دام برس-عمار ابراهيم

الحرب التي أشيعت على سورية من الولايات المتحدة بنيت على معلومات خاطئة,وعليها  أن تعيد النظر في سياستها الخاطئة تجاهها,وماهو دور اسرائيل في الجنوب السوري على الحدود...هذه عناوين ما نشرته الصحف العالمية الصادرة اليوم

نبدأ من معهد ماساشوستش" للتكنولوجيا  الذي يرى بأن البيت الأبيض دفع الولايات المتحدة إلى شفا تدخل عسكري في سوريا، مستندا على معلومات استخبارتية مغلوطة، أشبه بتلك التي اعتمد عليها جورج بوش الابن قبل غزو العراق عام 2003.

وكان الكاتب و بالمشاركة مع خبير السلاح ريتشارد لويد ألفا دراسة حديثة تحاول إثبات أن الصواريخ التي أطلقت غاز السارين القاتل على مدنيين في حي الغوطة بدمشق، في 21 أغسطس الماضي، يبلغ مداها 2 كيلومتر. ويعتقد الخبيران أن ذلك يدحض ما ذكرته إدارة أوباما من أن الدولة السورية هو من نفذ الهجمات الكيماوية على مدنيين.

في أغسطس 2012، أشار أوباما إن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا سيعد بمثابة تجاوز للخط الأحمر، مهددا بالتدخل الأمريكي.

وبعدها بعام، حدث هجوم كيماوي على مدنيين في الغوطة، وسرعان ما ألقت إدارة أوباما باللوم على الدولة السورية، وطالبت بتدخل عسكري فوري، لكن الكاتب وبمشاركه زميله قاما دحض تصريحات واتهامات جون كيري لسورية بدعوى أن مداها كان لا يتجاوز 2 كم.

خبير سلاح تابع للأمم المتحدة يجمع عينات في 29 أغسطس في إطار التحقيق حول ملابسات الهجوم النووي
من جانبه، قال المحقق التابع للأمم المتحدة ايك سيلستروم في مؤتمر صحفي في هيج إن مدى 2 كم قد يكون تخمينا عادلا.

بدورها قالت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها بأن على الولايات المتحدة أن تراجع سياستها الفاشلة في سوريا، حيث أقر وزير خارجيتها جون كيري أمام مجموعة من أعضاء الكونغرس في نهاية الأسبوع أن سياسة إدارة أوباما في سوريا بدأت تفشل.

وأشارت الصحيفة إلى أن تأكيدات واشنطن أن أفضل حل لمعالجة الأزمة السورية هو عبر مفاوضات سلام في جنيف وضرورة تشكيل حكومة انتقالية في سوريا، لم تكن لها أي مصداقية أبدا، وهو ما أكده الموفد الدولي العربي المشترك الأخضر الإبراهيمي بأن مباحثات جنيف لم تحقق أي شيء.

ورأت الصحيفة أن نقطة البداية لمعالجة هذا الفشل الأميركي هي أن تنضم الإدارة الأميركية إلى جهود الحلفاء في مجلس الأمن للخروج بقرار يدعو سوريا إلى التعاون والسماح لوكالات الأمم المتحدة بالعمل في مناطق خارج سيطرة الحكومة.

وأضافت أن الوقت قد حان لإدارة أوباما بتحرك أممي أو بدونه أن تراجع الكيفية التي يمكن أن تحقق بها في التهديد المتنامي لتنظيم القاعدة.

الى فرنسا حيث اعتبرت لوفيغارو اليومية الفرنسية أنه لتجنّب فشل جنيف لاحقاً، يجب أن يكون وفد المعارضة مقنعاً وذا مصداقية، كما يحكى في محيط الإبراهيمي. ولا بد من إشراك مجموعات معارضة أخرى مثل هيئة التنسيق، وخصوصاً المجموعات المتمردة. لذلك، يلتقي الجمعة المقبل في القاهرة مسؤولون في الإئتلاف وهيئة التنسيق لتوسيع الوفد. ولنجاح المهمة، يجب أن يتوقف بعض الرعاة الدوليين عن الإعتقاد بأن الائتلاف يتمتع بتمثيل واسع على الأرض.

وأضافت، كما يجب إقناع الجماعات السلفية بالمشاركة في جنيف. الأميركيون والرعاة الإقليميون مثل قطر والسعودية يعملون على ذلك في الكواليس. ومن أجل نجاح جنيف، من الضروري وجود لاعبين آخرين، على رأسهم إيران والسعودية. واعتبرت أن واشنطن وموسكو تعيان جيداً ضرورة توسيع قائمة البلدان المدعوة إلى التفاوض.

وفي اضاءة على دور المستفيد الوحيد من اعمال الارهاب في سورية وهو الكيان الصهيوني وضح معهد واشنطن دور الكيان على الحدود مع سورية وقال :

بينما يحتدم القتال في سوريا، استمرت إسرائيل في التحرك بحذر بل وغالباً بتردد نحو لعب دور متواضع نوعاً ما في الحرب السورية – بتقييد تحركها في المناطق الواقعة على طول الخط الحدودي لمرتفعات الجولان. وما بدأ كخطوة "إنسانية بحتة" – وهي تقديم المساعدات الطبية الطارئة للجرحى والمرضى السوريين من القرى المجاورة – قد تحوّل الآن وفقاً للتقارير المُتناقَلة إلى آلية متطورة جيداً لتقديم مجموعة كاملة من العناصر، بدءاً من الأدوية وحتى الأغذية والوقود والملابس والسخانات وغير ذلك الكثير.

وعلى المرء أن يفترض أن نفس التفاهمات التي سمحت بإجلاء ما يزيد عن 600 جريح سوري لتلقي العلاج في المستشفيات الإسرائيلية – بما في ذلك إحدى المستشفيات الميدانية العسكرية الخاصة على هضبة الجولان – هو أيضاً ما يُسهّل صوراً أخرى من المساعدة. وهناك عملية هامة من هذا النوع توحي بوجود ثمة نظام من الاتصالات والتواصل المتتابع قد تأسس مع المليشيات المحلية في سوريا، حيث يبدو أن إجلاء الجرحى وعودتهم إلى سوريا يجري على نحو كامل.

وهذه التطورات تعيد إلى الأذهان إنشاء “السياج الجيّد” على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية عندما اندلعت الحرب الأهلية في لبنان في منتصف سبعينات القرن الماضي. ولكن القوات الإسرائيلية التي تشارك في جهود المساعدة الحالية المتمركزة في الجولان هي – بخلاف ما حصل في لبنان – حريصة جداً على ألا تعمل داخل الأراضي السورية أو تتولى المسؤولية عن القرى المذكورة.