دام برس - ماجد سليمان :

هذا الازدحام ليس لمواطنين ينتظرون رغيف الخبز، وليس تجمعاً لمواطنين يريدون استلام جوازات سفرهم ، إنما لموظفين ومتقاعدين  ينتظرون دورهم أمام الصرافات الآلية  لاستلام رواتبهم الشهرية.
ماذا نصنع ازاء مشهد يتكرر في الأسبوع الأخير من كل شهر ؟ موظفين ومتقاعدين يسعون في شوارع دمشق بحثاً عن صراف ألي ضمن الخدمة أو يوجد به أوراق نقدية ووببساطة شديدة :
السؤال الحائر الذي يجب أن نبحث له عن إجابة هو : من المسؤول عن ذلك ؟ هل هو التقصير من قبل ادارة وموظفي المصارف؟ أم هي مشكلة تتعلق بأزمة تتعرض لها سوريا أثرت على خدمة الصرافات الألية.
ماهي الأبعاد الحقيقية وماهي الحلول العملية المطلوبة ؟
في البداية ماذا يقول الناس عن معاناتهم في أخذ رواتبهم من الصرافات الألية  ؟
فكانت البداية من داخل المصرف العقاري المركزي مع  الموظف المتقاعد محمود ستوت حيث قال :
عادة لا يكون هنا ازدحام كبير ، ولكن أغلب الصرافات الألية التي  في محيط  المصرف المركزي خارج الخدمة ، متمنياً أن تحل هذه المشكلة بسرعة .
وتساءل الموظف مروان هندية  عن سبب إيقاف عمل بعض الصرافات في بعض المناطق الآمنة كالمجتهد؟ ولماذا تم حصر الصرافات الآلية التي تعمل بشكل دائم في بعض المراكز المركزية فقط؟ .
وفي أحد شوارع دمشق رأى  الموظف محمد إسماعيل  أن هناك خطأ في آلية عمل الصرفات لأنها تمنع استفادة المواطنين من خدمات الدفع الإلكتروني التي تقدمها ، إما بسبب الازدحام وإما بسبب تعطله او خروجه عن الخدمة  .
أما العسكري المتقاعد أبو علاء يبدأ جولته بحثاً عن ذلك الصراف المفقود ضمن شوارع دمشق ، ليجد نفسه في نهاية المطاف  مع العديد من الباحثين للحصول على معاشاتهم أمام صراف مزدحم .
الموظفة ريما  في جامعة دمشق تقول : أقضي  أربع ساعات أمام الصراف الآلي وحين يأتي دوري يكون الصراف قد خرج من الخدمة أو انقطع التيار الكهربائي أو فرغ من الأوراق النقدية ، واذا حالفني الحظ ولم يخرج الصراف الألي عن الخدمة  سأضر لأن أقبض راتبي على مرحلتين  أو أكثر لأن آلية الصرافات لاتمكن من سحب مبلغ أكثر من 25000 ليرة سورية وتساءلت   إلى متى سيبقى هذا الوضع ؟
بينما تنفق أم الشهيد حسان محمد كرمان نصف راتبها الذي لا يتجاوز 7000 آلاف ليرة أجرة مواصلات أثناء قدومها من الصنمين إلى مدينة دمشق لاستلام راتبها بعد قضاء ساعات في طابور الراتب  .

ويوضح معاون مدير المعلوماتية في المصرف العقاري المركزي حازم النوري  أن الازدحام يعود لارتفاع كتلة المتقاعدين التي تصرف خلال خمسة أيام فمن الطبيعي أن يكون هناك ضغط .
وفيما يخص وجود الصرافات خارج الخدمة فذلك  عائد لطول ساعات التقنين لتصل في بعض المناطق حوالي16 ساعةمن جهة ،و موضوع التغذية والصيانة من جهة أخرى ، فالمجموعة المسؤولة عن التغذية ليست مسؤولة عن تغذية صراف آلي واحد إنما مسؤولة عن  تغذية 14 صراف، وهذا مايحتاج إلى وقت طويل  .
وفي إطار تخفيف معاناة المواطنين
بين أنه سيتم تزويد الصرافات بوحدات  عدم انقطاع التيار الكهربائي لتزودها بالطاقة اللازمة خلال فترة التقنين ،وفيما يتعلق بموضوع الصيانة ما يمكن صيانته محليا فيتم بسرعة أما قطع التبديل تحتاج إلى وقت ريثما يتم تامين القطع.
ومن جهته  مدير  الدفع الالكتروني في المصرف التجاري السوري محمد السعيد يقول  :
من الطبيعي أن نجد هذا الازدحام لأن معظم الموظفين يتجهون إلى الصرافات بنفس الوقت لاستلام رواتبهم ، وأشار إلى أنه يوجد حاليا في ظل الظروف الراهنة حوالي 240 صراف آلي موضوعين في الخدمة من أصل 450 صراف ، ولكن للأسف عدد كبير ليس  ضمن الخدمة بسبب الأعطال و مشاكل تقنين الكهرباء ،حيث فقط 150 صراف موجودين ضمن الخدمة ، وإذا ماأردنا تغذيتها بالوسائل البديلة كوحدات التغذية ،فإن كلفتها عالية  ونحتاج إلى عدد هائل من هذه الوحدات ، ولو أردنا وضع مولدات ،توجد لدينا مشاكل في إدارة هذه المولدات من حيث تأمين المحروقات وتشغيليها .
كما أن صيانة الأعطال تستغرق عدة أيام لاصلاحها إضافة إلى المعاناة الدائمة في تأمين القطع البديلة في ظل الظروف الراهنة.
وذكر السعيد  بعض الاجراءات التي سيتم اتخاذها لتخفيف من معاناة المواطنين ، منها :
إطالة دوام الموظفين المسؤولين عن تغذية الصرافات الآلية الموجودة في محيط الافرع الرئيسية للمصرف إلى الساعة السادسة مساءاً.
ورفع مقترح إلى وزارة المالية  لتوسيع وقت تسليم الرواتب للمتقاعدين بأيام مختلفة . ليبدأ صرف رواتب نصف المتقاعدين من 15 الشهر والنصف الاخر من 20 الشهر وباقي الموظفين بعد 25 الشهر .
إلا أن المشكلة تحتاج لحل جذري لا لحلول اسعافية، وتحتاج إلى إصرار المواطن على عدم التفريط في حقه ، للحصول على خدمة جيدة دون معاناة .