذ أن الإرهابي السبيعي زعم أن من غرر به كانوا من العراقيين والسوريين وانهم دعوه لارسال الرسائل للشباب السعودي للحاق به.

ورغم عدم أهمية من ارسله امام الافعال الإجرامية التي ارتكبها هو وامثاله في سورية الا ان كلامه يتناقض مع الواقع اذ ان انتشار ظاهرة الدعاة في السعودية وفوضى الفتاوى التي تعيشها والتي تتخذ من الحض على ما يسمى الجهاد عنوانا لها وصمت نظام آل سعود على كل ذلك وأكثر من ذلك تعهده بنفقات الإرهابيين في سورية وأسرهم خارج سورية وشحنات الأسلحة التي كانت تأتيهم كل ذلك يؤكد أن نظام آل سعود هو من يقف وراء هؤلاء المجرمين مهما كانت جنسياتهم وأصولهم.

وفي وقت يحضر فيه آل سعود لدفع ثمن دعم الإرهاب بعد أن لمسوا الغضب الشعبي حيال توريط أبناء نجد والحجاز في معركة ليست معركتهم فان النظام السعودي الذي فتح اعلامه للعائدين من سورية يلقنهم بدهاء ما عليهم قوله الامر الذي بدا في كلام الإرهابي السبيعي عبر تحميل مسؤولية الفشل للمجموعات المتناحرة التي تكفر بعضها والافتخار بأن السعوديين كانوا جميعا في "الصفوف الأمامية" للقتال.

وحتى يبرر استدارة مرسليه فان الإرهابي السعودي أكد حقيقة كانت معروفة منذ البداية ولكن نظام آل سعود لم يكن يريد أن يراها متمثلة بأن "التكفير أصبح منتشراً بين المجموعات الإرهابية وامتد إلى خارج سورية مثل تكفير حكام السعودية وبعض رجال الدين وان ما من شيء يدل على مسمى الجهاد".

وأشار السبيعي البالغ من العمر 25 عاما إلى أن مايسمى "تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام" استغل حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر لبث رسائل تحريضية ونقل أخبار عما يجري في الساحة السورية إلا أن مضمون الرسائل اختلف وأصبح تحريضيا يستهدف حث الشباب على القتال في سورية واستهداف ما أسماهم "مشايخ العلم الشرعي وولاة الأمر".

والغريب أن هذا الإرهابي المضلل لم يتعظ بمصير شقيقه الذي سبقه إلى سورية حيث راه جثة ومع ذلك قرر الالتحاق بالإرهابيين مشيرا إلى أن الطريق إلى سورية ميسرة عبر تركيا وانها لاتكلف أكثر من اتصال عبر تويتر ليجد الإرهابي من يوصله رغم أنه يعلن نيته ووجهته النهائية وتاتي هذه المقابلة التي تدخل في سياق حملة إعلامية يديرها نظام آل سعود للتهرب من المسؤولية القانونية والاخلاقية والدينية حيال توريط الشباب المسلم بنار الإرهاب ليظهر اليوم بمظهر الحريص عليهم بعد أن ايقن أن هؤلاء سيرتدون عليه بعد أن لفظتهم الأرض السورية وجعلتهم عبرة لمن يعتبر ويندرج ترويج آل سعود لاعادة السعوديين واحتضانهم ضمن برنامج متكامل بدأ عبر اعلان نظام آل سعود امرا ملكيا يعاقب فيه كل من يشارك في القتال إلى جانب المجموعات الإرهابية خارج السعودية بالسجن وخاصة العسكريين من ضباط وأفراد وهذا اعتراف واضح بوجودهم وترافق ذلك مع إعطاء مهلة للمتورطين للعودة عبر تركيا ايضا على أن يتم تسوية وضعهم.

وكشفت الكثير من التقارير الإعلامية والإستخباراتية تورط نظام آل سعود في الجرائم والتفجيرات الإرهابية التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية والتي أدت إلى تدمير بنى تحتية من البلاد وإزهاق أرواح المواطنين الأبرياء يوميا وذلك عبر دعم هذه المجموعات بالمال والسلاح كما قدرت اخر الاحصائيات الغربية عدد السعوديين الذين يشاركون في القتال إلى جانب المجموعات المتطرفة في سورية بنحو 12000 إرهابي قتل منهم أربعة آلاف.

وقالت مصادر إعلامية غربية إن بندر بن سلطان رئيس المخابرات السعودية "يتحمل مسؤولية وصول جميع المقاتلين العرب والأجانب والتنظيمات الإرهابية والمتطرفة ودعمها بالمال والسلاح إلى سورية وذلك بدعم من عائلة آل سعود الحاكمة".

وأضافت المصادر.. إن عائلة آل سعود "كانت قد كلفت رئيس استخباراتها بندر بتسلم الملف السوري قبل عامين لإسقاط الدولة السورية عبر زرع الآلاف من الإرهابيين وتجنيدهم من شتى أرجاء المعمورة لتدمير وضرب سورية" مشيرة إلى أن "فشل كل خطط بندر جراء صمود وتضحيات الجيش والشعب والدولة السورية دفع بالإدارة الأمريكية للضغط على السعودية لوقف بندر عن تهوره وسياسته الخاطئة استخباراتيا وعسكريا".

وكشف أحد الدبلوماسيين الغربيين مؤخرا أن السعودية سحبت إدارة الملف السوري من رئيس المخابرات بندر بن سلطان وأتبعت جوانب واسعة من هذا الملف إلى وزير الداخلية محمد بن نايف في دلالة جديدة على فشل رهان الولايات المتحدة على حصانها الخائب في السعودية وفشل مخطط بندر في استهداف سورية.

ولاتزال السعودية تعلن بشكل رسمي ووفقا لتصريحات مسؤوليها دعم الإرهابيين في سورية الذين يسفكون الدم السوري وسط معلومات تتحدث عن قيامها مؤخرا بتسديد نفقات الأسلحة الأميركية التي تحدث وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن تزويد من سماهم "المعارضة المعتدلة" في سورية بها.

سانا