دام برس:

الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الأقصى باتت متكررة بشكل لا يقبل من الفلسطينيين والمقدسيين بشكل خاص الصمت عليه، وهذا ما زاد من الضجة التي أثيرت في المجتمع الفلسطيني والعربي، اضافة الى محاولة اقرار الكنيست الاسرائيلي لقانون سيادة الاحتلال على المسجد الأقصى.
في اطار ما يحدث بالمسجد الأقصى وخلفيات اسرائيلية لهدف خفي من تلك الاعتداءات، يعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوي المندوبين الدائمين اجتماعا عاجلا بالقاهرة بناء على طلب دولة فلسطين لبحث الاعتداءات الإسرائيلية واقتحام مجموعات من المستوطنين لباحاته.
والتساؤلات تدور حول القرارات التي قد تخرج بها جامعة الدول العربية والتي من شأنها أن تحمي المسجد الأقصى، وفي حال استمرار تلك الاعتداءات كيف ستمضي عملية السلام التي تسعى لها أمريكا، وهل سيتجه الفلسطينيون الى انتفاضة ثالثة؟
تحدثت الكاتبة السياسية فيروز شحرور لدنيا الوطن حول تلك الانتهاكات الاسرائيلية والتي رأت انها تستهدف كافة المناطق الفلسطينية: "الاقتحامات المتكررة هي سياسة اسرائيلية واضحة منذ زمن وليست باكورة، والاحتلال يستهدف كافة مناطق فلسطين وليس القدس فحسب وذلك لتطبيق فكرة يهودية الدولة"
ورأت الكاتبة شحرور أن الاحتلال يعمل جاهدا من أجل تطبيق تلك الفكرة "اشارة الى يهودية الدولة" مبينة: " محاولة تطبيق تلك الفكرة أصبح واضحا وجليا بترويجها في المواقع الالكترونية والصحف الاسرائيلية بأن فلسطين أرض يهودية لاقناع المجتمعات بيهودية الدولة"
وحول تأثير تلك الفكرة وتلك الاعتداءات الواضحة على المسجد الأقصى والمصلين والمقدسيين على المفاوضات وعملية السلام، أشارت  شحرور : "معروف أن اسرائيل لن تحقق السلام مع الفلسطينيين لأنها غير معنية بذلك وترفض أي تنازلات قد تقدمها اسرائيل مما يؤثر على وضعها اقليميا في الشرق الأوسط"

وأضافت: "كما يتضح جليا بأن الجانب الأمريكي الراعي للمفاوضات أكثر يهودية من الجانب الاسرائيلي وتحاول المحافظة على المصالح الأمريكية الاسرائيلية، كما أن جون كيري يرى أن الرئيس الفلسطيني ابو مازن غير معني بالسلام وذلك لرفضه الاعتراف بيهودية الدولة "
وبالعودة الى الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى اعتقدت شحرور أن الفلسطينيون متيقنون تماما أنه لن يتم سلام على الأرض وربما يقود ذلك الى ثورة شعبية كسيناريو الانتفاضة الثانية على مستوى المقدسيين والفلسطينيين مما يقود الى انتفاضة ثالثة مبينة أن هذا الاحتمال ضعيف نوعا ما في الوقت الذي يعني فيه الجانب الاسرائيلي والفلسطيني بالاستقرار.
وحول اجتماع جامعة الدول العربية لبحث الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الأقصى اعتقدت شحرور: " جامعة الدول العربية ممثل اقليمي غير فعال وظهر ذلك في تعاملها مع الأزمة السورية وبالتالي لن تخرج بقرار فعال سوى التنديد، واتمنى  تفعيل قرارت جامة الدول العربية".
وبالحديث عن محاولة الاحتلال لاقرار قانون سيادته على المسجد الأقصى، أوضحت شحرور خطورة ذلك في اعاقة حياة المقدسيين وسلبية القرار على المسجد الأقصى وطابعه الديني بالاضافة الى التضييق على المصليين وطلاب العلم وسيكون ذلك عملية توكيدية ليهودية الدولة، بحسب رأيها.
وأضافت: " هناك جوانب سلبية على الرموز الدينية والمناطق الفلسطينية وعملية السلام في حال اقرار القانون خاصة ان الدول العربية مشغولة بظروفها السياسية مما جعل فلسطين منعزلة عربيا ودوليا"
لماذا أثيرت ضجة كبيرة على الاعتداءات هذه المرة رغم تكرارها منذ زمن؟
رأت شحرور أن هناك مجموعة من الاعتداءات والتضيق من اجل فكرة يهودية الدولة مما أثار ضجة كبيرة: "هناك ضغوطات اسرائيلية زائدة على الفلسطينيين خاصة في حديث الكنيست عن سحب المواطنة وتقليص ادوار الفلسطيين والاستيطان المستمر وتأثير عملية المفاوضات، كل ذلك يولد ثورة شعبية بجانب التهديد المستمر للمسجد الأقصى"
وقالت شحرور:" أن المقدسيين لاحتكاكهم ورؤيتهم لتلك الاعتداءات رأوا أن هذه المرة تختلف عن كل المرات وأن الاحتلال لا يهدف لاثارة الشغب وحسب من تلك الاعتداءات مما أثار ثورتهم من اجل الحفاظ على المسجد الأقصى كأحد الثوابت الاسلامية والعربية".
وختمت شحرور حوارها بخطورة الاعتداءات الاسرائيلية والممارسات الاعلامية لطمس الهوية الفلسطينية على القدس والمسجد الأقصى: "يلاحظ اعلاميا أنه يتم ادراج رام الله كعاصمة لفلسطين بدلا من القدس وهذا أمر خطير مما قد يزيد الضجة لدى الفلسطينيين".

رام الله - - إسراء عبيد