Logo Dampress

آخر تحديث : الأحد 28 نيسان 2024   الساعة 10:15:26
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
داعش وإسرائيل وجهان لعملة واحدة وصناعة واحدة !! فهما بلا حدود رسمية معترف بها وبلا هوية وبلا دستور تم زرعهما بواسطة الغرب وبتسليح أميركي .. بقلم: ليليان حمزة

دام برس:

ثلاث سنوات من الحرب على سوريا أعادت إلى ذاكرتنا 66 عامًا من النّكبة في فلسطين.. غدّة سرطانيّة من صنع أوروبي وأميركي بتآمر عربي نخرت في أرض كنعان لأكثر من ستة عقود وها قد جاءت جرثومة جديدة بفكر تكفيري متطرّف، قد يختلف في الدّيانة لكن العقيدة ذاتها، لتستبيح ببلاد الشّام وتسفك دماء شعبها.
“داعش” و”إسرائيل” وجهان لعملة واحدة وصناعة واحدة، وقد بدت جليّة العلاقة بين الكيان الصّهيوني وتنظيم “داعش” الإرهابي وكشفت عنه الصّحف العبريّة التي أكّدت أن نحو 700 عنصرًا من التّنظيم المصابين في سوريا يتعالجون في تل أبيب. 700 عنصرًا هو الرّقم الذي أقرّته تلك الصّحف، غير أن الأمر تخطّى هذا البعد “الإنساني” إلى إنشاء مشروع يسمّى “الجدار الطيّب” في منطقة الجنوب السّوري، تمامًا مثل جدار العملاء الذي شيّدته “إسرائيل” في جنوب لبنان، بهدف حماية حدودها الشّمالية، فالتّنسيق والدّعم الإسرائيلي لداعش وصل إلى ذروته من حيث الأسلحة والمعدات والأموال وشتّى أنواع الدعم.
وباتت العمالة أمر لا يخفيه العملاء والمتآمرون كما اعتادوا في السّابق، لا بل بات مفخرة لهم.. لم يفاجئنا الجرحى التكفيريون المصابون في سوريا الذين نقلوا إلى مشفى “نهاريا” و”صفد” حين قالوا إن “أولوية القتال حسب شريعتنا الإسلامية هي محاربة الشيعة والعلويين والروافض لأنهم كفار، أما محاربة اليهود فثانوية لأنهم أهل كتاب ويمدّون لنا أيديهم”.
بالطّبع لا يوجد بوسع الكيان الصّهيوني سوى تقديم يد العون لشقيقته غير الشّرعيّة، فالدويلتان بلا حدود رسمية معترف بها، وبلا هوية، وبلا دستور، تم زرعهما بواسطة الغرب وبتسليح أميركي متقدّم ونوعي في الأرض العربيّة: “إسرائيل” زرعت ككيان متطرّف من عصابات صهيونيّة في كلّ أنحاء العالم وتحوّلت من كيان شاذ إلى دويلة استعماريّة، وبعد عقود زرعت الثّانية “داعش” ككيان متأسلم من عصابات تكفيرية، وكلاهما تألّفا من مرتزقة من كل حدبٍ وصوب مهووسين بالدّم والجنس.

الكيان الإستعماري الأقدم من شقيقته الصّغرى وجد أنّه لا بدّ أن يقدّم لها يد العون ، فبات يرسل الأسلحة إليها لتستخدمها في محافظة الأنبار العراقيّة عن طريق الثّغرات الموجودة في الحدود السورية – العراقية بمساعدة بعض الدّول الخليجيّة التي تحاول إسقاط العملية السّياسية في العراق.
وقد نشر إيهود يعاري، الصّحافي والمحلّل سياسي في شؤون الشّرق الأوسط في القناة الثانية في تلفزيون العدو الإسرائيلي، تقريرًا يؤكّد فيه أن “إسرائيل” هي الحامية لظهر قوات “داعش” و”القاعدة” في محور الجولان، ودرعا، والجنوب السّوري المحاذي للكيان الإسرائيلي والأردن،
مشيرًا إلى أنّه فيما يحتدم القتال في سوريا، ظلّت “إسرائيل” تتحرّك بحذر في المناطق الواقعة على طول الخط الحدودي لمرتفعات الجولان. ثم بادرت إلى إتّخاذ خطوة إنسانية من خلال تقديم المساعدات الطبية الطارئة للجرحى والمرضى السوريين من القرى المجاورة، وقد تحوّلت الآن وفقاً للتقارير المُتناقَلة إلى آلية متطورة جيداً لتقديم مجموعة كاملة من العناصر. وأوحى يعاري في تقريره إلى أن عمليّة هامّة تحصل فضلاً عن أنه يوجد نظام من الاتصالات مع المعارضة المسلّحة في سوريا، بحيث يبدو أن إجلاء الجرحى وعودتهم إلى سوريا يجري على نحو كامل. لذا، ما تقوم به القوات الإسرائيلية هو الإبتعاد عن الغوص في الأراضي السّوريّة وفي المقابل تفعّل دور الأدوات التّابعة لها هناك، وقبلت دون اعتراض استبعادها عن مؤتمر “جنيف 2″، كونها تجد من يحمي لها مصالحها من المشاركين.
علاوة على ذلك، هدّدت “داعش” في سياق المعارك بناءً على طلب “إسرائيل” بتفجير سد الفرات في مدينة الرّقّة وإغراق المدن السورية حيث يسكن أكثر من مليوني مواطن لتمتدّ المياه على ارتفاع خمسة أمتار نحو مدينة دير الزّور، وبالتّالي لتصل إلى مدينة طبريا ويستفيد كيان العدو منها.
بالرّغم من ما يجري ومن وضوح اللّعبة الإستراتيجيّة في سوريا، إلاّ أن مجريات الأحداث في الميدان تظهر بأن الأجهزة الأمنية السورية ومجاهدي المقاومة اللّبنانية بالتعاون مع متطوعين من أبناء المنطقة تحقّق ضربات أمنية قويّة في صفوف المسلحين، وتعرقل مساعي الأجهزة الأمنية الغربية والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وتحول دون فرض هذه الأجهزة أي حزام أمني في الجنوب السوري الذي يحمي حدود “إسرائيل” الشّمالية.
كذلك، شهدت معركة يبرود تصعيدًا بارزًا، فقد أنهت قوات الجيش السوري وحلفاؤها المرحلة الثانية من خطة الهجوم التي بدأتها قبل عشرة أيام في محيط المدينة من خلال السيطرة على غالبية المرتفعات والمنافذ المحيطة بها، وسيطرت على مرتفع سن مارون الاستراتيجي، فضلاً عن سقوط خمسين قتيلاً من صفوف المعارضة المسلّحة من بينهم قادة كبار في حين حاولوا التسلّل إلى سوريا عبر الأردن.
تاريخٌ يعيد نفسه من أيام النّكبة القديمة إلى الحديثة.. زمن شهد على نكبات الأرض العربيّة من الفكر التّكفيري اليهودي الصّهيوني إلى التّكفير تحت راية الإسلام.. تبقى الشّهور، وقد تكون السّنوات القادمة، وما تحمله من تطوّرات في الميدان، هي الجواب على التّساؤلات عن عمر التّكفير في المنطقة العربيّة وعن كيفيّة القضاء عليه ومكافحة الإرهاب الدّموي.
الديار

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz