دام برس:
كشفت مصادر عربية مطلعة لـ "إرم" عن توصل الإدارة الأمريكية وحكومة آل سعود إلى وثيقة تنسيق مشترك تحدد ملامح السياسة السعودية الجديدة في المنطقة. وجاءت الوثيقة بعد محادثات جرت مؤخرا في مقر وزارة الداخلية السعودية بين وفد أمريكي يضم مسؤولين من المخابرات المركزية ومجلس الأمن القومي ومسؤولين سعوديين كبار.
واشترط الأمريكيون أن لا تجري المباحثات في وزارة الخارجية أومقر المخابرات السعودية بسبب برود العلاقة بين هاتين المؤسستين والإدارة الأمريكية، وحضر الاجتماع عن الجانب السعودي المدعو مقرن بنعبد العزيز النائب الثاني لرئيس الوزراء والمدعو محمد بن نايف وزير الداخلية في أسرته والمدعو متعب بن عبد الله قائد الحرس في أسرته.
وأشار الوفد الأمريكي الى أن هناك تذمرا من دول الخليج من السياسة السعودية بشأن ايران؛ فبينما لمست هذه الدول تجاوبا ايرانيا معها بعدالاتفاق بشأن الملف النووي فوجئت بالرفض السعودي للحوار مع ايران.
وأضاف الوفد أن واشنطن تريد قبل زيارة الرئيس باراك اوباما للرياض أن تستعيد السعودية دورها الريادي في الخليج وأن تتصرف وفق مصالح الجميع وأن تكف عن دعم الإرهاب.
وذكر الوفد الامريكي ان لدى روسيا اعتقادا راسخا بأن ما يسمى " الائتلاف السوري" لايمثل شيئا على الأرض وأن الرياض التي تمول الجماعات المسلحة هي التي تملك القرار في سوريا.
وتطرق الوفد الأمريكي الى شكوى الأردن من تصرفات بعض الشخصيات السعودية على أراضيه حيث انتهكت هيبة الدولة الأردنية تحت ستار دعم ما تسمى المعارضة السورية وتسليحها في الأردن وأن الأردن لم يعد يستطع السكوت على التجاوزات وأنه قد يصبح هدفا للتيارات الإرهابية التي تمولها السعودية.
وأشار الوفد الى أن مجموعات من الشباب الأردني أبدت رغبة بالتطوع في الجيش العربي السوري دفاعا عن ما تمثله سورية في وجه الفكر المتطرف لأنها ترى في ذلك دفاعا عن الأردن كرد فعل على تدخل شخصيات سعودية في الداخل الأردني ودعم ما تسمى المعارضة السورية.
وقال الوفد إنه من خلال التجربة الأمريكية والسعودية السابقة فإن هذه الجماعات تخرج عن السيطرة وستعمل ضد الولايات المتحدة والسعودية أيضا في المستقبل، ويجب إزاء ذلك الكف عن دعم وتمويل هذه الجماعات.
وفي نهاية الزيارة توصل الجانبان الى صيغة مشتركة تحدد ملامح السياسة السعودية الجديدة، وجاءت الأوامر الملكية بوقف دعم الجماعات المسلحة بالرجال والمال كأولى ثمار هذا التنسيق الأمريكي السعودي تمهيدا لزيارة الرئيس الأمريكي أوباما.