دام برس-مريم زوان:
تعد تربية النحل جزءاً لا يتجزأ من عملية الإنتاج الزراعي، وتحتل موقعاً وسطاً بين الإنتاج النباتي والإنتاج الحيواني، فالنحل يتبع المملكة الحيوانية في تصنيفه العلمي بينما يتداخل إنتاج العسل بشكل حتمي مع المملكة النباتية، وتمثل تربية النحل جزءاً أساسياً واقتصادياً مهماً ضمن القطاع الزراعي الذي يشكل الدعامة والرافعة الحقيقية للاقتصاد السوري، ومن هذا المنطلق إلتقت دام برس بالسيد خالد بيوض الذي يعمل في تربية النحل ولديه العديد من الخلايا النحلية والذي يقطن في بلدة جبلية بالقرب من قلعة الحصن في حمص حيث قال : منذ عدة سنوات بدأت بتربية النحل وجمعت العديد من الخلايا لكن أثناء فترة الحرب على سورية توقفت عن العمل بسبب النزوح القسري الذي فرضته علينا الجماعات الإرهابية، وفقدت جميع الخلايا التي كنت أملكها، لكن بعد تحسن الوضع الأمني عدت إلى ممارسة عملي بتربية النحل لأنني أعشق هذا العمل، فالنحل مملكة متكاملة و العيش ضمنها يتطب السعي والنشاط الدائم ولا يوجد أحد عاطل فيها فكل واحد منها لديه مهمته الخاصة، ولو أن البشر يقتدون بها لما حدثت أية نزاعات في العالم.

و رغم أن  العمل في تربية النحل يحتاج إلى جهد ودقة وحذر، إلا أنني استمتع به فقد أصبح تفقد الخلايا والاهتمام بها جزء من روتين حياتي. وكلما أعطيته من وقتي كلما أعطاني المزيد من إنتاجه، كما أن للنحل فوائد كثيرة لا تعد ولا تحصى فهو ينتج العسل الذي يعد غذاء وشفاء وتجارة، كما يعدمصدر رزق للعاملين في تربيته، ولا تتوقف فوائد النحل في العسل الذي ينتجه، بل يمكن الإستفادة من شمع النحل ومن لسعته، وذكر الله تعالى فوائد النحل في القرآن الكريم، حيث قال: (ويخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس)، وقد أثبتت الدراسات العلمية والتجارب فوائد النحل المهمة جداً التي يقدمها للإنسان والطبيعية بآن واحد. وأضاف بيوض، من المهم أن تولى تربية النحل اهتمام ودعم من قبل  الحكومة والمؤسسات المعنية لزيادة الإنتاجية وحماية النحل من المشكلات و الآفات التي تهدد حياته ومن أبرز الآفات التي يعاني منها النحل في هذه الفترة هي آفة الفاروا: وهو طفيل يعيش على النحل وحضنته ويضعفه وقد يميته.