دام برس:

بمشاركة سورية عقدت في طهران اليوم الدورة الثالثة لمؤتمر البرلمانيات المسلمات ضمن فعاليات التحضير للدورة التاسعة لمؤتمر اتحاد برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في طهران.

وعرض عضوا مجلس الشعب السوري شكرية المحاميد ومحمد ديب اليوسف بحضور اعضاء السفارة السورية في طهران واقع المرأة السورية والتحديات الجسام التي تواجهها في الوقت الراهن المتمثلة في تهديد المكتسبات التي حققتها على مر العقود الماضية والمراتب التي وصلت إليها سواء على صعيد الدولة أو المجتمع.

وأكد عضوا الوفد أن سورية تعمل على تعزيز دور المرأة في كل المجالات وعلى مختلف الصعد منذ مراحل مبكرة وكانت السباقة بين كثير من الدول في منح المرأة المكانة التي تليق بها حيث تتمتع المرأة السورية بحق الاقتراع والترشيح لمجلس الشعب ومجالس الإدارة المحلية من دون قيد أو شرط كما زادت نسبة تمثيلها في مجلس الشعب من 4 سيدات في الدور التشريعي الأول إلى 30 سيدة في الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2012 أي بنسبة 12 بالمئة وهي نسبة قياسية في الوطن العربي والإسلامي.

وأوضح عضوا الوفد المحاميد واليوسف أن المرأة السورية دخلت في السلك الدبلوماسي منذ العام 1953 وكان لها دور فاعل فيه كما أن نسبة مشاركتها في الحياة الثقافية والإعلامية تزداد يوماً بعد يوم وبدأت تأخذ مكانها في مواقع اتخاذ القرار فأصبح هناك سيدة تشغل منصب نائب رئيس الجمهورية ومستشارة في رئاسة الجمهورية بالإضافة إلى ثلاث وزيرات في الحكومة الحالية وهذا إن دل على شيء فيدل على حجم الثقة التي أعطيت للمرأة في سورية.

وأوضح عضوا الوفد السوري أن نسبة وجود المراة في جميع المنظمات الشعبية والاتحادات والنقابات المهنية ازدادت وكذلك الأمر في غرف الصناعة والتجارة والزراعة وشكلت لجان لسيدات الأعمال وهذه الثقة لم تكن في يوم من الأيام مجرد شعار يعرض للمداولة بل كانت جوهر ما تؤمن به سورية في مسيرة التطوير والتحديث بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.

وفيما يخص تعليم المرأة السورية قال عضوا الوفد "تعليم المرأة كان ضمن أولويات الدولة للنهوض بها فانخفضت نسبة الأمية عند النساء في سورية إلى أدنى مستوى بالمقارنة مع باقي البلدان الإسلامية ووصلت المرأة السورية إلى مراحل متقدمة في التعليم وبلغت نسبة اللواتي حصلن على الشهادة الجامعية من النساء المتعلمات ما يقارب 50 بالمئة".

أما فيما يتعلق بالعلوم الشرعية أشار عضوا الوفد إلى أن سورية هي احدى البلدان الإسلامية التي تسمح بوجود مجالس علم للنساء يتم من خلالها إعطاء الدروس الإسلامية وتحفيظ القرآن الكريم ونشر العلوم الشرعية بين مجاميع النساء.

وطالب العضوان خلال المؤتمر بالضغط على حكومات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي من أجل إيقاف الحرب الظالمة على سورية والكف عن تمويل الإرهابيين ووقف التحريض الإعلامي وعدم المساس بوحدة أرض وشعب سورية وسيادتها واستقلالها.

ودعيا إلى تشكيل وفود نسائية من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي للقيام بزيارات إلى الدول التي لها تأثير على الدول الممولة للإرهاب في سورية لحثها على وقف التمويل ومنع تزويد الإرهابيين بالسلاح ووقف الحملات الإعلامية المعادية للدولة السورية و إدانة الأعمال الإرهابية التي تستهدف المدنيين والابتعاد عن استخدامهم كدروع بشرية والعمل على إيقاف التخريب المتعمد للبنى التحتية وتشكيل هيئة نسائية إسلامية برلمانية واحدة في وجه الدعوات المشبوهة لزرع الفتن الطائفية والمذهبية وتفتيت المجتمع السوري وتقسيم الدولة السورية والتوقف عن المتاجرة بمعاناة الشعب السوري والعمل على اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتخفيف هذه المعاناة ومساعدة أبناء سورية الذين يعانون ظروفا إنسانية قاسية جداً بسبب الحرب الإرهابية الظالمة التي يتعرضون لها.

كما طالب عضوا الوفد بادانة القمع الذي يمارسه الكيان الصهيوني بحق المرأة السورية في الجولان العربي السوري المحتل عقاباً لها على وقوفها إلى جانب بلدها الأم في وجه المؤامرة التي يتعرض لها والوحشية المفرطة بحق المرأة الفلسطينية في الأراضي المحتلة بسبب رفضها التخلي عن حقوقها المغتصبة والعمل على اتخاذ كل التدابير اللازمة لإطلاق سراح كل الأسيرات السوريات والفلسطينيات من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وشددا على أنه استناداً إلى ما نص عليه ميثاق منظمة التعاون الإسلامي وما ورد ضمن أهدافها وإلى إعلان بالمبانغ الصادر عن الدورة الثامنة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي 2012 وإلى إعلان الخرطوم للمؤتمر المنعقد في كانون الثاني 2013 والتي نصت كلها على تعزيز دور المرأة في جميع مناحي الحياة فانه ينبغي التأكيد على ضرورة العمل لتعزيز مشاركة المرأة في جميع الدول الإسلامية في بناء المجتمع وتطوره وتعزيز العلاقات بين النساء البرلمانيات في جميع الدول الإسلامية وتبادل الخبرات وتمتين العلاقات من خلال المنظمات النسائية وتبادل الوفود النسائية والبرلمانية.

وبين المحاميد واليوسف ضرورة السعي لابراز دور البرلمانيات المسلمات مع الجهات المسؤولة في كل دولة للعمل على تعديل القوانين المجحفة بحق المرأة في جميع الدول الإسلامية والإشارة إلى نقاط الضعف في هذه القوانين التي لا تنصف المرأة من خلال وسائل الإعلام والتصدي بحزم لكافة المفاهيم والممارسات التي تسيء للإسلام وتعاليمه السمحة والتي تقف حائلاً أمام تقدم المرأة المسلمة ونيل حقوقها وقيامها بواجباتها في بناء المجتمع وتطويره.

ودعا عضوا الوفد السوري إلى ضرورة نبذ الأفكار المتطرفة والتكفيرية ومحاربة الفتاوى التي تشوه صورة الإسلام وتنال من كرامة المرأة وفي مقدمتها ما يدعى بجهاد النكاح وغيرها من الفتاوى المسيئة لمكانة المرأة في الإسلام والسعي إلى إبراز الجوانب الإنسانية في الإسلام باعتباره دين تسامح ومحبة وإخاء ومكانة المرأة في الإسلام وأهمية دور الإسلام في نشر الحضارة الإنسانية والفكرية للارتقاء بالدول والمجتمعات إلى أعلى مستويات الرقي والتقدم الحضاري والتأكيد على مسألة محو الأمية في الدول الإسلامية من خلال دور البرلمانيات وحكومات هذه الدول وبخاصة بما يتعلق بمحو أمية المرأة.

وأشار عضوا مجلس الشعب المحاميد واليوسف إلى غياب وجود نظرية كاملة وشاملة لمعالجة مشاكل وقضايا المجتمع الإسلامي والأسرة ومنها مشاكل المرأة حيث تكتفي بعض الدول بالشعارات كالمساواة بين الرجل والمرأة والمرأة عماد المجتمع والمرأة نصف المجتمع لافتين الى حالة الغموض في موقف كل دولة من المرأة وتنعكس هذه المواقف في دستور كل دولة من الدول الأعضاء والتي تعمل ضمن إطار هذه المنظمة.

وشدد عضوا مجلس الشعب على تحقيق العدل في الفرص الممنوحة للجنسين ومنح المرأة المسلمة حقوقها المشروعة كاملة والتي ضمنها لها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وقالا.. "إن مفهوم المرأة القيادية لم يدخل في مخزوننا الثقافي بعد وإن قصور هذه القوانين لا يعود فقط للعادات والتقاليد والشريعة و نؤكد على حق المرأة في التعليم والعمل والمشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأدبية".

يذكر أن أعضاء السلك الدبلوماسي السوري في طهران حضروا هذا الاجتماع والاجتماع الثاني للجنة الدائمة للشؤون السياسية والعلاقات الخارجية والاجتماع الثاني للجنة الدائمة للشؤون الثقافية والقانونية وحوار الحضارات والاجتماع الثاني للجنة الدائمة للشؤون الاقتصادية والبيئية والاجتماع الثاني للجنة الدائمة لحقوق الإنسان والمرأة والأسرة والاجتماع الثالث للجنة الدائمة لشؤون فلسطين. ويضم وفد مجلس الشعب سلام سنقر والمحاميد واليوسف وحسين راغب الحسين وعلي الشيخ وعبد المنعم الصوا وهشام يونس.

سانا