Logo Dampress

آخر تحديث : الأحد 28 نيسان 2024   الساعة 23:47:43
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
سياسة روسيا إزاء سورية تتمتع بالجاذبية ... فيتالي نومكين
دام برس : دام برس | سياسة روسيا إزاء سورية تتمتع بالجاذبية ... فيتالي نومكين

دام برس:

قبل الجولة الثانية من محادثات جنيف الثانية، كانت الدبلوماسية الروسية في حالة تأهب قصوى ولم تكن محدودة بالاتصالات الرسمية مع دمشق. في الواقع، وفد من الائتلاف السوري بقيادة الجربا وصل إلى موسكو في 4 شباط. بدأت الأطراف تفهم على الأقل بعضها الآخر بشكل أفضل، في حين لا يزال هناك بعض عدم الاتفاق.

بالرغم من أن روسيا تسعى بنشاط إلى حل وسط بشأن القضية السورية، إلا أن قدرة موسكو على التأثير على دمشق هي على الأرجح ليست بالكبيرة كما يظن بعض شركاء روسيا.

ترغب موسكو في رؤية وفد المعارضة يضم تمثيلاً أكبر في المفاوضات، بما في ذلك الأكراد ولجنة التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي، وهو تجمع المعارضة السياسية الداخلية التي لم تكن جزءاً من وفد المعارضة في جنيف. ولكن بعد اجتماع الجربا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أكد الجربا أن الائتلاف يعارض توسيع الوفد ليشمل "معارضة الجيب"—ومن هو هذا؟ يريد الائتلاف كثيراً الوصول إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن لتشكيل سلطة انتقالية. موسكو تؤكد أن أطراف النزاع هم فقط من يقرر ذلك، وهذا سيكون نتيجة عمل طويل ومضني. تشير موسكو، إلى الاتفاقات في اجتماع مجموعة الثماني في لوف ايرن، تركز اهتمامها على محاربة الإرهاب، ولكن كما سمعت من ممثلي المعارضة، فهم لا يريدون تحويل جنيف 2 إلى منتدى لمكافحة الإرهاب. الجدير بالملاحظة أنه في مقابلة لنائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف مع وكالة ريا نوفوستي في 4 شباط أعطى غاتيلوف أسماء الدول التي تعد أكبر مراكز لتجنيد المرتزقة وهم: فرنسا وألمانيا وبريطانيا وبلجيكا، في حين هناك مرتزقة من روسيا أيضاً.

يحاول المحللون الروس معرفة ما إذا كان إصدار السعودية قانوناً جديداً لمكافحة الإرهاب، يعني أنها تعيد النظر في سياستها في دعم الجماعات المتطرفة الإسلامية في سورية (وليس فقط في سورية) أو، بدلاً من ذلك، ما إذا كان المقصود من هذا القانون هو توجيه ضربة ضد أولئك الذين يعارضون السياسة الخارجية السعودية. التعريف القانوني للإرهاب بحد ذاته يؤدي بالعديد من المراقبين إلى الاعتقاد بأن القصد من ذلك هو قمع المعارضة، لأن القانون يعرف الإرهاب بوصفه عملاً إجرامياً يزعزع أمن المجتمع واستقرار الدولة. هذا التعريف واسع بما فيه الكفاية ليتم نشره في أي اتجاه.

يبدو أن أحد المراقبين من صحيفة روسيسكايا غازيتا شبه الرسمية يعتقد بأن الرياض تريد حقاً أن يتم التغيير: من الواضح أن السلطات في السعودية قد تعبت من الاستماع أكثر وأكثر، فقد أصبحت بلادهم في الآونة الأخيرة الراعي الرئيسي للإرهابيين والمتطرفين في جميع أنحاء الشرق الأوسط". أود أن أشير بأنه ليس كل أحد في روسيا يشاطر هذه الاتهامات ضد المملكة، وعلاوةً على ذلك، يتم النظر إلى المملكة كشريك في مواجهة الإرهاب. لذلك، هل يمكننا الافتراض بأن الرياض ستقطع قنوات تمويل المتمردين؟ هذا يبقى سؤالاً مطروحاً، ولكنه يعتمد إلى حد كبير على قدرة رعاة مفاوضات السلام السورية توسيعها لتضم اللاعبين الإقليميين: إيران، تركيا، والسعودية.

فيما يتعلق بالمشاكل العديدة التي تدين فيها القوى الغربية دمشق بشكل حصري، تفضل روسيا أن تتخذ موقفاً أكثر توازناً، مما يضع جزءاً كبيراً من اللوم على المتمردين. على سبيل المثال، ترفض المعارضة إعطاء الحكومة قائمة الأسرى التي لديها، وحصار المتمردين للجيوب الشيعية، مستخدمين من هم من غير المقاتلين كدروع بشرية، والتعطيل الكبير لتسليم الشحنات الإنسانية. في نفس الوقت، تلاحظ موسكو أنها تعمل بنشاط مع دمشق لحل مشكلة وصول الشحنات الإنسانية. لا يزال من غير الممكن تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن تقديم المساعدة الإنسانية إلى سكان حمص. من ممثلين عن السلطة الرسمية في سورية، سمعنا الحجة القائلة بأن المواد الغذائية والأدوية يمكن أن تقع في يد المتمردين، الذين سوف يقتلون المزيد من السكان الداعمين للنظام، بمن فيهم المدنيين.

نحن نعلم بأن روسيا تسعى بنشاط إلى حل وسط، ولكن قدرة موسكو على التأثير على دمشق هي ليست كبيرة كما يظن شركاء روسيا. بالمناسبة، الشيء ذاته يمكن أن يُقال حول قدرة واشنطن في التأثير على المعارضة. هذا وقد كان الإعلان الأخير بأن السلطات السورية قد تقرر الدعوة إلى وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام وفتح ممرات إنسانية، وهي خطوة في الاتجاه الصحيح.

على الرغم من الإجماع المفترض بعدم قدرة أي جانب على تحقيق نصر عسكري في الصراع، فإننا نقترب من الجولة الثانية من المفاوضات التي لا يزال يؤكد كل جانب سيطرته الكاملة على الوضع في ساحة المعركة، وبأنه يسيطر على معظم الأراضي في البلاد. ولكن في حال كان الأمر كذلك، فلما التفاوض؟

بالمناسبة، حقيقة أن الجيش السوري وقوات الأمن أظهرت التماسك المفاجئ، وحدوث انشقاقات فردية فقط، قد أكد للروس دليل قوة موقف النظام. في نفس الوقت، بعض حالات الانشقاق تجعلنا نتوقف ونفكر. محمد فارس، رائد الفضاء السوري، وهو أحد الأجانب القليلين الذين حصلوا على أعلى جائزة سوفييتية (بطل الاتحاد السوفييتي)—وهو اللقب الذي لم ينعم به أي شخص في العالم العربي منذ أن منحه نيكيتا خروتشوف إلى جمال عبد الناصر وبن بيلا—نرى محمد فارس قد انضم إلى المتمردين، وهو الآن قائد في الجيش السوري الحر.

موسكو مسرورة رسمياً من أن القضاء على الأسلحة الكيميائية في سورية تُظهر تقدماً. على الرغم من أن هذه العملية لا علاقة لها بأي شكل من الأشكال مع المفاوضات داخل سورية، إلا أنها لا تزال تخلق خلفية معينة، إحداها هو أنها مواتية للغاية لاستمرار المحادثات. صحيحٌ أن نسخة جديدة من نظرية المؤامرة تم تداولها مؤخراً بين المحللين في موسكو، التي تنص على قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بقبول الاقتراح الروسي لتدمير ترسانات سورية من الأسلحة الكيميائية، مقابل عدم شن ضربة صاروخية ضد سورية، إلا أنها كانت مجرد خطوة تكتيكية. وفقاً لهذا الفكرة، تم اتخاذ قرار بعدم شن ضربة وليس على أساس تحليل دقيق للتكاليف والفوائد، وليس لأن غالبية الأمريكيين يعارضون الخطط لعمل عسكري، بل لأنه كان هناك خطر كبير جداً من أن القنابل والصواريخ يمكن أن تصل إلى مستودعات الأسلحة الكيميائية. حتى لو لم يحدث هذا، الجانب الخاسر، الذي لم يبق لديه شيء يخسره، قد يفجر قذائف تحتوي على أسلحة كيميائية ويلقي باللوم على المهاجم. يقول واضعو نظرية المؤامرة هذه بأن البنتاغون لديه خطة (B) أو (C) التي تنص على أنهم بحاجة إلى "تطهير" الأراضي السورية من الأسلحة الكيميائية، وبمجرد اكتمال العملية، سيتم العثور على ذريعة جديدة لاتهام دمشق بشيء ما ويتم بعدها توجيه الضربة. وسيكون هناك إغراء كبير لتدمير ليس فقط مراكز القوى في البلاد وإنما القواعد الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة، لوضع "المعارضة المعتدلة" في السلطة.النظريات هي نظريات، ولكن دعونا لا ننسى أن السيناريو العسكري هو في الواقع لا يزال على الطاولة.

على المستوى الرسمي، تتظاهر موسكو بالتفاؤل المعتدل ومواصلة العمل البناء مع شركائها، في حين تؤكد على الإخلاص الراسخ لمبادئ الحل السلمي للنزاع السوري على أساس احترام سيادة سورية ورفض التدخل الخارجي في الشؤون السورية.

مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية

 د. بسام أبو عبد الله

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz