Logo Dampress

آخر تحديث : الأحد 28 نيسان 2024   الساعة 01:40:30
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
مع بقاء الرئيس الأسد ..تركيا تركز على الدولة الإسلامية في العراق والشام .. سميح ايديز
دام برس : دام برس | مع بقاء الرئيس الأسد ..تركيا تركز على الدولة الإسلامية في العراق والشام .. سميح ايديز

دام برس:

نادراً ما كانت توقعات وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو صحيحةً حول سورية. ففي كل خطة وتوقع يعمل عليه لهذا البلد ينحرف توقعه بطريقةٍ لم يسبق لها مثيل. بعض تقييماته حول الوضع الحالي تبدو مشكوكةٌ بها. يقول على سبيل المثال، أن الخطر الجديد لتركيا في الشمال السوري، هو دولة الإسلام في العراق والشام المتحالفة مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد. 

بالرغم من توقعاته وطموحاته، إلا أن تركيا قد فقدت القدرة في العديد من الصراعات السياسية والعسكرية اليوم، وذلك من أجل تسلية وإرضاء الكثيرين في المنطقة.

في اعتراف نادر بأن الأمور لا تسير وفقاً لتوقعاته، يعترف داوود أوغلو اليوم (ولو بشكل غير مباشر) بأن أنشطة المتطرفين الإسلاميين في سورية تجعل الأسد أهون الشرين بالنسبة للمجتمع الدولي. هذا يقف في تناقض صارخ مع توقعاته قبل أقل من عامين بأن الأسد سيغادر خلال أشهر فقط إن لم يكن أسابيع.

يصف داوود أوغلو الوضع في سورية ببساطة على أنه "ديكتاتور لا يرحم قتل شعبه". ولم يعتبر مطلقاً أنه من الممكن لهذه الأزمة أن تصبح حرباً أهلية، لا تختلف عن يوغوسلافيا. استندت افتراضات داوود أوغلو على أن النظام السوري سيسقط تماماً مثل ما حدث في تونس ومصر وليبيا واستبداله بحكومة منتخبة.

بعد فوات الأوان بدت كل هذه الافتراضات عبارة عن تمني. مثل هذه الافتراضات تظهر من شخص ينبغي أن يكون أكثر إطلاعاً على التركيبة السكانية لسورية وعلى عمق خطوط الصدع الطائفي في البلاد.

كونه أكاديمي ضليع بالعلاقات الدولية، ينبغي على داوود أوغلو أيضاً التركيز بشكل أفضل على القوى العالمية والإقليمية التي  تدعم الأسد.

الوضع في سورية يقوض أيضاً توجهات داوود أوغلو التي أُطلقت في عدة مناسبات على أن تركيا تفهم المنطقة بشكل أفضل ولأسباب أكثر من كونها تاريخية وثقافية. على أي حال، ليس كل من في المنطقة يرحب بهذه الملاحظات، حيث يرون فيها طموحات عثمانية جديدة. لذا فإن الأسد ليس الزعيم الوحيد في الشرق الأوسط الذي يجب أن يبحث مع بعض الارتياح عن فضائح الفساد والصعوبات السياسية التي تخوضها حكومة رئيس الوزراء إردوغان في الوقت الحاضر. كما أنه بطبيعة ليس هناك حب مستمر لإردوغان في بعض الشوارع العربية.

ازداد عدد الحكومات التي لا تريد انخراط تركيا في المنطقة، وذلك بشكل خاص بعد كشف إردوغان عن تعاطفه مع الإخوان المسلمين وانتهاجه سياسة تعكس التحيز الطائفي. تحاول تركيا العمل للخروج من هذه الزاوية من خلال مغازلة بغداد والشخصيات القيادية الشيعية في العراق (ناهيك عن إيران)، ولكن استعادة الثقة سيستغرق وقتاً طويلاً.

بيت القصيد بالنسبة لإردوغان وداوود أوغلو هو أن الأسد لا يزال في السلطة، على الرغم من كل الجهود بالوسائل العسكرية للإطاحة به. بل إن الأسد لم ينجو فقط وإنما دخل إلى طاولة التسوية أيضاً. إردوغان وداوود أوغلو يكرهان رؤية هذا، بعد أن بنوا توقعاتهم على زوال الأسد. نظراً للمتاعب التي يواجهها إردوغان في الداخل، فربما يعتقد الأسد بأنه سيعمر سياسياً أطول منه.

كل هذا بعيد كل البعد عن رؤى داوود أوغلو بأنه سيأتي يوم لن تتحرك فيه ورقةٌ في المنطقة من دون موافقة أنقرة. قال داوود أوغلو خلال كلمة في مؤتمر في المنطقة الصناعية في مدينة كوجالي في أيار: "تقاس عظمة أمة من جغرافيتها الممتدة، تماماً كما امتداد قيمتها."

"في حال جاء هذا اليوم كما ينبغي، فإن الورقة لا يمكنها أن تتحرك في هذه الجغرافيا أو في العالم من دون إرادة شعبنا"، وأضاف، معرفة حقيقة أن العديد من الأوراق كانت تتحرك بالفعل في الشرق الأوسط في تلك المرحلة مع عدم وجود مدخلات من تركيا. وقد قوبلت مثل هذه الملاحظات سخريةً بين الأتراك على نطاق واسع، حيث يرى الأتراك بأن تركيا لديها الكثير من الخصوم والمنافسين في منطقتها الآن أكثر مما كانت عليه في الماضي.

في الوقت ذاته، مع إدراك الصعوبات التي تواجهها تركيا اليوم، يبدو أن داوود أوغلو قد قرر السير بتكتيك إردوغان في إيجاد مبررات لبعضهم البعض. المشكلة الأكثر إلحاحاً بالنسبة لتركيا في سورية في هذه الأوقات هي الدولة الإسلامية في العراق والشام، التي تسعى إلى ترسيخ نفسها في شمال سورية وفي محافظة الأنبار في العراق.

الشاحنة الغامضة التي أوقفتها الشرطة في تركيا وهي متجهة إلى الحدود السورية، والتي لم يسمح بتفتيشها من قبل الحكومة، يعتقد العديد من المراقبين بأنها كانت تحتوي معدات عسكرية لإحدى المجموعات—من المحتمل إلى التركمان السوريين، وذلك استناداً إلى تصريحات مسؤولين حكوميين.

مع ذلك تستمر الحكومة في رفض اتهامات نظام الأسد بأنهم يسلحون الإرهابيين الإسلاميين في سورية—وهو المطلب الذي رفعته دمشق إلى مجلس الأمن الدولي. في مقابلة حصرية مع وكالة أنباء الأناضول شبه الرسمية في 9 كانون الثاني، قال داوود أوغلو بأن هذه المطالبات هي جزء من "الهجمة النفسية ضد تركيا"، وحاول قلب الطاولة على الأسد وعلى الدولة الإسلامية في العراق والشام.

وقال داوود أوغلو: "ظهرت داعش إلى المشهد وبدأت قتال المعارضة المسلحة فقط بعد أن أصبحت المعارضة قوية في شمال سورية. هناك شراكة من وراء الستار بين داعش والنظام. والنظام يشير إلى هذه المجموعات بوصفه إياها بالإرهابية، وبالتالي يضفي الشرعية على نفسه".

وأضاف بأن الأساليب المستخدمة من قبل بعض الجماعات المتطرفة تجعل الأسد يبدو بأنه أهون الشرين للجمهور الذي يتم تغذيته بشكل متزايد بهذه الجماعات. هناك اعتراف غير مباشر في هذه الملاحظة بأن الأسد يستعيد بعض الشرعية بفضل الجماعات الجهادية، التي تعتبر مصدر قلق بالغ بالنسبة للغرب أيضاً.

تشير المناقشات مع دبلوماسيين إلى أن الغرب ليس على يقين أيضاً حول عمل بعض الجماعات تحت عباءة الجبهة الإسلامية، التي يتم دعمها جنباً إلى جنب مع السعودية. الجمهور التركي حذر على نحو متزايد، فهم يتساءلون كيف ستخلص تركيا نفسها من تورطها مع هذه الجماعات في سورية.

في الوقت نفسه، امتثال الأسد للخطة الروسية بشأن مخزونات الأسلحة الكيميائية جلب له الثناء من بعض المسؤولين الغربيين، في حين انزعج إردوغان وداوود أوغلو من سياق الأحداث هذا. مع ذلك لدى أنقرة القليل من الخيارات في سورية اليوم ومع تسارع الأحداث لم يعد لديها السيطرة على مجرياتها.

من ناحية أخرى، الأساس المنطقي وراء بعض الحجج التي تخرج من أنقرة عندما تواجهها التطورات غير مرغوب بها في المنطقة ولا تساهم كثيراً في تعزيز مصداقية تركيا.

 

حماقة رئيس الوزراء إردوغان المتعلقة بسربانتس .. آيدنليك

إلى ذلك كشفت هفوة نطق بها رجب طيب أردوغان عن نقص مؤلم بخلفيته الثقافية و المعرفية. في حزيران الماضي, أجاب رئيس الوزراء باقتضاب على الافتراضات التي تقول بأن احتجاجات حديقة جيزي لها جذور مرتبطة بقضايا علم الاجتماع, قائلاً "نحن لسنا بحاجة لمن يعطينا دروساً بعلم الاجتماع " , لكن آخر حماقاته ربما تثبت أنه ليس مطلعاً على العلوم الإنسانية كما يُعتقد, خاصة بما يتعلق بالفلسفة و الأدب.

عندما كان يتحدث عن المعاهد الثقافية الدولية, و المعهد التركي الجديد المخطط استحداثه , خلط أردوغان بين الكاتب الإسباني ميغيل سربانتس و الفيلسوف اليوناني سقراط, حيث قال "الألمان لديهم معهد غوته, و الإسبان لديهم معهد سقراط. بنفس الطريقة سيكون لدى تركيا معهد يونس امري."

رغم ذلك يمكن أن نغفر لرئيس الوزراء تجاهله لكاتب القرنين السادس عشر و السابع عشر الإسباني مؤلف دونكيشوت, و التي وصفت بأم جميع الروايات, فإنه من الصعوبة بمكان فهم كيفية الخلط بينه و بين سقراط. فالفيلسوف اليوناني عاش فقط في أثينا بمنطقة ايجة خلال الفترة التي شهدت ولادة تلك التي يحبها أردوغان كثيراً "الديمقراطية". ربما في المرة القادمة التي يواجه فيها أردوغان قضية غير متخصص بها , بدلاً من تقديم اجابة مختصرة  ربما عليه الاقتباس من سقراط الذي قال "أعلم أني لا أعلم شيئاً".
 

مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية

 د. بسام أبو عبد الله

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   فتاوى آكل النمل والضبع
أوغلو آكل النمل وأردوغان الضبع لم يملا من إفراغ سمومهم في الجسد السوري . تاريخ أسود للأتراك مع جميع الشعوب المجاورة ومذابح تذكرنا بما يفعله أتباع السعودية وقطر والتركماني . مع السوريين اليوم وتذكرنا بالماضي القريب لهم . لكن لماذا يمنعون التونسيون فقط وماذا بشأن الشيشان وباقي مجرمي العصر , أملنا بالله قريبا أن يتم تدمير السعودية وقطر وتركيا وليبيا وجميع الدول التي تدعم الإرهاب على بلادناوتموله وترسل الإرهابيين إلينا
جمال  
  0000-00-00 00:00:00   عراعرة العصر
هاد البطيخ اردوغان ما بكفي انك تعتذر لسيدك بشار و تاكل من صحنه وتطعن فيه عيب على شرفك فانت من عراعرة العصر
تالة  
  0000-00-00 00:00:00   يحاول
يحاول اردوغان هذه المرة عكس المرات السابقة ان يوازن بين قلبه وعقله
سماح  
  0000-00-00 00:00:00   لن يطول
لن يطول اليوم الذي نراك تبكي كالاطفال يا حيوان
منور  
  0000-00-00 00:00:00   العثماني
العثماني الابليس سيسقط
مها  
  0000-00-00 00:00:00   لن ننسى
لن ننسى هؤلاء الذين تامروا علينا سوريا لن تنسى
نضال  
  0000-00-00 00:00:00   هؤلاء
هؤلاء هم كلاب اليهود و لولا انهم كلابا لليهود لسقتطو من زمان
سلمى  
  0000-00-00 00:00:00   تركيا
تركيا الصهينية حليفة امريكية الدور ات اليها والارهاب سيرتد عليها باذن الله
عليا  
  0000-00-00 00:00:00   انتصار الاسد
انتصار الاسد طلع من قحف راس اردوغان العثماني
احمد  
  0000-00-00 00:00:00   لو اجتمع
لو اجتمع كل اهل الارض على اسقاط سوريا لن يستطيعو ذلك الا باذن الله اللهم اهلك المتامرين على سوريا
عبد الرحمن  
  0000-00-00 00:00:00   الله
الله يحفظ سوريا ويخلصها من الارهاب الذي يضرب سوريا هذا الارهاب الممنهج
رؤوف  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz