دام برس:

قالت المصادر الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية لموقع دبكا يوم الأربعاء لم تعد هناك حدود بين سوريا ولبنان وأن الجيش السوري وحزب الله يعملان عسكريا معا وحولا مناطق الحدود إلى مناطق عسكرية حيث لهما وكذلك عصابات التهريب السيطرة الكاملة.
هذه المناطق هي مناطق جبلية مرتفعة حوالي 1600 متر وهي أودية عميقة وطرق ضيقة ومتعرجة تتخللها غابات ومناطق مشجرة تجعل من الصعب تحديد الحركة داخلها.
وقالت المصادر لدبكا أن الهجوم الجوي الإسرائيلي يوم الاثنين 24 فبراير ليلا كان أكثر محدودية مما يرتسم من خلال وسائل الإعلام، وأن طائرة واحدة في الحقيقة أو طائرتين أطلقت أربعة صواريخ باتجاه الهدف.
وتستطرد هذه المصادر أنه طوال الوقت هناك حركة لمنظومات الأسلحة بين سوريا ولبنان نظرا لأن مخازن السلاح والصواريخ التابعة لحزب الله في منطقة البقاع اللبناني تحولت في الحقيقة ليس فقط إلى احتياطي إستراتيجي لقوات حزب الله التي تقاتل في سوريا وإنما أيضا مصدرا لتزويد وحدات الجيش السوري العاملة في القطاعات القريبة من الحدود اللبنانية.
عدد كبير من قيادات الجيش الإسرائيلي المرابطين في قطاع الشمال يعتقدون
أن الوضع هو على العكس، الأسد وجيشه وحزب الله تتعزز قوتهم وكذلك يتعزز محور طهران دمشق بيروت.
هذا الرأي يتجلى في تصريحات قائد القاعدة البحرية في حيفا العميد إيلي شرفيط الذي صرح يوم الثلاثاء 25 فبراير أن إسرائيل تعتقد أن السلاح الموجود بحوزة سوريا هو الآن يحتفظ به الآن من قبل حزب الله وأن أفضل الإنتاج العسكري الإيراني والسوري موجود في المنطقة الواقعة بين سوريا ولبنان ولذلك نحن الآن في حالة تأهب دائم ومستمر.
وهذه هي المرة الأولى التي يعترف فيها ضابط عملياتي بمثل هذه الرتبة العليا في جيش الدفاع وبشكل علني أن منطقة الحدود بين سوريا ولبنان أصبحت مستودع سلاح ضخم حيث تمر منظومات وكميات أسلحة كبيرة من طرف إلى طرف وأن محاولة خلق الانطباع بأن للجيش الإسرائيلي سيطرة على منظومات السلاح التي تمر عبر الحدود هي محاولة مضللة.
هذا التطور خلال السنة الأخيرة وتقدر أن الغارة الإسرائيلية كما جرت في يوم الاثنين لم تكن لتغير من الوضع من أساسه وأنها فقط يمكن أن تؤثر تقطويا على نقل منظومة السلاح هذه أو تلك من سوريا إلى لبنان وبالعكس، لكن الإغلاق المحكم لمنطقة الحدود في الوضع الحالي السائد في المنطقة هو هدف غير واقعي.
في الحقيقة كما تقول المصادر يجري إقامة منطقة عسكرية شيعية دولية كبيرة حيث أن عدد من المرتزقة المسلمين الذين يقاتلون في صفوفها آخذ في الارتفاع.
في الفترة الأخيرة افتتح حزب الله مكاتب تعبئة وتجنيد في عدد من دول شرق أوروبا ومن بينها بلغاريا وهنغاريا وألبانيا وكوسوفو حيث نجح التنظيم في تجنيد مرتزقة للحرب في سوريا.
حتى الآن وصل أكثر من 1000 مقاتل إلى منطقة البقاع اللبناني وبعد فترة تدريب قصيرة على استخدام منظومات الأسلحة المألوفة لدى الجيش السوري وحزب الله يجري نقل المجندين للقتال في سوريا.
في يوم الأحد أي قبل الهجوم الإسرائيلي صرح رئيس الأركان العامة الجنرال بيني جانتز أثناء جولة في هضبة الجولان أن إسرائيل تراقب تحركات السلاح التي تتم في أرجاء المنطقة من قبل الإيرانيين، وأن هذه التحركات تثير القلق إلى حد كبير.
ولما كان الجنرال بيني جانتز يدلي بهذه الأقوال فجرت الاستخبارات السورية سيارة بالقرب من مستشفى عسكري يقع على الحدود السورية التركية حيث يتلقى المتمردون العلاج في هذه المستشفى، ونتيجة لهذا التفجير قتل 14 شخصا بينهم جرحى كانوا يقيمون في المستشفى.
تقول المصادر العسكرية والاستخباراتية الاسرائيلية
الأمر البارز في هذا الهجوم يوم الاثنين هو غياب تام لهذه الصور ولتقارير دقيقة من المصادر عن الأهداف والأماكن التي هوجمت، والسبب الرئيسي لذلك هو التعتيم التام الموازي للتعتيم الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي للقائد الإيراني للحرب في سوريا الجنرال قاسم سليماني وهو أيضا قائد لكتائب القدس الإيرانية والذي يحيط بما يحدث في ساحة المعارك.
الجنرال سليماني عين في بداية فبراير رسميا قائدا للجهد الحربي الإيراني في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين وأن المستوى السياسي الإيراني لن يتدخل فيما يحدث في سوريا ولبنان والعراق وفلسطين.
هذا التطور أنتج ولأول مرة وضع تجد فيه إسرائيل نفسها في مواجهة قيادة إيرانية تستخدم القوات المختلفة والتي تعمل في المنطقة بما في ذلك الجيش السوري وحزب الله.
ولما كان من أنماط العمل التي يستخدمها الجنرال قاسم سليماني هو عدم إبقاء أي أثر لهجوم على هدف إيراني بدون رد فإنه يمكن أن نتوقع ردا عسكريا على الهجمات الإسرائيلية. مثل هذا الرد لا ينبغي أن يأتي على الفور وجيش الدفاع مستعد لمثل هذا الرد.
تخمين  لمركز شتات الاستخباري
قام العدو الاسرائيلي  بتمرير الاخبار الاستخبارية الفاقعة في سياق الحرب النفسية  لخلق نبضات استخبارية في تقدير الموقف
1- الجيش الإسرائيلي سهل للمجموعات المسلحة في الجولان السيطرة على مواقع وقرى في منطقة القنيطرة بل والقنيطرة نفسها.
عملية التسهيل هذه تتم في نطاق تعليمات صادرة عن رئاسة الأركان بمساعدة هذه الجماعات وخاصة الجيش السوري الحر ومنظمات أخرى للسيطرة على الجولان السوري، كخطوة أولا لخلق منطقة مسيطر عليها من قبل الحركات المسلحة وذلك بناء على تنسيق مع الأردن ومع الولايات المتحدة وبريطانيا.
2- الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وإلى جانبه القيادات العسكرية العليا وزير الدفاع موشي يعلون ورئيس الأركان العامة الجنرال بيني جانتز وقائد المنطقة الشمالية الجنرال يائير جولان إلى الجولان،
خلال هذه الجولة التي زار فيها مستشفى تل حزقة الذي تعالج فيه العناصر المسلحة، ذهب إلى موقع تموضع الفرقة الإسرائيلية الجديدة فرقة هبشان -أي فرقة سهل حوران- والمكلفة بمساعدة الجماعات المسلحة على السيطرة على الجولان السوري وعلى منطقة حوران وعلى المنطقة المقابلة لمناطق الجولان الجنوبية التي تسيطر عليها إسرائيل، وهذا يتم بتنسيق كامل مع رئاسة الأركان للجيش الأردني ومع الفريق العسكري الأمريكي الأوروبي المتمركز في قاعدة المفرق وإربد.
الفرقة وكما كشفت مصادر عسكرية ستكون مهمتها كمهمة فرقة الجليل المرابطة قبالة الحدود اللبنانية والتي سيطرت على مناطق جنوب لبنان بعد إقامة ما يسمى بالجدار الطيب وسلمته بعد ذلك إلى ما يسمى بجيش جنوب لبنان بقيادة أنطوان لحد.
3- ما كشف عنه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الجنرال أفيف كوخفي عن أن قوات إيرانية كبيرة دخلت إلى سوريا في الفترة الأخيرة تضم قوات من حرس الثورة ومن الباسيج وأن هذه القوات أرسلت من أجل حسم المعركة في سوريا لصالح نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
4-  تدريبات إسرائيلية في الجولان محاكية لظروف الميدان الحقيقية على احتلال مناطق داخل الأراضي السورية ليس في الجولان فقط بل التقدم إلى ما بعد ذلك.
5-  المداولات التي جرت في منبر الأركان العامة في الأيام الأخيرة والتي شاركت فيها القيادات الرئيسية للجيش الإسرائيلي ومنها قادة الأسلحة الرئيسية البرية والبحرية والجوية ورئيس شعبة العمليات ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، خلال هذه المداولات التي جرت يومي الأربعاء والخميس الفائتين (19 و20 شباط) دارت حول سيناريوهات الحرب والمعارك التي يستعد الجيش الإسرائيلي لخوضها سواء ضد حزب الله أو في سوريا.