دام برس:

 جدد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني الدكتور علاء الدين بروجردي تأكيد موقف بلاده الداعم لسورية المقاومة مشددا على أن السبيل الوحيد لحل الأزمة فيها يكون عبر الحوار السوري السوري وترك السوريين يقررون مصيرهم بأنفسهم من خلال انتخابات حرة.

وأشار بروجردي في مؤتمر صحفي بدمشق إلى أن أهم المواضيع التي تم طرحها وتأكيدها خلال لقاءاته المسؤولين السوريين هو تكرار مواقف إيران الداعمة لسورية شعبا وحكومة كبلد يقف في الخندق الأول للمقاومة ضد الكيان الصهيوني مبينا أن اللقاءات تناولت أيضا العلاقات الثنائية بين البلدين وخاصة ما يتعلق بالتعاون والتنسيق بين مجلس الشعب السوري والشورى في إيران.

ولفت بروجردي إلى أنه "تم التطرق إلى آخر التطورات على الساحتين السياسية والعسكرية في سورية فيما يخص الأزمة التي تفرض على سورية شعباً وحكومة "وتناول الجهود السياسية لإنهاء هذه الأزمة ولاسيما موضوع مؤتمر جنيف2 بشكل مفصل خلال لقائه وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم".

وأبدى بروجردي استغرابه الكبير من الدور الذي لعبه مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية الأخضر الإبراهيمي في مؤتمر جنيف2 إذ "لم يكن محايدا إطلاقا خلال هذا المؤتمر بل كان منحازا إلى الطرف الآخر".

وقال بروجردي "منذ اليوم الأول للأزمة في سورية أعلنا أنه لا وجود لحل عسكري لها ونحن سعداء اليوم عندما نرى أن من يؤيدون هذا الرأي يزدادون شيئا فشيئا "معتبرا أن" مؤتمر جنيف2 يثبت هذه الحقيقة وهذا الواقع إذ إن الخيار العسكري لن يؤدي إلا إلى مقتل المزيد من الناس الأبرياء".

الخطر التكفيري والإرهاب لا يهددان المنطقة فقط بل كل دول العالم

وأكد بروجردي أن الخطر التكفيري والإرهاب لا يهددان المنطقة فقط بل كل دول العالم داعيا الدول التي لم تتعاط بشكل منطقي مع الأزمة في سورية وحاولت أن تسلك طرقا غير واقعية أن تتراجع عن هذه الطرق وهذا الأسلوب وتعود إلى الطريق الصحيح.

وأشار بروجردي إلى أنه لمس خلال زيارته "أن الأوضاع في سورية ووضع الحكومة السورية أفضل بكثير مما كان عليه في السابق" معربا عن أسفه للتحالف القائم بين المجموعات الإرهابية والكيان الصهيوني مستغربا في الوقت ذاته من رؤية هؤلاء الإرهابيين وكيف تتم معالجتهم في مشافي الاحتلال الصهيوني وزيارة رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو لهم وتبادل الجمل "القريبة إلى الغرام والحب".

وأكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني أن الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكنها أن تفرض رأيها الديكتاتوري على الشعب السوري.

الرئيس الأسد رغم كل الضغوط يقف في جبهة المقاومة ضد الكيان الصهيوني وهناك الكثيرون الذين يدعمون هذا التوجه وهذا الصمود

وقال بروجردي "إن السيد الرئيس بشار الأسد رغم كل الضغوط التي مورست عليه يقف في جبهة المقاومة ضد الكيان الصهيوني وهناك الكثيرون الذين يدعمون هذا التوجه وهذا الصمود" مبينا أنه "عندما يدعي الأمريكيون والذين يدعون الديمقراطية أنهم في الانتخابات الرئاسية القادمة يجب ألا يشارك الرئيس الأسد فإن ذلك يضرب عرض الحائط بكل ما نعرفه عن الديمقراطية في العالم".

وأشار بروجردي إلى أن على الولايات المتحدة والدول الغربية التي تدعم الإرهابيين بالسلاح والمال في سورية وترسل المئات ممن يحملون الجنسية الأوروبية والغربية أن يعلموا أن هذا الدعم سيهدد في المستقبل أمنهم القومي داخل دولهم إذ إن الأزمة في سورية ستنتهي يوما ما ولن يكون لأولئك الإرهابيين الأجانب مكان في سورية ولذلك نحن ندعو كل المجتمع الدولي لكي يستخدم كل طاقاته وإمكاناته في الحرب ضد الإرهاب.

وردا على سؤال عن استعداد محور المقاومة ورده على التهديدات الإسرائيلية بالعدوان على المنطقة أشار بروجردي إلى أن "المقاومة تعرف درسها وكيف يجب أن تتصرف وترد" معبرا عن استغرابه من الكيان الصهيوني الذي خاض تجارب مرة خلال الحروب الماضية مع المقاومة كيف يقوم بإعادة هذه التجربة.

وقال بروجردي "لا مجال للشك هنا أنه فيما إذا بدأ الكيان الصهيوني في هذه اللعبة فإن حزب الله كما أعلن سابقا يحتفظ بحق الرد ولا شك ستتضاعف قائمة الهزائم الإسرائيلية الصهيونية" معتبرا أن "المنطقة اليوم حساسة وملتهبة بما فيه الكفاية ولا تتحمل تجربة أخرى لإعلان حرب من الكيان".

وعن عدم تحرك الأمم المتحدة ومجلس الأمن لمساعدة الحكومة السورية في مكافحة الإرهاب وتعليقه عن أنباء تزويد المعارضة بصواريخ مضادة للطيران باكستانية بمال سعودي أكد بروجردي أن خطر الإرهاب يتعدى حدود المنطقة وهو خطر عالمي ولذلك فإن على عاتق الأمم المتحدة مسؤولية كبيرة في هذا المجال وخاصة أن المجموعات الإرهابية في سورية قامت أخيرا بتصنيع متفجرات أولية أو قنابل بدائية تحمل الغازات الكيميائية السامة.

وقال بروجردي "في أي مكان من العالم يوجد هذا الخطر بمعنى أنه بهذا الدعم المال والسلاح من أمريكا يستطيع الإرهابيون أن يصنعوا قنابل بدائية في أي مكان" مضيفا أنه لا يعتقد أن باكستان قامت بتزويد الإرهابيين بالصواريخ لأن الحكومة الباكستانية تعاني خطر الإرهاب والإرهابيين.

وردا على سؤال حول استثمار إيران الانفتاح على قطر في إطار الأزمة في سورية وخاصة أن قطر ضليعة فيها أجاب بروجردي "الجميع يعلم أن الملف السوري خرج من يد قطر وبعد أن تم ذلك هناك تطورات حصلت داخل قطر وأنتم تعرفون هذه التطورات لذلك نحن نترقب دورا آخر من قطر الجديدة بعد هذه التطورات يخالف ذلك النهج أو التعامل السابق لهذا البلد حتى تتم التغطية على الماضي" مشيرا إلى أن كل الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي شاركوا وحضروا مؤتمر اتحاد البرلمانات الإسلامية الذي عقد في طهران إلا السعودية التي كان يجب عليها الالتحاق بهذه القافلة لأن "انزواء هذا البلد ليس في مصلحة المنطقة".

وبشأن الزيارات المتبادلة بين المسؤولين السعوديين ومسؤولي كيان الاحتلال الإسرائيلي وما المصالح المشتركة بين الجانبين وقراءة إيران لها قال بروجردي هذا سؤال يجب أن يجيب عنه مسؤولو السعودية إلا أنني أعرب عن أسفي لأن" ما هو مرجو ومتوقع من السعودية هو أن تكون في صف جبهة الدول الإسلامية وأن تبادر وتسهم في حل المشكلات في العالم الإسلامي وتقف في الخندق ضد الكيان الصهيوني ونحن نأمل أن نسمع نفيا لهذه الأخبار من مسؤولي هذا البلد".

وحول تفاؤل إيران بإيجاد مخرج حقيقي للأزمة في سورية وتغيير بعض مواقف الدول العربية والدولية الداعمة للمعارضة اعتبر بروجردي أن "تغير المواقف بدأ عمليا سواء أعلنت تلك الدول ذلك أم لم تعلن" متوقعا أن "الرسم البياني للدول التي تدعم المجموعات المسلحة المعارضة سيكون له خط سير تنازلي خلال الأشهر القادمة".

وعن سبب سحب الدعوة الموجهة لحضور إيران مؤتمر جنيف2 أوضح بروجردي أن إيران منذ اليوم الأول أعلنت من مبدأ الاستقلال أنه إذا تمت دعوتها بشكل رسمي للمشاركة في مؤتمر جنيف2 دون أي قيود وشروط مسبقة فإنها ستشارك للمساعدة في حل الأزمة السورية إلا أن الشيء المؤسف أن الأمين العام للأمم المتحدة كشخصية يجب أن تتصف بالاستقلالية بادر بدعوة إيران لكن بعد أن مورست عليه ضغوط من الولايات المتحدة سحب هذه الدعوة مبينا أن إيران لا تألو جهدا كي يتم إنهاء هذه الأزمة وإطفاء الحرب في سورية.

وأشار بروجردي إلى الجهود التي بذلتها إيران أكثر من مرة ومبادرتها بدعوة ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة حيث كانت هناك مؤتمرات في طهران لهذا الهدف مؤكدا أن بلاده مستمرة بهذه السياسة وتعلن استعدادها للقيام بأي دور لحل الأزمة في سورية.

وعن موقف إيران من حماس بعد أن غيرت بوصلتها المقاومة قال بروجردي "في الزيارات الأخيرة التي جئنا فيها إلى سورية كنا نلتقي بالفصائل الفلسطينية التي كانت تضم حماس لكن خلال زيارتي هذه التقيت الفصائل الفلسطينية ناقصة من حماس" مشيرا إلى أن سورية دعمت حماس بشكل كبير ونحن نأمل في زياراتنا المستقبلية أن نرى حضور حماس بين الفصائل وعن إمكانية تغير مجرى العمليات العسكرية لصالح المسلحين مع الوعود التي يتلقونها من بعض الدول العربية والغربية بتزويدهم بأسلحة نوعية وكمية قال بروجردي" لا أعتقد أن هناك أي تطور مهم سيحصل لأننا نرى الشعب السوري إلى جانب جيشه ولا يمكن كسر إرادة أو هزيمة شعب ما حتى إذا كان الطرف المقابل يتسلح بكل الأسلحة المتطورة" معتبرا أن "التقييم الأمريكي يعلم أنه لا يمكن التغيير من خلال الخيار العسكري ويبدو أن الولايات المتحدة قالت ذلك بصراحة لحلفائها الإقليميين".

إرادة الحكومة والشعب في سورية انتصرت

وأشار بروجردي إلى أن "إرادة الحكومة والشعب في سورية انتصرت ضد الدول التي تعتقد أن سورية بعد الأزمة ستكون ضعيفة" مؤكدا أن سورية ستخرج من الأزمة قوية ومتعافية مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هذه الأزمة دفعت الشباب السوري للدفاع عن وطنه وكرامته ضد الغزاة الذين أرادوا احتلال بلدهم والاستهانة بكرامته ولذلك صمد الشعب.

وقال بروجردي "إن الجيش السوري جيش قوي ويمتلك من الإمكانيات والطاقات الكثيرة وخاصة السلاح كما لديه جيش رديف آخر هي قوات الدفاع الوطني وبوجود كل هؤلاء فإن سورية ليست بحاجة لدعم من الخارج" مضيفا أن "الإرهابيين هم الذين يطولون عمر الأزمة فالحرب لا يوجد لها أي جبهة معروفة بل يتخذون من الناس وبيوتهم ومدنهم دروعا لهم كي تطول هذه الأزمة".

وعن التفجيرات التي تستهدف المنطقة ولاسيما محاولات استهداف السفارة الإيرانية في بيروت والرسالة التي تريد الولايات المتحدة إيصالها لإيران أشار بروجردي إلى إن ذلك يدل على ضعف أولئك الذين يقومون بتلك الأعمال فمن أسهل الأعمال أن يقوم الإنسان بخداع أفراد جرى غسيل دماغهم حيث يتم تفخيخهم وإرسالهم بين الناس وتفجيرهم وبالتالي موت عدد من الأبرياء معربا عن إدانة إيران لهذه السياسة من أي طرف أو حكومة وأي جهاز مخابرات مؤكدا في الوقت ذاته أنها تعرفه وتنصحه بألا يستمر بهذه اللعبة لأنها ليست في صالح المنطقة ولا في صالح أحد في العالم.

سانا