دام برس:

أن هذا المقال قد يكون قاسٍ على البعض، لكنه حقيقة نعاني منها في الساحل السوري ... قالوا لنا: إنهم نازحون من المحافظات المنكوبة، تم تهجيرهم من بيوتهم ومدنهم، وجاؤوا إلى الساحل السوري ليأمنوا على أنفسهم قلنا لهم: الساحل حضن دافئ لمَن لجأ له. أنتم أبناءُ وطننا الذين أبيتُم أن تغادروا إلى تركيا والأردن ولبنان، وجئتم إلينا فأهلاً وسهلاً قالوا لنا: لا بيوت لهم ولا مأوى، مع أن الذهب في أيادي الكثيرين منهم يساوي مئات الألوف ... قلنا: لا بأس، نقاسمُهم لقمة العيش، فهنا بلدنا جميعاً جاؤوا وجلسوا في مدننا وتوزعوا في قرانا وضياعنا شاركونا كلَّ مخصصاتنا من الخبز والغاز والوقود والكهرباء والمؤن والغذاء زادت الأسعار.. وزادت الأزمة المعاشية وقلَّ توفر المواد الأساسية يزاحموننا على الأفران وعلى المؤسسات الاستهلاكية وعلى وعلى ... ومع ذلك فإننا صابرون لأننا نؤمن أن الوطن... فوق الجميع وللجميع  لكن ما يطرح نفسه؟؟؟؟؟؟نساءٌ بالآلاف نَزَحْنَ فأين رجالهنَّ وأبناؤهنَّ؟؟؟؟الجواب من أفواه الصغار: في الثورة!!!!!!!؟؟نسأل:
ومن طردكم من دياركم؟الجواب: الجيش!!!!!؟ومع قدوم السلل الغذائية التي يقدِّمها الهلال الأحمر السوري تحت رعاية حزب البعث العربي الاشتراكي، والهدايا التي يقدمها الاتحاد النسائي، نرى النازحات تتسابقنَ لرفع الشعارات الوطنية بغية الحصول على المكافأة المادية على مبدأ: علينا أن نستفيد مما يقدِّمه النظام قدر الإمكان!!!؟؟؟؟عندما أكتب هذا لا أقصد أن أقول: كل مَن نزحوا بهذه الصفات.لكن الأكثرية للأسف بهذه الصفات ولنا فيما حصل بحلب والرقة خير دليل ومثال فهل  تساءلنا قليلاً: بأيِّ عينٍ نرى شباباً بالمئات من مدينة أو محافظة معينة ينزحون إلى الساحل ويقعدون فيه مع النساء دون عمل منتج ومفيد، بينما أبناء الساحل يذهبون للقتال
دفاعاً عن تلك المدن والمحافظات التي جاؤونا منها (احتياط أو مجندين أو لجان شعبية أو في جيش الدفاع الوطني)؟؟؟ لماذا لا يذهب هؤلاء الشباب النازحون للقتال والدفاع عن مدنهم وبيوتهم بدل القعود هنا؟ لماذا لا يضعون أنفسهم تحت تصرف الجيش والأمن والسلطات المعنية؟هل هناك مخطط ما لاحتلال الساحل كما تم احتلال حلب والرقة وغيرهما؟هل هناك مكيدة تُحاك لهذا الشعب المضياف في ساحلنا العظيم؟
أسئلة برسم الجميع وبرسم الجهات المختصة وكما يُقال: الوقاية خيرٌ من العلاج أو  كما  يقال  درهم  وقاية  خير  من   قنطار   علاج......

الكاتب : أحمد أديب أحمد