دام برس نور قاسم :

تمَّ يوم أمس 17/9/2017 تكريم عدد من الإعلاميين في الوسائل الإعلامية السورية والعربية ضمن مهرجان الصحفيين الأول الذي تُقدّمه كل من وزارة الإعلام واتحاد الصحفيين.

بادرة جميلة لإقامة هذا المهرجان وخاصةً أنه دُعي عدد من الإعلاميين في الوسائل الإعلامية العربية لرصد الواقع في الشارع السوري.

فالإعلام السوري يستحقُّ أن يخصص له مهرجان كهذا، هذا الإعلام الذي استطاع ان يقف بوجه ترساناتٍ إعلامية، وأن يصمد في وجه الإعلام المُعادي، فحربُ سورية كانت إعلامية بامتياز والإعلام المقاوم استطاع تجاوز ولازال يتجاوز هذه الحرب.

كان لدام برس عدد من اللقاءات، حيث كانت البداية مع نائب رئيس اتحاد الصحفيين مصطفى المقداد الذي قال: "هذا المهرجان يتزامن مع الانتصارات العظيمة التي حققها الجيش العربي السوري في أكثر من موقع، وانتصارات أقوى على المستوى السياسي والدبلوماسي الدولي، واتحاد الصحفيين يحاول مواكبة حالة النّصر العامة".

مشيراً إلى أن قدوم صحفيين عرب وأجانب إلى دمشق هو اعتراف منهم بأن الإعلام السوري استطاع أن يصل إلى درجة جيدة ويؤدي دوره كإعلام مقاوم.

ولفتَ إلى أن الإعلام السوري اتصفَّ بمصداقيته وإن لم يكن حيادياً.

وأضاف: "إعلامنا منحاز ولكنه منحاز وملتزم بقضايا الشعب والوطن".  

بدوره أكد المدير الاداري للأمان القابضة السيد سامر اسماعيل - الراعي الألماسي للمهرجان  - بأن أمان القابضة تهدف للتواجد في كافة الفعاليات الوطنية، وأضاف: "اليوم الملتقى الإعلامي الأول هو ملتقى لكافة الإعلاميين المخضرمين والجيل الجديد".

مشيراً إلى أنها فرصة للالتقاء مع القِطَاع الصحافي الذين كانوا مثل جنود المعركة في أرض الميدان، وأيضاً كانوا جنوداً سواءً عبر التلفزيون أو الإذاعات أو المواقع الالكترونية بمهنية وحرِفية عالية.

وفي ختام حديثه وجّه شكره لكافة الوسائل الإعلامية الذين يساهمون في بناء سورية المستقبل.

وكان لدام برس لقاء مع السيد شمس الدين العجلاني والد الشهيد المراسل الإعلامي ثائر العجلاني، ثائر الذي كان له بصمةً لا يمكن أن تُنسى.

قال السيد شمس الدين العجلاني: "هذا البلد امتاز بميزة المقاومة وثقافة المقاومة، وهو جزءٌ لا يتجزأ من إرث سورية، فمن عصورٍ قديمة تعرضت دمشق لغزواتٍ كثيرة وكان أهل سورية بالمرصاد لها، وفي هذه الأزمة الشعب السوري بكافة أطيافه قاوم".

لافتاً إلى أن الإعلام السوري المقاوم قدّم حوالي 59 شهيداً كانوا يقاتلون بالكميرا والقلم.

وأضاف: "ابني المراسل الحربي ثائر العجلاني كان أحد شهداء البلد، بذل روحه للدفاع عن معشوقته دمشق".

بجانبه محمد اللحام رئيس قسم الحريّات في نقابة الصحفيين الفلسطينيين، كان من ضمن المكرّمين في المهرجان، قال: "تكريمنا الحقيقي وجودنا اليوم في دمشق، ونحن كفلسطينيين ممتنين لمواقف سورية التاريخية".

لافتاً إلى أن هذا المهرجان يُعتبر بمثابة رسالة ولفتة للاحتلال وأدوات أمريكا بأن كافة المخططات التي حاولت النَّيل من دمشق وخرابها قد فشلت.

مشيراً إلى أن الحياة تسير في دمشق بشكل طبيعي وأضاف: "مثلما قال محمود درويش على هذه الأرض ما يستحق الحياة".

مؤكداً في ختام حديثه على أنهم كصحفيين سيوصلون رسالة إلى كافة أنحاء العالم بأن دمشق تستحق المؤازرة والإسناد.

وكان من المكرّمين أيضاً السيد حسن شرارة مدير القسم الرياضي في قناة الجديد اللبنانية، هنئته دام برس بتكريمه واستفسرت منه عن نظرته اتجاه دمشق بعد زيارتها وخاصة فيما يتمُّ تداوله عبر الوسائل الإعلامية فأجاب: "إن بلد فيها حرب دائماً ما يُعتقَد بأن الحرب في كل حارة وشارع وكل مكان، نحن في لبنان عشنا حروب ونستطيع التمييز بأن الحرب في مكان والحياة في مكان آخر، وبالفعل رأيت الشام مثلما كنت أتوقعها".

وفي ختام حديثه عبّر عن سعادته لعودة الحياة إلى سورية رويداً رويداً.

بدوره الإعلامي إياد ناصر الذي كان من المكرّمين أيضاً، قال: "منذ زمن كنّا نحلم بأن يكون هنالك يوم إعلامي سوري بتنظيم محلي خاص بنا، وهذا ما نجده اليوم، وأبارك لاتحاد الصحفيين ووزارة الإعلام على هذا المولود الجديد".

لافتاً أن جمالية هذا المؤتمر تكمنُ في اجتماع كافة الزملاء الإعلاميين من مختلف الوسائل سواءً إذاعية أو تلفزيونية او الكترونية، ونرى زملاء لنا من محطّات عربية مثل لبنان، فلسطين، السودان وغيرهم.

وختم حديثه بأمنياته في استمرارية هذا المهرجان كل عام وأ يتطوّر أكثر.

بجانبها الإعلامية رائدة وقّاف أشارت إلى أن هذا المهرجان هي وقفة اتجاه الإعلام السوري الذي عمل بكافة إمكانته لصدّ الهجمة التي تعرّضت لها سورية.

وأضافت: "تنوّعت فعاليات المهرجان ما بين منتدى ومعرض للكتاب الذي هو عطاء الصحفيين من ما قدّموه من كتابات وروايات في هذه المرحلة، وأيضاً الصورة الصحفية التي عبّرت عن لحظات عديدة نعتزُّ بها في وطننا وهي وثيقة للأيام القادمة".

في ختام حديثها عبّرت عن أمنياتها بان يؤسس هذا المهرجان للعديد من المهرجانات التي يكون الاحتفاء فيها بالإعلام السوري المقاوم لأنه يستحق كل الاحترام والتقدير لما قدّمه.

وكان المكرمين أيضاً السيدة بادية الونوس صحفية في جريدة تشرين، تكرّمت عن التحقيق الذي قامت به في موضوع السيارات الحكومية التي تهدرُ ملايين الليرات سنوياً قالت: "هي بادرة جميلة من القائمين على هذا المهرجان ويدفعنا للتحفيز أكثر وأن نتمتع بقدرٍ من المسؤولية في إظهار الحقيقة".

لافتةً ان دور الصحفي الحقيقي هو ليس تلميع صورة المسؤول وإنما إبراز الحقائق.

وعند استفسار دام برس عن النظرة إلى الإعلام المقروء من وجهة نظرها كصحفية منذ 15 سنة هل تبدّلت أم بقيت كما هي، فأجابت: "إن النظرة إلى الإعلام المقروء فيه شيء من الظلم لأن الناس لم تعد تقرأ كما في السابق، ولكن الناس الآن أصبحت أكثر اهتماماً بالوسائل الإعلامية، فسابقاً كانوا يقولون كلام جرائد، أما الآن فالإعلام هو سلاح".

استفسرت دام برس عن النصائح التي تقدّمها للإعلاميين والصحفيين الجدد باعتبارها أصبحت من أهل الخبرة الصحفية أجابت: "أن يتصف بالصبر والتحمّل، فنحن كصحفيين نعمل بإمكانات متواضعة ولكن الذي يعزّينا هو أننا نحقق شيئاً على الصّعيد الشّخصي ونرى صداه في الشارع السوري".

ومن المكرّمين أيضاً آية القحف عن مجموعها العالي في البكلوريا، قالت: هذا التكريم حافز لي، وهو تكريم لوالدي ووالدتي الذين دعموني لأصل إلى هنا".

وعن طموحها بأنها تتمنى أن تثكمل مسيرة والدها ووالدتها في المجال الإعلامي ، آملةً تحقيق التميّز الذي حققوه.