دام برس:
الريح الأصفر، النمر، نجم سهيل، ألقاب كثيرة حملها قائد عسكري واحد، لكنها جميعها ليست كاللقب الذي يحمله كواحد من أهم القادة العسكريين في الجيش العربي السوري، وهو العميد الذي رفض أن يتسلم رتبته العسكرية بترفيعه الى عميد الا بعد انجاز مهامه الميدانية.
انتقل العميد سهيل الحسن من ريف حماه، بعد أن قام بتثبيت القطع العسكرية والمواقع الاستراتيجية لتأمين المنطقة، متوجهاً إلى ادلب، فاستطاع انجاز عمليات ذات قيمة عسكرية هامة في وقت قصير، من اريحا الى جبل الأربعين ترك «القائد المقاتل» وثلة من رجاله بصماتهم هناك، قبل أن ينتقلوا لفتح ممر إمداد لها عن طريق اللاذقية، فأنجز المهمة تقريباً مع بدء هجوم المسلحين على قرى ريف اللاذقية، فانتقل فوراً للدفاع مثبتاً النقاط ومسانداً للقوات العاملة في المنطقة على استعادة القرى والبلدات التي سقطت بيد المسلحين في ريف اللاذقية الشمالي، حتى بات كلما وصل إلى منطقة كان صيته قد حل فيها وفعل فعله في المسلحين إلى درجة تمنوا فيها «موته» ونشروا عشرات الأخبار عن حصول ذلك، ليعود ويكذب الخبر بتسجيل نصر جديد عليهم في الميدان، دون أن نرى له تسجيلاً أو صورة أو خبر يحمل اسمه.
أهم عمليات «النمر» كانت قيادته للرتل الذي انطلق على طريق سلمية – حلب، محرراً في طريقه «خناصر» ومحيطها ، مؤمناً الإمدادات اللازمة للوصول الى السفيرة، وفك الطوق عن معامل الدفاع الاستراتيجية، لينطلق بعدها في سلسلة عمليات عسكرية غيرت المعادلة الميدانية في الريف الشرقي لمدينة حلب بالكامل، مسقطاً ما كان البعض يعتقد أنه غير قابل للسقوط ومستعيداً السيطرة على السفيرة وقرى محيطها، متقدماً الى تل حاصل وتلعرن .. مكملاً خطة الاتصال بوحدات الجيش في مواقع استراتيجية في المنطقة منها وحدات حماية «مطار النيرب (حلب)»، ومحيطها، وفاتحاً الطريق باتجاه المحطة الحرارية من جهة وباتجاه اللواء ٨٠، ثم متقدماً بسرعة قياسية غرب مطار النيرب .. حيث تدور رحى المعركة الأهم الآن.
الضابط القادم من الاستخبارات الجوية، امتلك قلوب ثلة من المقاتلين الشجعان، الذين يصفهم من يعرفهم بصفات «جنود الحسم»، الذين ما أوكل العميد الحسن اليهم مهمة وخيبوا ظنه فيهم، وكانوا دائماً على مستوى عال من الانضباط والتصميم، كما لم يستطع اعلام المعارضة ان يسجل عليهم أي عمل عسكري خارج عن اطار الحرب الأخلاقية، رغم قساوة قتالهم وشدة التزامهم بتحقيق الأهداف مهما كانت ظروف القتال صعبة وقاسية.
هو أحد قادة الحرب الميدانيين، الذي ما أن يحل في محور أو جبهة حتى تؤول اليه القيادة، ويقال أن كافة التشكيلات العسكرية التي تتواجد في نطاق مهامه تكون تابعة لقيادته، وتحت امرته، أياً كان نوع القطعة التي تنتمي اليها، أولاً لثقة القادة والضباط الميدانيين بخبرته وتصميمه من جهة ولحصوله على كامل ثقة القيادة العسكرية والسياسية، فهو القائد العسكري الذي يقرر مكان معركته ويخوضها، حر الحركة والتصرف والمناورة .. والحسم، كما سجل في ملفه العسكري منذ بدء الحرب على سوريا القائد «صفر هزائم».
يتواجد العميد سهيل الحسن وقطعته العسكرية،في مدينة حلب، حيث يخوض مع وحدات الجيش والدفاع الوطني ومجموعة كبيرة من المتطوعين، معركة على عدة محاور، بدأها منذ فترة باختراق الجبهة الخلفية للأحياء التي يسيطر عليها المسلحون، مسيطراً على مناطق واسعة منها، تم من خلالها تأمين حركة مطار حلب الدولي، وتوسعة نطاق الأمان حول الطرق الموصلة اليه، وسجل منذ أيام تقدماً جديداً على محاور المدينة الصناعية في الشيخ نجار، لكن.. يبدو أن خطط العميد قد تغيرت.. فما الذي حصل؟
تفيد المعلومات الواردة من حلب، أن العميد الحسن قد قام بعملية التفاف مفاجئة، بعد أن قام بتثبيت الوحدات العسكرية المقاتلة في المنطقة في نقاط ارتكاز على مداخل المدينة الصناعية وعلى أطراف بعض الأحياء الشرقية لمدينة حلب، وانتقل متقدماً على المحاور المؤدية نحو سجن حلب المركزي، وفي الوقت الذي تأكد مصادر متابعة للعملية لـ سلاب نيوز أن قرار العميد وخططه ليست بهذه البساطة والشفافية، وبالتالي لا يمكن الاستنتاج بخطته المقبلة، تؤكد مصادر اعلامية تواصلت سلاب نيوز معها، أن الوحدات بدأت فعلاً التقدم على الطريق الى السجن المركزي، وتعزو تلك المصادر سبب تغيير العميد الحسن لخطته الى ملامسته تمنيات أهالي المحاصرين في السجن، الأمر الذي دفعه الى تلبية النداء بعد أن أخذ موافقة القيادة العسكرية والسياسية، وتؤكد على أن العملية على دقتها وخطورتها وتشعب محاورها، قد تستغرق بعض الوقت لإنجازها، وبالتالي سيكون من المرتقب أن يقوم سلاح الجو والمدفعية والصواريخ بالتمهيد لتقدم وحدات «النمر»، بغطاء ناري واسع يسمح لقواته ببسط سيطرتها على مناطق «النار»، وتثبيت مواقعها، تمهيداً لبدء عملية فك الحصار عن السجن، وربط الوحدات بعضها ببعض، في جو من التفاؤل بنجاح العملية على الرغم من كافة التعقيدات الميدانية والعسكرية المحيطة بها.
ماذا تقول صفحات المعارضة عن العميد «سهيل الحسن»
نشرت احدى صفحات المعارضة تقريراً عن العميد الحسن نقتطف منه:
“العميد الحسن، قام بفتح الاوتستراد الدولي بين خان شيخون ومعرة النعمان بعد نجاح الثوار بقطعه وقطع كافة انواع الامداد عن معسكري وادي الضيف والحامدية، كما قام بفتح الاوتستراد الدولي الذي يربط اللاذقية بادلب بعد نجاح الثوار بقطعه من نقطة بسنقول”.
“نجح أيضاً بفتح الاوتستراد الدولي بين اللاذقية وادلب بعد ان استطاع الثوار تحرير مدينة أريحا وقطع الاوتستراد الدولي عن مدينة إدلب، ثم استطاع فتح الطريق بين حماه وخناصر في اليومين الماضيين”.
“الحسن تلقى عدة ترقيات من مرؤوسيه، ومن المعروف عنه أنه يكرس جميع قوات المدفعية المتواجدة في المنطقة التي يخوض فيها معركته لخدمته، بالإضافة إلى قيامه بوضع عدد من المطارات العسكرية من اللاذقية وحمص وحماة بخدمة المعارك التي يخوضها، بحيث تحلق ثلاث مروحيات مع مقاتلة ميغ حربية دفعة واحدة دون انقطاع عن منطقة معركته منذ ساعات الصباح حتى المساء”.
وأضافت: “ يتقدم بقوات تابعة له مدربة تدريب كامل، ويعرف عنه أنه يدرب قواته التي يبلغ تعدادها حوالي١٠٠٠ عنصر، تدريبات قاسية جداً ..”
وتضمن التقرير الكثير من المعلومات التي يتناقلها معارضون عنه، والتي تبرز خشية قادة كبار في المعارضة المسلحة من مواجهته خاصة وأنه وفور وصوله الى المنطقة التي يتواجدون فيها، يقوم بتوجيه «تحدٍ» لهم بمواجهته في الميدان، أو الاستسلام.
نقلاً عن موقع سلاب نيوز