دام برس :

في جلسة حوارية مع صديقي المواطن عربي سألته عن نظرته لواقع الأزمة السورية في ضؤ المتغيرات الدولية ومع كل هذا الكم الهائل من النفاق والكذب الإعلامي فأجابني صديقي "على الرغم من كل مراراته و جراحاته فقد كان لصمود سوريا شعباً جيشاً و قيادة الأثر الكبير في إعطاء العالم الوقت الكافي كي يلتقط أنفاسه من جديد  فيعيد حساباته بكل شيء بعد أن قام الإسلام السياسي باختطاف المجتمعات في غفلة عن التاريخ .
إن ما يجري اليوم في كل من مصر و تونس  يقدم الدليل الأكيد على الأثر الذي تركه صمود سوريا التاريخي و انعكاسه على حَراك الشعوب العربية المُضاد لمشروع الهيمنة و الاستئثار الأمر الذي سيرفع مستوى الضغط الدولي و العربي و الإقليمي الراعي لمشروع الهيمنة هذا من أجل حجب الوعي العربي الذي يبدو بأنه يتبلور طرداً مع عمر هذا الصمود" .
وهنا تدخلت مقاطعا كيف يتم ذلك والإسلام السياسي يجتاح الأمة العربية كإعصار كاترينا فأجابني مبتسما " في عالمنا العربي بدأ مفهوم الإسلام السياسي يكشر عن أنيابه، هذا الوحش الهجين لن يرضى بأقل من الفتك بخصومه و المختلفين معه أشد الفتك لأنه إذ يكشّر فإنه يكشّر باسم القوة العظمى ألا و هي الله لأن بعض المتطرفين يحاولون تعيين أنفسهم حاكمين بأمر الله .
والخطر يكمن عندما يتحول الموت من عنصر بسيط إلى عنصر مركّب , عند ذلك يصبح من العسير تفكيكه ما لم ندرك كيفية إجراء المعادلات العكوسة" .
وفي سؤال عن النائين بنفسهم قال السيد عربي " إن لم تستح افعل ما شئت هذا هو حال بعض اللبنانيين لقد تحول التسجيل الأخير إلى اعتراف يدلي به بعض أشباه الرجال، والاعتراف تحول إلى قرينة وبينهما تتعدد الأدلة والإثباتات وصولاً إلى حالة التلبّس بالجريمة التي رسمت عناوينها الكبرى على موقف أعضاء تيار المستقبل فرادى وجماعات، وهم يدفعون بالتهمة بحثاً عن الخلاص الفردي المنشود وكما يقال الاعتراف سيد الأدلة والعدالة اللبنانية ما تزال نائمة، والنائين عن أنفسهم باتوا بلا ضمير إنساني".
ختاما قال صديقي المواطن العربي مخاطبا دويلات النفط "ستلاحقكم دماء السوريين لتقض عليكم مضاجعكم وتمحو من أهدابكم طعم النوم، ستلاحقكم عيون الأطفال أينما ذهبتم و كيفما توجهتم لتزرع في أرواحكم الخوف و الرهبة و الفزع، ستلاحقكم آهات الأمهات الثكالى الغارقات في أحزانهن حتى الثمالة لتدب في عروقكم الوجع المتأتي من مخاض صراخهن على فراق فلذات الأكباد، سيلاحقكم كل سوري و سورية عاش و شاهد و سمع و أدرك فأيقن حجم حقدكم و كرهكم و بغضكم لماضيه و تاريخه و حاضره و مستقبله سنلاحقكم يا حكام الخليج" .