دام برس :
حماة الديار عليكم سلام تلك هي كلمتنا المختصرة لرجال الجيش العربي السوري الذين بذلوا أرواحهم على مذبح الكرامة، هم صانعوا مجد الأمة إنهم الراسخون في الأرض، هم الشامخون الصامدون، ما وهنت عزيمتهم وما ضعف إيمانهم بقضية أمتهم، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، هم مشاريع الشهادة والشهداء الأحياء عند ربهم يرزقون، بتضحياتهم مازلنا وسنبقى صامدين في وجه الحرب الكونية التي تشنها قوى التآمر والظلام، بمداد دمهم يكتب تاريخ سورية الحديث.
ولأننا مع الحوار ونسمع لغة العقل كان لنا حوار أطلقه حماة الديار كل منهم على طريقته نقل لنا رسالته من أرض المعركة ليس من المهم أن نعلم مكان إرسال خطابهم لأنهم يمتدون على كل بقاع الوطن يلتحفون سماؤه هي كلمات من نبض أبناء الوطن صانعي النصر عشاق الشهادة.
رسالة من مقاتل في حلب "تم حصارنا من جميع الجهات في المبنى وبدأت الثقوب تتسع من رمايات الرشاشات الثقيلة على الجدران صعدنا جميعا إلى الطابق الأخير بعد إغلاق كافة منافذ المبنى ودعنا بعضنا بعضا وبعدها توجهنا إلى أطراف السطح وبدأنا الرماية وبعد سبع ساعات اتصل قائد الوحدة وطلب عودة المؤازرة فلا حاجة إلا للجنة توثيق القتلى التي استمرت بتوثيق القتلى لما يقارب الثلاثة ساعات ونصف و لك أن تتخيل العدد مع العلم أن غير السوريين بلغ عددهم مائتان وواحد وستين قتيل وكان بيننا ستة شهداء لا أزال أشم روائحهم على سترتي هذه فقد احتضنا بعضنا طويلا قبل المعركة وودعنا بعضنا وداع المفارقين للأهل والأحباب وكل منا وصى الآخر بإهداء النصر للسيد الرئيس"..
رسالة من مقاتل في ريف دمشق " أتعلم ما خلف هذا الدرع انظر انه منديل لأختي الكبيرة دسته في جيبي عند ذهابي في إجازة قبل أربعة أشهر يوم قدمت واجب العزاء بأخي الأصغر الذي ارتفع إلى السماء شهيدا لقد قالت لي حرفيا : لا تدعهم يأخذون ستري وغطائي".
رسالة من مقاتل في دير الزور"هذه رسالة كتبتها لزوجتي وأولادي أتمنى أن توصلها لهم رغم أنني أتصل بهم يوميا و أرسل لهم رسائل قصيرة ولكنني أشعر أن الورقة والقلم أكثر حميمية لقد وضعت داخل الرسالة كمشة تراب أتمنى أن تعطيها لولدي الكبير وتقول له أن والده نذر روحه فداء لأرض وطنه وقل له أن يتابع طريق المجد فسورية أم الجميع".
رسالة من مقاتل في إدلب " لدي ولد وبنت وكانوا يلعبون دوما في الشارع ويوميا يطالبون والدتهم بعودتي ويوميا تقول لهم والدتهم بأنني أقوم بتنظيف الشارع ليعاودوا لعبهم به وكلما اتصلت بهم تقول لي ابنتي هل الشارع مليء بالقذارات لهذه الدرجة".
رسالة من مقاتل في درعا " لك أن تتخيل اشتباك بين 28 مقاتل والآلاف من الإرهابيين في لحظة مفاجأة من الطرفين كانت النتيجة قتلاهم واحد وعشرين ضعف شهدائنا في جسدي ستة طلقات مقابل إطلاقي لأكثر من ألف ومائتي طلقة من رشاش بي كي سي و وثمان مخازن من بندقيتي و لم أعد إلا وبرفقتي 523 صورة لقتلى الإرهابيين كل واحدة توثق إحدى جثثهم التي بقيت بعد هروب البقية".
رسالة من مقاتل في الرقة " عند اندلاع الاشتباكات لا تبقى ذكريات ولا مخاوف انك لا تركز إلا على من بجانبك من الجنود وتشعر أنك درعه الوحيد تغيب عن ذهنك صورة أصدقائك وأهلك للحظات وتبقى صورة عائلته معلقة أمامك تشعر أنك مسؤول عن عودته إليهم سالما فتتكفل بأعدائه".
رسالة من مقاتل في حمص " لا شيء لدي أرويه لك أنا أحارب وهذه صورة والدي في المحفظة انظر إلى ابتسامته لا أريد لأحد أن يسرقها منه".
رسالة من مواطن" عندما بدأ إطلاق النار على سيارتي من السيارات التي استمرت بمتابعتي علمت أنها لحظة فاصلة انطلقت بأقصى سرعة و التجأت إلى قطعة عسكرية قريبة من الطريق وعندها انطلق منها خمسة عشر جندي واشتبكوا معهم وعادوا ومعهم خمسة سيارات محملة بالسلاح وبجثث القتلى غير السيارات التي أعطبوها وعندها قالوا لي تستطيع أن تكمل طريقك فالطريق امن".
هي مجرد رسائل تحمل بين طياتها عبق الرجولة والانتصار أعدكم في المرة القادم أن تكون رسائل النصر في عيد الأم لأنه لولا الأمهات لما صنع الانتصار.