دام برس - غزل الموسى - اللاذقية :
لطالما شكلت معظم الأحياء غير المرخصة مشكلة كبيرة سواء من ناحية الخدمات أو البنى التحتية أو من ناحية التعاملات القانونية، فلا عقد استملاك قانوني ولا إيجار حسب العادة، حي الرميلة الواقع في مدينة جبلة كان أحد هذه الأحياء التي غاب عنها التنظيم و عانى أهلها ليس من سوء الخدمات فحسب، بل و عدم قدرتهم على التصرف بمنازلهم لغياب ما يثبت ملكيتها، كونها عقارات تتبع بالملكية لوزارة الأوقاف ، وانتظروا طيلة 40 عاما ما تم الاتفاق عليه يوم السبت 18/2/2017، فبتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد تم توقيع وثيقة تنازل وزارة الأوقاف عن عقارات هذا الحي إلى وزارة الإدارة المحلية والبيئة و البالغ عددها 38 عقار بمساحة تقدر ب341 دنماً والتي كانت مشغولة – كما ورد بمذكرة التفاهم الإطارية بين الوزارتين–  بطريقة وضع اليد منذ عقود من قبل أكثر من خمسة آلاف مواطن من أهالي المنطقة،  و جلهم من  ذوي الشهداء.
و ضمن إطار هذا الاتفاق عقد يوم الثلاثاء 28 شباط/فبراير اجتماع في مبنى محافظة اللاذقية وجه من خلاله محافظ اللاذقية ابراهيم خضر السالم اللجان المسؤولة عن تنفيذ نقل ملكية العقارات للعمل بوتيرة سريعة و بشكل يترجم هذه المكرمة على أرض الواقع، وقد وضح السالم لدام برس بعد نهاية الاجتماع أنه تم تكليف جميع الدوائر أصحاب العلاقة من مجلس مدينة جبلة إلى المصالح العقارية و الخدمات الفنية وغيرها من الدوائر التي لها علاقة بما يلي المرحلة الأولى من العمل، حيث وجهت هذه اللجان بالعمل الحثيث لتنفيذ هذه المذكرة بأقرب وقت ممكن، و أضاف : سيكون العمل في البداية بين مجلس مدينة جبلة وشعبة أوقاف جبلة حتى تتم نقل الملكية وفيما بعد تنتقل المهمة إلى باقي الدوائر لتعمل وفق الضوابط والقوانين الناظمة.
ولكن نقل ملكية هذا الحي فتح باباً ضخماً أمام واقع خدمي لطالما اشتكى منه قاطنو الحي، وكان أحد أبرز هذه المشاكل هي تعبيد الشوارع التي باتت تتحول إلى مستنقعات وخاصة في فصل الشتاء، الأمر الذي نوه له مختار حي الرميلة علي إحسان في حديثه لدام برس وأضاف: إن المخطط  التنظيمي السابق للحي شمل أراضي الأوقاف وجزء بسيط من أراضي الملك، وطالبنا لأكثر من مرة بتوسيع المخطط التنظيمي لحي الرميلة على أن تعمل اللجان الحالية على هذا الموضوع.
وعن الواقع الخدمي وضح إحسان لدام برس إن أي عطل في الواقع الخدمي سواء كهرباء أو صرف صحي تحمّل كلفة إصلاحه على الأهالي كون البلدية غير مالكة في الحي.

و أكمل حديثه قائلاً : نأمل بعد هذه المكرمة التي جاءت من السيد الرئيس أن تنتهي هذه المشكلات التي واجهت أهالي الحي، من دعوات الإخلاء التي كانت توجه إليهم،فقد اختصر نقل الملكية عناء عشرات السنين، وقد لمسنا عمل جدي من اللجان وإسراع لإتمام الإجراءات.
كما التقت دام برس مع العديد من المواطنين قاطني الحي، الذين عبروا عن أمتنانهم الكبير تجاه الخطوات التي بدأت تأخذ مجراها من نقل ملكية العقارات، آملين أن تكتمل بنظر المعنيين إلى الواقع الخدمي المتردي للحي، وألا يسدل الستار على شكاواهم التي انتظرت طويلاً إلى من يصغي لها.