دام برس - منى دياب :
خمس سنوات من الدمار والقتل والتشرد تعصف بلدنا سوريا،، لا سيما انها ازمة من اكبر الازمات التي مرت في التاريخ واكثرها شناعةً ! من وحشية وقتل وتفجيرات شملت كل بقعة من الاراضي السورية! طالت اثارها الكبير والصغير.. الطالب والعامل.. وكل فئات المجتمع كما انها دمرت جيل سوريا المستقبل !! فهل يمكن اعادة تأهيلهم من جديد و محاولة اقتلاع افكار القتل ومشاهد الدماء التي رأوها وعاشوها من مخيلتهم ..؟
في المناطق الساخنة يومياً هناك أم تلد اطفالاً وسط جو من العنف ونقص بكافة المستلزمات لادنى متطلبات الحياة.. اما على صعيد طفولة هذه الاولاد فيعيشونها بين الرصاص والبارود والمدافع التي تهدد ارواحهم وارواح عوائلهم .. ليكبر هؤلاء الاطفال ويبدأون بحمل السلاح ربما كلعبةٍ يلعبون فيها بين بعضهم متجاوزين القانون الدولي والمبادئ الانسانية التي لم نعد نعرفها في سوريا!! فلا قانون يردع ولا دولة قادرة على منع ذلك والاهتمام بالطفل! والاهالي منشغلين في تأمينهم للطعام والشراب من اجل ضمان الاستمرارية فقط!! يكبر هؤلاء الاطفال بعيداً عن جو المدرسة ..حيث اصبحت المدارس في هذه المناطق الساخنة مقر لاطراف النزاع و مكان انطلاق لمدافعهم!
وسط هذه النشأة الخاطئة نحن نملك اليوم جيل كامل أُمّي ! جيل يسعى منذ ولادته ليجلب له ولاسرته المال! فكثرت ظاهرة التسول حيث اجتاحت غالبية الاحياء في المناطق السورية.. فلا يمكن ان نعبر طريق وسط العاصمة دمشق او اية محافظة اخرى دون ان نرى عدد من الاطفال يتسولون ويركضون خلف السيارات طالبين المال ولم يقتصر الامر على الاطفال انما ايضاً الرُّضَّع حديثي الولادة يشاركون في عملية التسول من خلال والدتهم التي تحاول ان تجلب شفقة الكثيرين بحملها لرضيعها معتقدة ان بهذه الطريقة يمكنها جلب مال اكثر..
نجد ان المستقبل المجهول بانتظار الاف الاطفال السوريين اليوم فمن المسؤول عن ذلك !! وعلى من نلقي اللوم؟
فبعد ان احرقوا مستقبل اطفالنا هل سيزهر من جديد ؟