Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_40j2lnukqov4lj7rfqku28g6i1, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: session_start(): Cannot send session cache limiter - headers already sent (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 93
داعش .. من ظاهرة إلى تيّار عالمي

Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 03 أيار 2024   الساعة 01:13:17
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
داعش .. من ظاهرة إلى تيّار عالمي

دام برس :

كتب عمر معربوني في سلاب نيوز .. لم نعد للأسف أمام مجرّد تنظيم يتحرك في مكان محصور جغرافياً ولا مجرّد تشكيل عسكري يطرح تغييراً في نظام سياسي معيّن هنا أو هناك، إنّما بتنا أمام حالة تتمدّد وتتوسع بشكل ملفت ومتسارع خارج قوانين الإنتشار المتعارف عليها خلال قرن من الزمن.

قد يفهم البعض كلامي نوعاً من التهويل أو تضخيماً للظاهرة وهو أمر مفهوم لديّ، إلّا أنّنا فعلاً أمام ظاهرة بات علينا واجب فهمها بكل تفاصيلها لمعرفة كيفية مواجهتها، إضافةً الى أنّ ما يعتبره الكثيرون خطرًا وجوديًا يعتبره البعض الآخر مخلصًا، وهنا تكمن المشكلة الأساسية التي لا زال الكثير منّا يكابر ويصر على توصيفها بغير واقعها.

وبات من غير المقبول أن نقارب ظاهرة داعش ببعدها العسكري فقط لأنّنا سنقع في فخ التحليل الناقص والمجتزأ، وهذا ما سيرتّب على الجميع أعباء كبرى في مواجهة هذه الظاهرة التي باتت تنتشر كالسرطان.

بدايةً، هل انتقل "داعش" من كونه ظاهرة الى مرحلة يمكن أن نسمّيه تيارًا عالميًا؟ وإن كان كذلك، فما هي الأسباب التي تساعده على الإنتشار وما هي أفضل السبل للقضاء عليه في أسرع وقت؟

في التوصيف، "داعش" ليس مجرد تنظيم عسكري على غرار التنظيمات الأخرى، إنّه ببساطة الجيل الثالث من تنظيم القاعدة الأم، والخطاب الذي يستخدمه في التعبئة بات يلامس مشاعر عشرات الملايين عبر العالم وهو يتركز على نقطة أساسية تحاكي رغبات الكثيرين وهي الخلافة الإسلامية كعنصر جذب اساسي، إضافةً الى عناصر الجذب الثانوية كالمال والجنس ضمن فهم دقيق لطبيعة البشر الذي يتفاعل التنظيم معهم.

تنظيم "داعش" ورث عن القاعدة الأم ومتفرعاتها بيئة حاضنة واسعة تؤمن فعلاً بكل ما يطرحه التنظيم وما يسعى لتحقيقه، وتوفّر هذه البيئة الحاضنة هو الذي يمكّنه من التمدّد والإنتشار وهو عامل اساسي لا يمكننا التغاضي عنه والتقليل من شأنه، ويشكّل برأيي العامل الأخطر الذي يجب العمل على تطويق مفاعيله، ولنا في العراق وسورية مثالٌ واضح وكذلك في ليبيا وسيناء ونيجيريا وأكثر من مكان يسعى التنظيم لتفعيل وجوده فيه.

الأمر الأهم في هذا المسار هو أنّ "داعش" يسعى الى خلق نواة أمّة لا تعترف بالقوميات والأعراق، وهذا يتبدّى من خلال قدرة التنظيم على تحشيد عناصره من كل دول العالم والتي يمكن أن تشكل حافزاً للمسلمين من شعوب هذه الدول مستقبلاً للشروع في مسارات تصب في خانته، ومن تلك الشعوب القوقاز والشيشان والأفغان والصين وغيرها، وهو ما يتناغم مع نظرية الأذرع المتشعبة التي يعمل عليها التنظيم بجد ومثابرة. والأمر الآخر الذي نجح به التنظيم حتى اللحظة هو كسر الحدود، وإن لم يستطع بعد ربطها ببعضها ولكنه استطاع أيضاً أن يكون الدولة الأكثر قوةً من بين مجموع دول المنطقة بالمعنى النظري حتى اللحظة حيث نجح وسينجح لاحقاً في تجميد قوة كل دولة داخلها لمنع حصول تحالفات فيما بين هذه الدول لمحاربته.
وعلى المستوى الشرعي يبدو التنظيم جاهزاً وأكثر مرونة من غيره من بنات القاعدة في إيجاد المبررات لقتال كل من يواجهه، فالسنّة الآخرون ممّن يخالفونه الرأي حتى لو كانوا من نفس المنبت الفكري هم خوارج يجب معاقبتهم بمن فيهم جبهة النصرة، التنظيم الذي وُلد "داعش" من رحمه في سورية وغيره من التنظيمات التي تتبنى فكر ومسار القاعدة، أما الشيعة والعلويون فهم رافضة وجب ذبحهم وهذا ما ينطبق على المسيحيين ككفار وغيرهم من الطوائف والملل.

عامل آخر يتم استغلاله وهو عدم نجاح الأنظمة الحاكمة في تفعيل التنمية المستدامة وعدم قدرتها على الحد من سلطة المذاهب من خلال غض النظر عن تدريس المناهج الدينية المرتبطة بالفكر الوهابي وبعض جماعات الفكر التكفيري سواء قصداً أو عن غير قصد، ففي الجانب المرتبط بالتنمية والحرية حافظت الأنظمة على سلوك محدد يخدم استمرارها في ظل عدم قدرة القوى القومية والتقدمية على اختراق المجتمعات وتعاطيها ببعد فوقي مع الجمهور من خلال الكثير من النخب التي تقوقعت اكاديمياً ولم تنزل الى الساحات الجماهيرية للعب دورها الطبيعي في التوعية والتنظيم، ما جعل القوى الدينية قادرة على التمدد بحكم الخطاب الديني السهل ودغدغة رغبات الجمهور.

وحتى لا نغرق في نظرية المؤامرة التي اشبعناها تحليلاّ ومقاربةً، فإننا نذكر أنّ قوى الهجمة مجتمعة استطاعت أن تجعل من فلسطين قضية ثانوية وأن تجد للجمهور عدواً بديلاً عن العدو الصهيوني الذي تتم الكثير من مسارات الجماعات التكفيرية تحت نظره وفي كنفه.

وفي ظل غياب الدول الغائبة عن دورها الراعي والجامع وبنتيجة الكثير من الممارسات الأقلوية، نحن الآن أمام مشهد يتم تغذيته بالدم والنار لحساب الوحش المذهبي الذي يتمدد ويكبر.

وإن كنت من الذين يميلون الى أنّ المواجهة العسكرية وحدها غير قادرة على القضاء على هذا التنظيم الوحش، فإني لا ألغيها من الحسابات نهائياً وهي التي يجب أن تسير بالتوازي مع إجراءات سريعة ولكن مدروسة تحدّ بدايةً من الأضرار لتنتقل تالياً الى مرحلة القضاء على "داعش" وما يمثله من خطر على الجميع.

قبل الشروع في تحديد عناوين المواجهة، لا بدّ من الإشارة الى أنّ "داعش" يسير بمسارات متوازية ضمن استراتيجية لم تعد خافية في بعدها الشامل، مع احتفاظه بقدرة مرنة على تغيير اساليبه وانماطه بشكل ملفت وسريع.
ففي الجانب الجغرافي نلاحظ أنّ التنظيم يركز على المساحات الواسعة لتأمين قدرات الحركة والمناورة والسيطرة المباشرة على مناطق حوض الأنهار التي تضم مناطق زراعية حيوية وسدود ومحطات توليد كهرباء وغيرها.

في الموارد، نلاحظ اعتماد التنظيم على الخبرات الوافدة لضمان أعلى مستوى من الولاء والتحكم وهو ما ينطبق على قطاع النفط الذي بات التنظيم يُحكم سيطرته على نسبة عالية منه في سورية والعراق وحالياً في ليبيا التي يتمدد فيها من مدينة سرت الساحلية في الشمال الليبي نحو الجنوب حيث المنطقة الحيوية النفطية الليبية، وهو أمر يشبه ما يفعله التنظيم في سورية والعراق لجهة الإنتقال من مرحلة التحضير الى مرحلة التمكين وهي للأسف تتم بشكل سريع جداً.

حتى الآثار التي باتت مورداً هامّاً لداعش تحقق له أمرين: الجانب المالي من واردات بيع الآثار والجانب المرتبط بطمسها كمقدمة لنزعها من ذاكرة الأجيال القادمة لتغدو آثاراً على الورق لا على أرض الواقع.
موارد كثيرة أخرى بات التنظيم يحصل عليها من عائدات الضرائب وتشغيل المؤسسات الحكومية التي يستولي عليها ونهب عائداتها وهي لا تعد ولا تحصى.
وإذا ما انتقلنا الى الجانب الأخطر في المشهد، فإنّ ما يحصل من إلغاء للحدود الحالية يمثّل عامل مساعدة اساسي لرغبة الغرب في إعادة تقسيم المنطقة، وهو أمر يرفضه "داعش" على المدى البعيد إلّا أنّه يتعامل معه بواقعية على المدى القريب والمتوسط.
والأخطر ممّا يحصل هو بداية تشكّل رأي نخبوي في الغرب بضرورة عدم هزم "داعش" لما يمكن ان تشكله الهزيمة من انتشار عشوائي في دول العالم سيتحول مع الوقت الى انتشار منظم وفاعل، وهو ما يعتبر أمراً مستجداً خطراً جداً سيساعد "داعش" في الإستمرار وتنظيم صفوفه، وهذا ما يفسر عدم شروع أميركا في تفعيل الضربات الجوية وعدم تزويد الجيش العراقي بما يلزمه من سلاح، وما ذكرنا للجانب العراقي إلّا لأنّ الإدارة العراقية ترتبط بعلاقة جيدة مع الأميركيين.

ولأننا امام المشهد كما هو وممّا نشاهده، نخلص الى نتيجة مفادها:
1- عدم القدرة على هزم التنظيم باعتماد المواجهة العسكرية فقط وإن كانت احد الاساليب التي لا غنى عنها لفترة طويلة.

2- رغم انّنا لا نستطيع المقارنة بين فكر تكفيري إلغائي وفكر إسلامي تنويري متحرك، إلّا أنّ المواجهة بعنوان مذهبي وبشعارات مذهبية سيعقّد الأمر أكثر حتى لو تمّ إنجاز انتصارات على "داعش" بشكل مرحلي.

3- تنشيط أجواء اللحمة الإسلامية بين مكوناتها من كل الطوائف وعقد اللقاءات الدائمة وضرورة إنبثاق لجان متخصصة تعمل على تعميم أجواء الوحدة وشرح مخاطر الفكر التكفيري. فرغم قناعتي أنّ معالجة المضمون يتطلب وقتاً طويلاً، إلّا أنّ التخلي عن الشعارات الواضحة سيساعد كثيراً في العمل الضمني، وأعطي مثلاً ما جرى من سجال حول شعار "لبيك يا حسين" كإسم لمعركة الأنبار والذي استبدل لاحقاً باسم "لبيك يا عراق" الأكثر ملاءمةً وإفادةً في هذه المرحلة.

4- تفعيل ورعاية الواجهة الوطنية والقومية وتغليب شعاراتها كعامل اساسي للإستفادة من اصطفاف كل المكونات الوطنية في المواجهة.

5- وقف السجالات السياسية والارتقاء الى مستوى الخطر الحالي والقادم والخروج بمواقف موحدة تساعد في حماية الاوطان واستمرارها وإلّا ستكون العاقبة وخيمة على الجميع.

الوسوم (Tags)

داعش   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-06-04 07:01:20   خطوات
لو تمكنا من تطبيق هذه الخطوات لما وصلنا الى هذة الحالة ...ولكنا نتصرنا من السنوات الاولى
سلمى  
  2015-06-04 06:59:33   رجال الدين
هناك تأثير كبير لرجال الدين بالذي يحدث ويتحمل مسؤولية هذه المشكلة حكومتنا العزيزة
يامن ودح  
  2015-06-04 06:55:54   مواقف موحدة
الخروج بمواقف موحدة..من اصعب الحلول
مجد  
  2015-06-04 06:53:37   دين
اصبحنا بواقع كثرت به الشعارات الدينية الرنانة...ولا احد يتذكر انت الدين لله والوطن للجميع
ناظم  
  2015-06-04 06:50:48   تمويل
الشي الوحيد لي بيقضي ع داعش هو ايقاف تمويلا من الجهات للصهيونية والارهابية
دعد  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz

Warning: Unknown: open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_40j2lnukqov4lj7rfqku28g6i1, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in Unknown on line 0

Warning: Unknown: Failed to write session data (files). Please verify that the current setting of session.save_path is correct (/var/cpanel/php/sessions/ea-php56) in Unknown on line 0