دام برس:

ونحن مشغولون بالربيع العربي والثورات ونحن نطرزّ من الموت العربي معاطف وشالات ونحن ننبحّ بالحرية وننسّى أسيراً مرمياً في الزنزانات

سامر العيساوي يموت وربما قد مات .. مثلما ماتتّ من قبلهِ النخوّة العربية فلا عجبّ سبقهُ الكثيرون في قضيّة صارت مهترئة عند العربّ وضاعت الهوية فيمنّ ناضل ومن نافقّ ومن خادع ومن كذبّ

سامر العيساوي يموت وربما قد مات لن يعرفهُ الكثير فأمتنا تغوصّ في مستنقع النكاح أفكارنا بلهاء وكلامنا عواء وشرفنا في السرير صيّاح ديننا التكفير وحوارنا التشهير وعدونا على حدودنا مرتاح

سامر العيساوي يموت وربما قد مات أنتم لن تعرفونه فهو في حياتكم مجرد رقمّ يموت في المشفى وهو يناضلّ كي يرفع هذا العلمّ يموت وحيداً بكل شجاعة بلا خوف ولا تأنيب ضمير ولا ندمّ

سامر العيساوي يموت وربما قد مات هذه فلسطين تزفّ لكم شهدائها كما اعتادت منذ سنين هذه فلسطين وقدسها الشريفة تصرخّ فيكم أين أنتم يا مسلمين هذه فلسطين تنّعي لكم موتكم السريريّ وتقول لكمّ بصوتها الحزين

انطلقوا لا تثريب عليكم بعد اليوم ياعرب فأنتم في أصلّ الأمر ميتين انطلقوا لجهاد النكاح في سوريا وارقصّوا مع شيوخ الدعارة وأنتم مؤمنين انطلقوا وأنتم تلهثون مثل الكلاب وراء السرير والمال والجنّة والحور العين انطلقوا لا بارك الله في أمّة وسطى لا تأمرّ بالمعروف وتنّهى عن المنّكر المبين انطلقوا لا بارك الله في أمّة وسطى صار قطعّ الرؤوس فيها من شعائرها في الدين انطلقوا لا بارك الله فيكم ولا في أولادكم ولا أمهاتكم ولا أحفادكم ولا في كلّ من لا يقول آمين

على حافة فلسطين

لم يمتّ سامر العيساوي بعدّ ولكنه على وشكأن يصير .. لم يمتّ سامر العيساوي لكنهُ مات فعلا حينماتركتموه لوحده أسير

لم يمتّ سامر العيساوي ولكن حين يموت سنسمع العالم كلها تنهقّ مثل الحميرلم يمتّ سامر العيساوي ولكنه شهادة عصّرعلى أننا أمّة بلا شرفّ ولا كرامة ولا ضمير

بلال فوراني المدونة الشخصيةhttp://pisces77.wordpress.com/