دام برس:

إلى متى سيبقى حقدهم يطغى على قلوبهم ونفوسهم إلى متى وسيبقى بعض من ينتمون إلى العلم يقولون بغير ما تعلموه من المنهج القرآني والأدب النبوي - تراهم يصولون ويجولون باسم الدين والشريعة ولكنهم حين التطبيق على أنفسهم بالذات يتنكرون لما علموا من الحق -( كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تعلمون) .

يحدثوننا عن الغيبة والنميمة وتراهم أول من يقعوا في ظلماتها - وهم يطلقون التهم جزافا ولا يكلفون عظمتهم تأكدا من قول زور أو تثبتا من تهمة ظلم - إلى متى يا من تسمون أنفسكم علماء تقولون مالا تفعلون - ألستم انتم من علمتمونا أن غيبة العلماء أعظم بكثير من غيبة غير العلماء، لأن غيبة غير العلماء غيبة شخصية إن ضرَّت فإنها لا تضر إلا الذي اغتاب والذي قيلت فيه الغيبة,

لكن غيبة العلماء تضرُّ الإسلام كلَّه ؛ لأن العلماء حملة لواء الإسلام فإذا سقطت الثقة بأقوالهم، استغل البعض هذا السقوط باتهام الإسلام، وخصوصا إذا كان هذا السقوط ممن تسنموا مقامات في كليات الشريعة ومعاهد شرعية فإذا بهم يستغلون هذه المقامات ليشيعوا الفاحشة أمام طلابهم وتلامذتهم - وفي الإعلام وعلى منابر العلم التي ما كانت إلا للإصلاح و الهداية وإنقاذ الناس من قيل وقال ومن الخطأ والبهتان.

والله ما ضيع البلاد والعباد وما استهان الناس بالشريعة إلا بسبب ظلمكم وماتتطاول العامة قبل الخاصة على العلماء إلا بسبب طعنكم في بعضكم - ومامل الناس من أقوالكم إلا بسبب استهانتكم بالحق والصدق - سئمنا منكم ومن نفوسكم التي أعطيتموها قداسة باسم الشريعة والإسلام - إلى متى تستغلون عاطفة الناس الإيمانيه لتسيروها في هوى نفوسكم الظالمه.

وما أعظمك ياسيدي يارسول الله وأنت تحدثنا عن أول من تسعر بهم النار يوم القيامه ومنهم عالم عَّلم الناس ليس لله وإنما ليقال عنه عالم - وصدق من قال وعالم بعلمه لم يعملا - معذب من قبل عباد الوثن - ولذلك قيل : ذلة العالم تفسد العوالم -- وماحديثي هذا إلا لأوضح للناس أنه لاقداسة لبشر مهما وصل من العلم ورفعة الشهادات .

صدقت يا إمام دار الهجره مالك وأنت القائل :مامنا إلا من رد ورُد عليه إلاصاحب هذا القبر الشريف سيدنا محمد - وهنا لست أقصد في حديثي إولئكم الذين إدعوا العلم واستغلوه ممن يحاربون وطننا الحبيب باسم الدين ويفتون بالفتنة واستباحة الدماء فهؤلاء سقط عنهم القناع وظهرت للناس حقيقتهم المقيته إنما أعني أولئكم الذين يثخنون جراح هذا الوطن من داخله لغاياتهم الشخصية ومصلحتهم الذاتية فيفرقون الصف ويحرفون الكلم .

نعم أولئكم الذين جعلوا منابرهم وظيفة مادية للاتهام ولإرضاء الناس وإرضاء من يجدون دنياهم عنده وتناسوا ان هذه المنابر ما كانت إلا لإطلاق رسالة الإيمان والرحمة وجمع كلمة الناس والنصح دون تهجم أو إيذاء، ياليتهم تعلموا من صاحب الخلق القويم سيدنا محمد حينما يصعد المنبر ينادي فيقول :مابال أقوام يقولون كذا لتصل النصيحة للعامة دون اتهام .

ولكن هؤلاء أبَوا إلا وأن يكرروا إيذائهم ويصروا على خطئهم لغايات الله يعلم بها ،ومكانة دنيوية في عين الناس كبيره وفي عين أهل الإيمان رخيصة - أين منهجهم للدعوة إلى الله بكلمة الصدق ورحمة الإيمان وحسن النصيحة .

ياليتهم تعلموا من بعض الأخوة الذين لم يدرسوا في كليات الشريعة وفي المعاهد الشرعية وإنما تعلموا في مدرسة الحياة فأحبوا الإسلام وآمنوا به منهجا وسلوكا وأخلاقا وتواضعوا لقيمة أدبا وليتهم تعلموا أيضا من العلماء المخلصين الصادقين الربانيين الذين عملوا بماعلموا وراقبوا الله في علمهم وفي دعوتهم فكان منهجهم الصدق وقولهم الرحمة وسبيلهم ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة فأثمرت دعوتهم تزكية وتربية وأدبا وعلما .

ولكن الذين لم يتعلموا إلا علما دون تزكية وفقها دون تربية ليكون ماتعلموه إيذاءا لمن أعطاه الله مقاما في العلم فلم يوقروا كبيرا ولم يعطوا لعالم حقا فإذا بهم قد ضلوا وأضلوا وتكبروا وتزلفوا ليرضوا الناس بسخط الله وأغرتهم ألقاب في غير موضعها فأتبعوا الهوى وضلوا السبيل وأطلقوا لسانهم بالتهم جزافا وبالبهتان مقالا وتجاهلوا قوله سبحانه إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم).

هؤلاء وفي مقدمتهم ذاك الذي تسنم مكانة ماعرف قيمتها بل وطعن بها من خلال تصرفاته واستغلال احترام الأفاضل لمقام المكانة فإذا به يقاد ولايقود ويتصرف بما يُملى عليه دون الرجوع إلى الميزان الشرعي ، هو يعرف ذاته بل ويعرف حجمه الضئيل أمام المقام الكبير فيشيع قول الزور والباطل .

ماداعاني لهذا الحديث والمقال إلا لإصراره على الإساءة لمقام مفتي الجمهورية حفظه الله تكرارا ومرار وكان آخرها ماتناقلته وسائل الإعلام نقلا عن سانا بأن سماحة المفتي وفي إحدى محاضراتة أنه دعا إلى استبدال مادة التربية الدينية بالتربية الوطنية وطبعا كان الخبر خاطئا ومنقوصا وتم تعديله وتصحيحه في نفس اليوم مباشرة بالخبر بأن سماحة المفتي قال في محاضرته أنه يجب علينا أن نبدأ بتعليم أولادنا الأخلاق بمادة تحت اسم التربية الأخلاقية في المرحلة الإبتدائية و من ثم ننتقل لتعليمهم مادة التربية الدينية بعد ذلك مع شرح مفصل ضمن محاضرة استمرت أكثرمن ساعة .

وتناقلت وسائل الإعلام الخبر الصحيح إلا أن هذا الدكتور في الشريعة ومن دار في فلكة أصروا على استكبارهم بالمزاودة تارة كقول أحدهم وهو مدير معهد شرعي دفعنا دمائنا من أجل مادة التربية الدينية ليأتي المفتي فيطلب إلغائها وراح ذاك الدكتور في الشريعة يسير في الغيبة والنميمة وتجاهل هو وغيره الخبر الصحيح واصطادوا مرادهم في الخبر الخاطئ ولم يكلفوا أنفسهم برفع سماعة الهاتف والاتصال بسماحة المفتي والاستفسار للتوضيح والبيان وللنصيحة بأدب الشريعة إن كان الأمر يحتاج نصحا ولكنهم انتهجوا منهجا مخالفا من خلال التشهير والذم والقدح دون تثبت أو تحقق .

ويكفيهم بما كسبت أيديهم وتطاولت ألسنتهم ماصرح النبي صلوات ربي علية في أمثالهم ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ماسمع ) وهنا أختم كلماتي بوصية الصادق المصدوق صلوات الله علية علها تذكر العقول وتهذب النفوس وتعيد الإيمان إلى القلوب عن أبي برزة الأسلمي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته" حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي وأحمد..... والله من وراء القصد وهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

*عبد الرحمن حسون نجل سماحة مفتي الجمهورية أحمد بدر الدين حسون