أكد مسؤول أمني عراقي، أمس، أن أكثر من 200 شخص قتلوا، وأصيب مئات آخرون بجروح إثر قصف طائرات تابعة لـ «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة، ليل أمس الأول، معملاً لتنظيم «داعش» يستخدمه لتصنيع القنابل في قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك شمال العراق، في وقت أكد رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي أن الدفاعات الجوية العراقية أجبرت طائرات سعودية على الانسحاب من الأجواء العراقية فوق ناحية النخيب جنوب شرق محافظة الأنبار.
وأوضح عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة كركوك محمد الجبوري أن طائرات فرنسية قصفت معملاً لتصنيع القنابل تابع لـ «داعش» في الحويجة، وأشار إلى حصول انفجارات ضخمة جراء القصف بسبب وجود كميات كبيرة من المواد شديدة الانفجار، ما أدى إلى تدمير 28 منزلاً على الأقل بالكامل، ومقتل أكثر من 200 شخص وجرح مئات آخرين بينهم مدنيون إضافة إلى عناصر «داعش».
وأضاف الجبوري أنه تم نقل الجرحى إلى مستشفيات الموصل الخاضعة لسيطرة التنظيم منذ نحو عام، وأشار إلى أن القتلى دفنوا جماعياً، معرباً عن اعتقاده بوجود عشرات الجثث تحت الأنقاض، ولفت إلى أن «داعش» يستعد لشن هجوم على مدينة كركوك، وأنه جهزعبوات ناسفة وسيارات مفخخة لتنفيذ الهجوم، موضحاً أن المعمل الذي دُمر بالقصف كان يضم سيارات مفخخة كان يستعد التنظيم لاستخدامها في الهجوم المرتقب.
وقال شهود لوكالة «رويترز» إن الضربة الجوية التي نفذها «التحالف» دمرت «حياً بأكمله»، وأظهرت الصور التي تم تناقلها على مواقع التواصل الاجتماعي والتي يزعم انها التقطت في موقع الانفجار مشهد دمار واسع لم يبق فيه وجود لأي مبنى.
وكان «التحالف الدولي» قد أعلن، أمس الأول، عن شن غارة استهدفت «منشأة لصنع المتفجرات» في الحويجة. ولفت أحد سكان المنطقة إلى أن «الكثير من الأسر دفنت تحت أنقاض منازلها ويعتقد ان أفرادها ماتوا»، كما أكد الشيخ أنور العاصي العبيدي أن أفراد عشيرته أبلغوه بأن عددا كبيرا من المدنيين قتلوا وأن المنطقة الصناعية تشبه «منطقة ضربها زلزال».
إلى ذلك، قال رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي حاكم الزاملي، إن الدفاعات العراقية أجبرت طائرات سعودية على الانسحاب من الأجواء العراقية فوق ناحية النخيب، مشيراً إلى أن المنطقة تعرضت لقصف بقذائف الكاتيوشا والهاون بعد ذلك بيوم واحد فقط.
وأشار الزاملي إلى أنه «بعد يوم من تحليق الطائرات تم استهداف النخيب في 15 شعبان (الأربعاء الماضي) بالهاونات وقذائف الكاتيوشا، ما دعا العراق إلى الاستيضاح من الجانب السعودي والتحالف الدولي عن سبب تحليق الطائرات السعودية في منطقة ليس فيها عمليات عسكرية»، ولفت إلى أن «هوية الطائرات اكتشفها الدفاع الجوي العراقي، والجانب السعودي والتحالف الدولي قدما اعتذارا عن تحليق الطائرات في تلك المنطقة».