دام برس - غزل الموسى - جبلة

صيف حار حلّ ضيفا ثقيلا على أهالي اللاذقية بما فيه من درجات مرتفعة الحرارة و تقنين كهربائي بات من مسلمات الوضع الطبيعي، إلا أن هذا الموسم حمل معه عطشاً غير معتاد على  اللاذقية و ريفها و تحديداً مدينة جبلة و قراها التي عاشت أسبوعاً كاملاً بلا ماء في أحسن مناطقها حالاً.

فلن ترى أصحاب المحال يروون الأرصفة،  ولن يكون حصولك على كأس الماء البارد بالأمر السهل فقد وصف أحد المواطنين لدام برس الوضع الراهن ساخراً: "إذا بقي الحال على ما هو عليه سوف نرى الماء على "مينيو" المقاهي وسيكون له سعر خاص".

أزمة المياه  ليست جديدة على هذه المنطقة كما قال أبو علاء لدام برس : "منذ أكثر من شهرين لم تصل الماء إلى منزلي كونه بالطابق الخامس، وإذا وصلت تأتي لمدة لا تزيد عن ربع ساعة كل يومين، وحاولتُ أكثر من مرة تقديم شكوى ولا أسمع سوى الجملة ذاتها " ركب متور أقوى " .

أصحاب الأراضي لم يكونوا أحسن حالاً كما بيّن أحد المزارعين في قرية عين شقاق والتي كان لها نصيبها من الظمأ الحاصل : لولا اعتمادنا على  الآبار التي سدت جزءاً كبيراً من احتياجات التربة لكانت الآن خسارتنا كبيرة.

ولم ينتظر التجار طويلاً، حتى بات سعر عبوة المياه (1.5 لتر) 175 أو 200 ل.س مرتفعاً الضعف في بعض المتاجر، فكانت الصهاريج من نصيب من بقي أسبوعاً دون مياه، كما هو الحال في  ناحية "الفيض" التي عانى أهلها من انقطاع الماء، وندرتها في بعض الأحيان و الحل الوحيد كان  أن تشتري المياه لخزان منزلك ب 7000 أو 5000 ل.س  إذا حالفك الحظ "فالتسعيرة"  غير ثابتة على حد تعبير الأهالي.

أما الذي أثار الاستفزاز لدى معظم سكان مدينة جبلة هو المنظر الطبيعي لدفق مياه نبع السن على البحر، في حين لم يشرع أحد لتبرير منطقي عن هذا الانقطاع المتكرر طيلة شهر كامل وصل فيه سوء التقنين إلى الذروة، على الرغم من توفرها من النبع الأغزر في المنطقة، وعلى جهة أخرى أشارت أم ريما في حديثها مع دام برس إلى المسابح الموجودة في المنطقة والتي لم يظهر أنها تضررت من أي انقطاع بالمياه، وعلى حسب قولها " والله شي غريب !! ".

وبعد عدة شكاوى طرحها المواطنين وحملات جالت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لحل أزمة المياه، أوعز محافظ اللاذقية ابراهيم السالم  لمدير المياه المهندس منذر دويبة وفرق الصيانة للدوام في جبلة لحين حل أزمة انقطاع المياه عن المدينة، كما أكد المحافظ على رصد حالات التعدي على الشبكة المائية الغير مشروعة من فلل ومسابح وثقب خط المياه الأساسي والتعديات الكبيرة على الشبكة وخاصة قرب محطات الضخ.

ويبقى سكان المدينة معلقون في قشة الوعود على أمل ألا تطول هذه الحال من فقدان المياه على مدينة ساحلية يتسائل منطقها " وهل يعطش الساقي "؟؟