دام برس – قصي المحمد:

استمع وزيري الصناعة والاقتصاد إلى مشاكل عدد كبير من صناعيي  حلب خلال افتتاح معرض خان الحرير الذي انطلقت فعالياته يوم أمس بمشاركة 87 شركة متخصصة بصناعة الألبسة والنسيج في فندق داما روز بدمشق.

حيث أكّد وزير الصناعة المهندس أحمد الحمو على أنّ وجود الصناعيين الحلبيين اليوم في دمشق وإقامة المعرض يعكس قدرتهم وإصرارهم على الاستمرار بالعمل والإنتاج بالرغم من كل الصعوبات الكبيرة  التي يتعرضون لها في حلب نتيجة الازمة والحرب التي تعرضت لها المدينة وما طال البنية التحتية للصناعة في حلب من تدمير على يد الإرهابيين والمخربين.

وخلال حديثه بيّن الحمو أنّ الحكومة جادة في حل المشكلات التي تواجه الصناعيين وتنفيذ مطالبهم واتخاذ كل الاجراءات الممكنة لتأمين كل مستلزمات الانتاج وخاصة الوقود والكهرباء التي تتحسن تدريجياً في سورية وخاصة ما سيتم العمل عليه لتأمينها لمحافظة حلب التي انقطعت فيها الكهرباء من سنوات عدّة.

ومن جانبه قال وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور أديب ميالة: إن إقامة  المعرض يقدم رسالة واضحة للجميع على صمود الصناعيين وخاصة صناعيي حلب الذين جاءوا إلى دمشق ليقدموا افضل منتجاتهم ويروجوا لها داخلياً وخارجياً.

وبالنسبة للمشاكل التي طرحت، بيّن ميالة أنّ الحكومة متفهمة للمشكلات التي يواجهها الصناعيون بحلب وتبذل ما بوسعها من أجل حلها، لافتاً إلى الاجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة لتوفير الخدمات اللازمة واعادة تأهيل البنية التحتية اللازمة للصناعة، وهناك امكانيات ونقوم باستخدام كل ما نملكه من قدرات مما أدى إلى انخفاض المحروقات و زيادة الكهرباء.

وأشار رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية ورئيس غرفة صناعة حلب النائب فارس الشهابي إلى الاقبال الكبير من الصناعيين المشاركين في المعرض بدورته الجديدة يؤكّد استمرار الصناعة الحلبية، لافتاً إلى وجود ما يقارب 200 صناعي آخرين كانوا يرغبون بالمشاركة إلا أن ضيق المساحة لم يسمح لهم بذلك،  معرباً عن امله الكبير بزيادة عدد المشاركين في الدورة القادمة وذلك لإتاحة الفرصة لهم للترويج لمنتجاتهم بالشكل الذي يرغبونه.

بدوره أشار مدير عام هيئة دعم الصادرات المهدي الدالي أن الهيئة مستمرة بدعم الصناعة الوطنية وتشجيعها والترويج لها بهدف فتح أسواق تصديرية عبر دعم المعارض داخلياً وخارجياً موضحاً أن الهيئة تكلفت بكل مصاريف تنظيم هذه الدورة من المعرض دعماً لصناعيي حلب الذين استمروا طوال سنوات الازمة بالإنتاج وبأفضل المواصفات والجودة العالية وأعادوا عجلة الانتاج الصناعي الى الدوران ليثبوا أن مدينتهم حلب ما زالت عاصمة للصناعة السورية.

وخلال تغطية إعمار برس لفعاليات المعرض اجتمعت مطالب الصناعيين على شيء رئيسي من الحكومة وهو تأمين الكهرباء لهم بالدرجة الأولى بالإضافة إلى الآخذ بعين الاعتبار بعض التسهيلات التي يمكن أن تساعد على زيادة أنتاجهم والمطالبة بتشكيل لجنة من الصناعيين هدفها متابعة ما يتم تخصيصه للصناعة الحلبية وتسيير أمور الصناعيين في حلب. . وفي لقاء مع  المهندس خلدون الموقع رئيس تجمع رجال الأعمال السوري - المصري بيّن أنّ استمرارية المعرض اليوم دليل كبير جداً على التعافي الصناعة السورية، وخاصة الحلبية منها بعد المعاناة الكبيرة التي تعرضت لها المدينة، مؤكّداً على ضرورة تقديم الدعم الكبير للصناعيين في حلب، وقال الموقع: "من خلال حديثنا مع وزيري الصناعة والاقتصاد رأينا أنّ هناك تجاوب كبير من الحكومة لدعم الصناعيين، ولكن نتمنى أن يجسد الحديث على أرض الواقع لأن دعم الصناعيين في محافظة حلب هو بداية استقطاب لكل الصناعيين في الخارج  واليوم لا يمكن لنا كصناعيين ورجال أعمال في الخارج أن نعود إلى سورية، وبالمقابل الصناعيون في حلب أمورهم غير ميسّرة.

وأضاف الموقع، اليوم نحن في سورية كصناعيين لم نطرح مطالب لكن نحن شركاء وليس زوار للمعرض، وما نطرحه هو حق، أي تخصيص كميات محددة لمنطقة الصناعية بحلب وخاصة من المحروقات لأن تأمين هذا يؤدي إلى تحقيق استقرار العملية الانتاجية.

وقال مدير شركة العطاء للشحن الدولي حسن عجم: "نحن اليوم كشركة نقل نعتبر  نقطة وصل هامة بين الصناعي والتاجر القادم من أي محافظة أو من دولة أخرى سواء من شحن أو تخليص جمركي واجازات استيراد ولدينا فروع في معظم المحافظات السورية، بالإضافة إلى ذلك لدينا فروع في عدد من الدول  بمصر ولبنان ودبي وقريباً سيتم افتتاح فروع أخر في بغداد وتركيا، مبيناً أنّ العمل اليوم لا يمكن أن يخلوا من المشاكل ودائماً نطلب من الحكومة تسهيلات وخاصة اجازات الاستيراد.

وأشار الصناعي نعمان برادعي "شركة المسار الجديد" إلى أن الزيادة الكبير لعدد العارضين من الصناعيين حيث وصل عددهم بزيادة ما يقارب 25 شركة عن العام الماضي ، موضحاً أنّ وجودهم اليوم في المعرض هو رسالة للجميع ومؤكّداً أنّ الغابة ليست البيع لأن الصناعي لديه زبائنه ولكن بالحقيقة لا يوجد بضائع في حلب لعدم توفر البنية التحتية للإنتاج وقلة اليد العاملة ورغم ذلك ما زالت الأسعار هي  الأرخص ونأمل من الحكومة أن تؤمن الكهرباء والأمان ولا نطالب بتعويضات ، نريد أن يعتبروا حلب مدينة منكوبة فقط.

وبالنسبة للفواتير الكهربائية هي قال برادعي: "فرضت علينا فواتير كبيرة جداً ولا نملك ما يمكن أن ندفعه وهي مبالغ كبيرة جدً للمنازل والمعامل التي هي تحت الانقاذ .. متسائلاً: لا نعرف حقيقة لماذا حلب مهمشة!!".

مدير شركة باربي توب الصناعي حسين نجار أشار إلى أنّ  الصناعة الحلبية مستمرة ومن دون كهرباء وكان الاعتماد على الأمبيرات ذات التكلفة العالية، قائلاً:  نحن كصناعيين في حلب نعمل ضمن ورشات لو تتوفر لها الطاقة الكهربائية لزادت الكميات المعروضة يشكل أكبر وكانت الاسعار أقل بكثير،  لافتاً إلى حالة ارتياح حديث الوزراء حول وعودهم بتأمين الكهرباء والمحروقات للصناعيين بحلب.

وقال طاهر تاج الدين من شركة "سنتر مكي": إن إقامة المعرض لها أهمية كبية حقيقة وتأتي هذه الأهمية اليوم في ظل الظروف الحالية والخدمات المتدنية التي تعيشها حلب، ورغم المعاناة اليوم نحن كصناعيين نثبت وجودنا في حلب  ونعتبر المنافسة هي سبب مهم ورئيسي لوجودنا وما نلاحظه من انخفاض في اسعار صناعات الألبسة الحلبية عن غيرها من المحافظات، ولكن مشكلتنا هي الكهرباء  وتأمين الكهرباء يؤدي إلى انخفاض الأسعر إلى 20%.

وفي لقاء اخير مع الصناعي فاضل علون من شركة آلاء للألبسة قال إ،ّ وجودنا اليوم حقيقة هو لكسب زبائن جدد غير المعتادين لأن ظروف حلب التي تمر بها أدت إلى خسارتنا عدد كبير من الزبائن واليوم نحن بحاجة إلى زبون جديد لتامين منفذ لبيع المنتجات وخاصة إذا وصل الدعم للصناعة الحلبية.

حضر افتتاح معرض خان الحرير للأزياء والأقمشة ومستلزمات الإنتاج ربيع وصيف 2017 في دورته الثالثة الذي تنظمه غرفة صناعة حلب برعاية وزارتي الصناعة والاقتصاد والتجارة الخارجية وبدعم من هيئة دعم وتنمية الإنتاج المحلي وترويج الصادرات كلاً من رئيس مجلس ادارة غرفة صناعة دمشق وريفها سامر الدبس وعدد من معاوني الوزراء والصناعيين ورجال الأعمال وممثلي السفارات المعتمدة في دمشق وحشد كبير من الإعلامينن.