دام برس :
انتشرت في الآونة الأخيرة إشاعات تفيد بوجود خلافات عميقة وانقسامات داخل حزب العدالة والتنمية التركي، إلا أن البعض لم يتوقع أن تمتد الخلافات بين رئيس النظام التركي رجب طيب أروغان ورئيس وزراءه داود أوغلو، والذي نشب إثر انتقال سلطة تعيين مسؤولي حزب العدالة والتنمية الحاكم من أوغلو إلى الحزب نفسه، في خطوة تمثل تقليصًا واضحًا لسلطة الحكومة وتعزيزًا لنفوذ أردوغان. وترددت معلومات بأن أوغلو غادر غاضبًا من اجتماع اللجنة التنفيذية لحزب العدالة والتنمية.
الخطوة التي تم اتخاذها خلال الاجتماع تعد أحد أقوى الدلائل حتى الآن على التوتر بين أردوغان، الذي يريد رئاسة ذات صلاحيات تنفيذية في تركيا، وبين داود أوغلو، الذي سيتم الحد من نفوذه، وحتى تهميشه في حال تغيير النظام البرلماني للبلاد. وقال محللون أتراك إن هذا القرار سيضعف سلطة أوغلو على حزب العدالة والتنمية، وبالتالي لن تكون مهمة داود أوغلو سهلة بعد هذا القرار.
خطوة أردوغان الأخيرة أكد مراقبون أنه يقوم من خلالها بسحب البساط تدريجيًّا من تحت أقدام أوغلو، وتثبيت نفسه كمتحكم أول في الحزب الحاكم، حيث تناقل معارضون أنباء تفيد بأن أردوغان يحاول جاهدًا تعزيز نفوذه في الحزب، عن طريق الحد من صلاحيات زعيمه الحالي، داوود أوغلو.
وقال الدبلوماسي التركي السابق ورئيس مركز إيدام البحثي في إسطنبول سينان أولجين " داود أوغلو يريد تشكيل مجال سياسي لنفسه، لكن أردوغان لا ينوي السماح لرئيس اللجنة التنفيذية، سواء كان داود أوغلو أو أي شخص آخر، أن يكون له قدر كبير من الاستقلالية السياسية ".
في المقابل قلل نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، عمر جيليك، من أهمية هذه الشائعات، وأشار إلى أنها مبنية على تحركات داخلية جديدة في الحزب، معتبرًا أنها " خطوات فنية، لا تشير إلى أي أزمة داخلية ".
وعلى الرغم من تقليل جيليك من أهمية الحدث، إلا أن البعض ذهب إلى أبعد من ذلك بكثير، حيث كشف المدون التركي الأشهر، " فؤاد عوني "، والذي لا تعرف هويته الحقيقية حتى الآن، في تغريدة على موقع " تويتر "، أن أردوغان اتخذ قرارًا بطرد رئيس الوزراء داوود أوغلو واستبعاده من خططه المستقبلية، وأن أردوغان اقتنع أنه في المرحلة المقبلة، والتي سيركز فيها على تحقيق النظام الرئاسي، لن يكون هناك مكان لداوود أوغلو ".