دام برس:

لم تخترع وسائل الإعلام الورقي والألكتروني "خبرية" تخطيط وزارة الصحة لسحب لقب "طبيب" من أطباء الأسنان !

لم تفعلها سابقا ولن تفعلها لاحقا !!

المعلومات التي "تناقلتها" وسائل الإعلام مصدرها من أولها لآخرها نقابة أطباء سورية وهي ـ على حد علمنا ـ مصدر معلوم وموثوق ـ  يدافع عن مصالح آلاف الأعضاء في داخل سورية وخارجها !

واستنادا إلى هذه الحقيقة فإن نفي وزير الصحة الدكتور سعد النايف لما تناقلته وسائل الإعلام عن مطالبته بسحب لقب "طبيب"  من أطباء الأسنان .. هو في الحقيقة بمثابة "تكذيب" لمعلومات نقابة أطباء الأسنان !!

وكنت أتمنى لو أن وسيلة إعلامية واحدة نشرت "نفي" الوزير النايف تحت عنوان بارز من قبيل :

وزير الصحة يرد على نقابة أطباء الأسنان : تصريحاتكم عارية عن الصحة !

لقد اهتمت وسائل الإعلام الورقي والألكتروني بنفي وزير الصحة حول ما أشيع عن أنه يخطط لتجريد لقب "طبيب من أطباء سورية ، واعتبرته وسيلة إعلامية .. انه تراجع وليس نفيا !! 

حسنا لنكن واقعيين ومنطقيين ..

التجارب الماضية أثبتت دون أي استثناءات أن مامن مسؤول يتراجع عن مشاريع قراراته  من مبدأ : التراجع عن الخطأ فضيلة !

والمسؤول لايتراجع تحت أي ظرف كان عن قراراته مهما كانت على خطأ نتيجة لمطالب من جهات متضررة من هذه المشاريع حتى لو كانت على مستوى نقابات مهنية ..

والمسؤول لم ولن يتراجع عن قراراته أو مخططاته استجابة لمقال أو تحقيق أو خبر صحفي!!

المسؤول ـ أي مسؤول ـ ولو كان بمنصب وزير لن يتراجع  إلا في حالة واحدة وهي قيام جهة عليا بإلزامه بالتراجع عن مخططاته وقراراته التي ستتسبب بأزمة  لاأحد يتوقع مفاعيلها السلبية على المجتمع !

وأكاد أجزم أن وزير الصحة تلقّى توجيها من جهة عليا طلبت منه غض النظر نهائيا عن مشروعه بسحب لقب "طبيب" من أطباء الأسنان !

وسبب جزمنا يعود إلى أن وزير الصحة لم ينفِ صحة المعلومات التي أعلنتها نقابة أطباء الأسنان إلا بعد أقل من 24 ساعة لنشرنا مقالنا في موقع دام برس بعنوان :

وزير الصحة يخطط  لتجريد أطباء الأسنان من لقب "طبيب" .. بمرسوم رئاسي !!

http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=21&id=37934&lang=ar

وقد تم تداول المقال مع تعليقات ساخرة وجارحة جدا على الفيس بوك .. لاشك أنها أثارت غضب الجهات العليا فطلبت احداها من الوزير معالجة الأمر !

وهنا وجد الوزير نفسه أمام خيارين : الإعتراف بالخطأ والتراجع عنه استجابة لمطلب نقابة الأطباء ، أو تكذيب الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام ووصفه بعبارة دبلوماسية : عار عن الصحة !

وسواء تراجع الوزير عن نيته بسحب لقب "طبيب" من أطباء الأسنان بتوجيه من جهة عليا أزعجها الأمر، أم بسبب خوفه من تفاعل الأزمة إلى مالا تحمد عقباه .. فإن "نفي الوزير" يضعنا أمام سؤال مشروع:

من نصدق .. الوزير أم النقيب ؟

وزير الصحة قال في تصريحه الصحفي أنه لم و لن تفكر وزارة الصحية يوماً ما فيما ذكر عن سحب لقب "طبيب" من أطباء الأسنان .. وهل يعقل هذا ؟

السؤال الإستنكاري.. وهل يعقل هذا ؟ .. نترك لنقابة أطباء الأسنان الرد عليه سريعا ؟

وبدا وزير الصحة منطقيا يلتزم بأقصى درجات العلمية عندما جزم : التعاريف المعتمدة للأطباء في سورية هي تعاريف عالمية ولا يمكن العبث بها إطلاقا !!

ياسلام على هكذا توصيف !!

ترى لو اجتمع وزير الصحة بنقابة أطباء الأسنان وأكد لهم مثل هذا الكلام .. هل كان سيخرج أحدهم على الإعلام ويقول أن وزارة الصحة مصرة على "تمرير" مشروع مرسوم يجرد أطباء الأسنان من لقب  "طبيب" ؟!!

لقد أفاض واستفاض وزير الصحة في معرض نفيه"المفاجىء" بتعداد الجهود التي تبذلها وزارة الصحة لتحسين وضع ذوي المهن الطبية ولاسيما طبيب الأسنان .. فهل هذا يعني ان نقابة الأسنان كانت جاحدة ومتجنية على الوزير باتهامه بتمرير مسودة مشروع مرسوم يلحق الضرر بأطباء الأسنان ؟

نترك الإجابة للنقابة ..

ولو كانت وزارة الصحة كما قال الدكتور النايف ملتزمة تماماً بالحفاظ على التعريف المعتمد لطبيب الأسنان وفقاً لما ورد فيه المرسوم رقم 12 لعام 1970 .. فما مبرر "الإثارة" الإعلامية التي افتعلتها النقابة ضد وزير الصحة ؟

بالمختصر المفيد :

قالت نقيبة أطباء الأسنان السوريين فادية ديب بوضوح مابعده وضوح : وزير الصحة يريد سحب لقب "الطبيب" منا.. وحجته: "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" ..!!

الوزير رد بوضوح مابعده وضوح أيضا : هذه التصريحات عارية عن الصحة !!

ترى من ينطق بالحقيقة .. الوزير أم نقيبة الأطباء ؟