دام برس:

هل يستطيع المتقاعدون الفلسطينيون حضور احتفالات وطننا الرسمية ام انهم لايحملون تذكرة حضور او دعوة ؟؟؟ فالمتقاعدون بنوا وأعطوا وكانوا أساس كل هذه الإنجازات ، ولا يستطيع قسم كبير منهم أن يشارك في حفلنا الوطني الكبير، هل تعرفون لماذا؟ لأنهم لا يملكون تذكرة الدخول كدعوة لأنهم متقاعدون ، أو لايملكون ثمن التذكرة إن كانت برسوم دخول ، على الرغم من أن القانون الفلسطينى ينص على إعفاء المتقاعدين من الرسوم فدخلهم بالكاد يساعدهم على البقاء في البيت ، بل يكتفي الواحد منهم بالتباهي أمام أولاده حين تعرض شاشات التلفزيون صور الإنجازات والمشاريع العملاقة: (كنت أعمل هنا .. اشتغلنا في هذا المشروع عشر سنوات)، ولكنه سرعان ما يخرج من حالة التباهي ، ليدخل في حالة الإنكسار والقلق والتيه والحيرة ، حينما يتذكر إيجار البيت وفواتير الكهرباء والماء والجوال ، وبقية اعباء وتكاليف الحياة !.
فليحاول كل مسؤل وكل موظف أن يتصور حياة مواطن متقاعد ـــــ مهما صغرت درجته الوظيفية ــــــ لديه أسرة كبيرة ، وبيت مستأجر ودخله 2000شيكل ماذا يفعل بها؟، وكيف يمكن أن تبقى صامدة في جيبه لثلاثة أيام فقط وليس ثلاثين يوما؟!
كل عاقل في هذا العالم يعرف أن هذا الشخص لا يملك ثمن تذكرة الدخول إلى عالمنا الذي نعيش فيه، بل هو متروك ، ملقى على الرف منسي في مستودعات خطط التنمية ، أو تعديل القانون ، أو منحة من فخامة السيد الرئيس ، حيث لا يتذكره أحد إلا في بداية العام لتقديم الحالة الإجتماعية للتأكد من أن أولاده قد أنهوا دراستهم الجامعية ، ليتم حذفهم من قسيمة الراتب ، وأن البنت قد تزوجت حتى يتم خصمها من الراتب ، وكذلك التقدم للقومسيون الطبي ، أو تقديم المستندات المطلوبة ، للتأكد من أن ابنه المريض ، أو إبنته المريضة ، او حتى المعاق منهم قد شفى من المرض ، ليتم رفعه من قسيمة الراتب ، وتقديم مايفيد أن الموظف ، أو زوجته مازلا على قيد الحياة حتى لايتم إغلاق الملف ، وقطع الراتب بالكامل ، وترثة الهيئة العامة للتقاعد .
والمؤسف حقا أن الجهات المسؤولة عن هذا المتقاعد هي أكثر الجهات ممانعةً ومقاومةً لكل خطوة من شأنها تحسين أوضاع المتقاعد الصعبة، ففي احتفالات الوطن بالأعياد الرسمية.. ألا يستحق هؤلاء الذين أعطوا وبنوا قبل أن يُفسِحوا المجال للأجيال ، الذين أتوا من بعدهم ، أن نوفر لهم الحد الأدنى للعيش الكريم.... فقط الحد الأدنى!.. وكل عام وأنتم بخير!
كم اتمنى أن يات بوم 29 نوفمبر/ تشرين ثاني  ، وهو من أعيادنا القومية ، حيث صدر فيه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 67/19 هو قرار صوتت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة في اجتماعها السابع والستين في 29 نوفمبر/ تشرين ثاني  2012، في نفس اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ، بمنح فلسطين صفة دولة غير عضو في الأمم المتحدة، وهذا القرار التاريخي ، يرفع مرتبة ووضعية فلسطين في الأمم المتحدة ، من كيان غير عضو ، إلى دولة غير عضو ، ونأمل في الذكري السنوية المقبلة لهذا اليوم التاريخي ، أن يكون فى يد كل متقاعد تذكرة دخول لهذا العرس الوطنى والا ننساهم .
د.ضياء الخزندار / فلسطين ـ غزة
رئيس قسم جراحة العمود الفقري والعظام ، في مستشفى الشفاء ( سابقاً).
ناشط نقابي ، وعضومجلس إدارة جمعية المتقاعدين الفلسطينيين ــ المحافظات الجنوبية
دولة فلسطين عربية حرة دستور وقانون واحد