دام برس :

يبدو ان ميليشيات “زهران علوش” تعمل على إستنساخ النموذج السعودي في الدين وتعميمه على الاهالي في الغوطة الشرقية لدمشق، فرجل السعودية الاول في سوريا يقدم “دفعة على الحساب” لمن صنعه وأوجده ليكون أداته في شرق العاصمة السورية.

بعيدة هي أفكار الوهابية وأساليبها عن غوطة دمشق التي لم تكن قبل الأزمة ملمّة بالافكار المتطرّفة الصادرة عن شبة الجزيرة، فالاهالي الذين كان اغلبهم ولا زال في دائرة الاعتدال الديني الحنيف، ظهر “جيش الاسلام” وزعيمه زهران علوش لتغيير تلك المفاهيم. وعلى الرغم من إدعائه بـ “الاعتدال” مسوقاً فكرة محاربة “التشدّد” الذي تمثّله “داعش”، يغرق علوش أكثر وأكثر في حمى التطرّف الديني من بوابة الولاء للسعودية وإيمانه الضمني والواضح بالسلفية الجهادية.

“المطاوع” وهو العمل الذي ينتشر في السعودية من خلال أشخاص متدينون توظّفهم هيئة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، ظهر شكل من أشكاله في الغوطة الشرقية مع بروز حالة شبيهة إلى حدٍ قريب بتلك، فهنا لا يضرب المؤمن بالسوط كي يذهب للصلاة، بل ان هناك ما يضرب القلم على الورقة متحرياً عن من لا يرتاد المسجد. فقد كشف مسؤول الهيئة الشرعية في الغوطة الشرقية “ابو عبد الرحمن كعكة”، ان هناك “جهات مخابراتية” (تابعة لجيش الاسلام دون ان يسميه) تقوم بتقديم التقارير عن من لا يذهب للصلاة ولا يرتاد المساجد وتقوم بتحويلها إلى جهات عليا. الكلام، طرح علامات إستفهام حول ما يجري تعميمه وترويجه في منطقة معروفة الاعتدال الديني.

كلام “كعكة” تؤكده مصادر ميدانية عن بروز حالة مشكلة من رجال يجبرون الناس على إرتياد المساجد والصلاة بالقوة في بعض مناطق الغوطة الشرقية لا بل الاستماع إلى المحاضرات التي يقدمها رجال دين يتبعون للميليشيات المذكورة، ما عزّز فرضية تعميم “المطاوعية” في تلك المنطقة.

“الهيئة الشرعية” المحسوبة ضمنياً على “جيش الاسلام”، يقول متابعون انها “غير خاضعة للسيطرة الكاملة من زهران علوش” حيث ان فيها اعضاءً لا يكنون الولاء له، وخروج الشيخ “كعكة” للحدث عن مسألة “حساسة” كهذه، يظهر “الاحتقان السائد” من قبل المشايخ قبل غيرهم من تصرفات “علوش” وجماعته وتسلّطهم على كافة مفاصيل الحياة في تلك المنطقة من دمشق.

والمطاوع لمن لا يعرف، هو شخص او اشخاص تقوم هيئة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” في السعودية بتوظيفهم لاجبار الناس على الصلاة في المساجد مستخدمين العصي والهراوات في إجبار الناس على الصلاة خاصة في مكة والمدينة. ويرى مراقبون ان جزء من “الهيئة الشرعية” في الغوطة الشرقية باتت كـ “هيئة الامر بالمعروف” السعودية من حيث الممارسات ما يدل على انه هناك نية لتعميم ثقافة المملكة على المنطقة الخاضعة لسيطرة “جيش الاسلام” المدعوم سعودياً.

الحدث نيوز - علياء الأحمد