دام برس:

((عهدٌ ألزمت نفسي به تجاه أبي، لن أنكثه ولن أحيد عنه)) هكذا رد في شبابه على رفاق الحي عندما حذروه أن مسيره في طلب العلم بالمساجد لن يكون له الا مستقبل واحد -مغسلاً للموتى أو مؤذناً أمام الجنائز -

الشيخ محمد سعيد البوطي ابن الملا رمضان عاش مناكفاُ لحكم البعث قريباً من قائده اتخذ موقفاً متمايزاً عن حركة الاخوان لكنه بقي راعياً لمن بقي في سوريا من معارضي الرئيس الراحل حافظ الأسد و داعماً لتجمع ديني عرف بدمشق باسم ( القبيسيات )

كان معروفاً عند الموالين سابقاً بأنه واحد من أشد مناكفي النظام، ومن أخطر المعارضين له، فهو المرجعية الدينية السنية الأعلى في بلاد الشام، الذي له احترام واسع جداً في كافة أرجاء العالم الإسلامي وهو ا لمجادل عن الفكر الإسلامي في مواجهة علمانية النظام , ولم يترك حادثه تمر الا ويسجل بها موقفاً حتى ان اعترض مرة على عرض التلفزيون السوري لاحد المسلسلات لانه حسب رايه يسيء للاسلام ( ماملكت ايمانكم ) تعرض البوطي لمضايقات كثير وصلت لان يمنعه وزير الاعلام محمد سلمان الذي كان يعرف بوزير داخلية الاعلام من الظهور على شاشه التلفزيون السوري وعاد لها بامر من الاسد الاب

ابان الصراع المسلح في الثمانينيات سبع ساعات متواصله قضاها البوطي مع الرئيس حافظ الاسد قال ( لا ) مرات عديدة وانتزع احترام الاخير ,يعلم البوطي تماماً أن لا حمايه للتيار الديني الا تحت عباءه النظام وقتها ومنذ ذلك الوقت نشأت علاقه وصفها مطلعون أنها من أقوى قوى العلاقات التي أقامها الأسد الاب خارج نطاق عائلته وأركان حكمه و كانت وصيه الرئيس حافظ الاسد ان يصلي عليه البوطي وهو ماتم وهذه الحادثة حسب مراقبين يتجاهلها أغلب من يتهمون النظام بالطائفيه

حسب وصف احد المقربين من الشيخ الشامي الكردي الاصل : مع اندلاع الاحداث في سوريا وازن البوطي بين رفض الواقع المرفوض والممكن اصلاحه، ورفض المجهول الغير مأمون العواقب لسوء سيرة الداعين اليه والقائمين به
سرعان ما بدل البوطي موقفه ووقف مع النظام ، بعد أن استشعر خطر ما أسماه أنصاره "الغزو السلفي للشارع السني في سوريا باسم الثورات العربية". وعلى رأس وفد من علماء الشام زار الرئيس بشار الأسد وطرح أمامه هواجساً من أن تؤدي الأحداث الى كارثة على سوريا تطيح بوحدة الشعب

البوطي وقف إلى جانب النظام في أزمه اعتبر أنها لا تمس الحكم تحديداً، إنما كانت تستهدف السوريين السُنة، الذين يتبعون الإسلام "الشامي" العريق، ورأى أن الخطر الاكبر ليس من النظام، بل من مسعى السعوديين إلى تبديل مذهب أهل السنة السوريين، وتحويلهم إلى وهابيين، معتبراً "الثورة " التي ينادي بها المعارضون، هي استغلال دعوات الاصلاح والثورة لتسويق الوهابية التي لا تعترف لا بثورة ولا بديمقراطية بل هي لتحريض الوهابي الخليجي ضد الاسلام السني الشامي.

يروي أحد تلامذه الشيخ البوطي : كان يرفض أي تمويل سعودي قطري، لأي مجموعة خيرية، معتبراً ان في "الشام" رجال أعمال وممولين قادرين على تمويل العمل الخيري.

نظارة طبية وقصاصات ورقيه ملطخة بدماءه تركها الشيخ البوطي ابن الملا رمضان ورحل مع حفيد تاركاً خلفه مسيره ينطبق عليها قول شهبندر دمشق بدر الدين الشلاح طالب الحق بعنف معتدي وطالب الحق بلين مهتدي