Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 06 حزيران 2024   الساعة 21:23:45
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
دام برس تواكب عودة مخطوفي عدرا العمالية .. فماذا طلبوا ؟

دام برس ـ سهى سليمان ـ طرطوس :
التاريخ: 11 كانون الأول 2013 المكان: عدرا العمالية ... من يستطيع أن ينسى، تاريخ محفور في ذاكرة القاصي والداني، حيث اجتمع الطغاة وأفرغوا كل حقدهم، عوائل ذُبحت، وبعضها خُطفت، ومنها أُحرقت، وبيوت نُهبت ودُمرت، ومن تبقى تهجر منفياً في الصحراء.
اليوم وبعد ثلاث سنوات من المعاناة والقهر، إحدى العوائل المخطوفة تعود إلى ربوع قريتها، لتعلن بداية حياة جديدة متناسية كلّ المآسي والعذاب والحزن، على أمل خروج ربّ العائلة الذي ما زال قيد الأسر في سجون الإرهابيين.
السيد المهندس زهير محمود علي من قرية برمانة المشايخ، وابنته مريم، وزوجته السيدة نجود حرفوش من قرية حمام قنية التابعة لمحافظة طرطوس والطفل محمود.. خطفوا جميعاً في ذلك التاريخ، فعادوا باستثناء الأب.
مؤسسة "دام برس" الإعلامية واكبت عودتهم، وشاركت أهلهم الفرحة مهنئة إياهم بالسلامة، حيث تكرموا باستقبالنا، فتشرفنا بلقائهم وتحاورنا معهم حول سنوات لخصوها ببضع كلمات.


ابتسامة نجود: شوكة في حلق الحاقدين
من بعيد نظرنا إلى السيدة نجود حرفوش وهي تصافح المهنئين متعرفة عليهم.. كلّ واحد باسمه، لم تُنسِها تلك السنوات الثلاث أقاربها وأصدقائها، حتى أنها صافحتنا مرحبة بنا دون معرفة سابقة.. كانت دموع الجميع حاضرة في حين كانت ابتسامة نجود هي الأقوى والأقدر تعبيراً على تلك الصلابة والقوة والعزيمة التي لم ولن تلين.
بدأت حديثها بالدعاء لزوجها (أبو سامر ـ المهندس زهير علي) بالخروج قريباً وتمنت لو كان معها لتكتمل فرحتها، موضحة أنه الحمد الله رغم كل القهر والمعاناة لكنها تلقت معاملة هي وعائلتها لا بأس بها، في حين عوائل أخرى نالت جزءاً كبيراً من الجلد والتعذيب وخاصة بعد مقتل الإرهابي زهران علوش.
وتابعت بشرح تفاصيل كثيرة منذ دخول المسلحين إلى عدرا حيث تمّ أسرهم وبقوا فيها مدة تجاوزت خمسة أشهر ثم تم نقلهم إلى أمكنة أخرى في الغوطة الشرقية، وبعد عناء طويل تمكنت من التواصل مع زوجها الذي التقته مع أولادها ومن ثم افترقوا كلّ إلى مكان.
الحياة التعليمية حاضرة ضمن الأسر
وأشارت إلى أنه تمّ خطفهم مرات عدة من قبل الإرهابيين بعد هجوم كانوا ينفذوه على أماكن تواجدنا، ليتم سوقهم إلى أماكن أخرى، (بين دوما ومسرابا وعربين وعين ترما ومناطق عدة في الغوطة الشرقية).
وضمن الأسر ذكرت أنهم حاولوا ممارسة حياتهم بشكلها الطبيعي، وخاصة التعليمية حيث قاموا بتعليم أطفال المخطوفين كما قاموا بتعليم أطفال المسلحين أيضاً، مؤكدة أن بعض المجموعات الإرهابية كانت ترفض التعليم وتعمل على غسل دماغهم وإدخال مفهوم الجهاد والحوريات.
وفي رسالة لأهالي المخطوفين طمأنتهم وشجعتهم على الصبر على أمل خروج مخطوفيهم، ومؤكدة على أن هناك دفعة جديدة من الرجال والشباب ستخرج بإذن الله قريباً، كما شكرت جميع الجهات والأطراف التي ساهمت بإتمام عملية التبادل بين النساء والأطفال، موضحة أنه تم اللقاء مع نساء المسلحين الذين كانوا فرحين بعودتهم كعودتنا إلى أهلنا.
مريم: تريد متابعة دراستها الجامعية
"مريم علي" ذات الـ 25 ربيعاً، زهرة نضرة، تفوح منها رائحة الطهارة، حدثتنا بثبات وبنصر، بعد أن شعرنا بأن أسئلتنا خجلة من طلاقة كلامها وتعابيرها:
بدأت حديثها بأن تلك السنوات التي قضتها تحت وطأة العذاب والألم فداء لشعب سورية، فداء لجميع الشرفاء، معبرة عن حزنها ببقاء والدها تحت الأسر داعية له بالعودة القريبة والسالمة.
وتابعت شجونها أنها كانت في السنة الرابعة من دراستها الجامعية ـ اختصاص أدب إنكليزي، ولم تستطع تقديم أية مادة في تلك السنة، والآن تتمنى أن تسنح لها الفرصة لتعود لدراستها ،وتمنت من الجهات المعنية مساعدتها .
وبيّنت أنها ساهمت في إعطاء الدروس (الإنكليزية ـ رياضيات) لأهالي المخطوفين ولأهالي المسلحين أيضاً على حدّ سواء، موضحة أن ذلك كان يتمّ بشكل منفصل من حيث المكان فقط.
كما دعت الجهات المعنية للإسراع في المبادلات لإخراج جميع المخطوفين، خوفاً من استشهاد البعض تحت التعذيب أو بسبب الأعمال الشاقة في حفر الأنفاق، شاكرة جميع من ساهم بإتمام عملية التبادل من جميع الأطراف.
العائلة: المصالحة ضرورية ونتمنى العودة للجميع
أما السيد أمين محمود علي شقيق المخطوف (زهير) فقد ذكر أنه والحمد الله بعد زمن طويل من المعاناة والخطف من قبل المسلحين في الغوطة الشرقية تم الإفراج عن عائلة شقيقه ضمن مبادلة ومصالحة في المنطقة، متمنياً العودة السالمة لشقيقه في القريب العاجل.


وأضاف أن المعلومات كانت غير واضحة في البداية بعد أن تم خطفهم عن مكان تواجدهم في دوما أو عين ترما أو عربين، لكن الحمد الله كنا نتواصل معهم من حين لآخر وهذا ما أشعرنا بالكثير من الأمان والأمل.
وأشار إلى أن العائلة (الزوج والزوجة والولدين) تم خطفهما من عدرا العمالية، بعد أن هجم عليها الإرهابيون وكان عمر ابن أخي محمود ثلاث سنوات والآن أصبح عمره ست سنين.
وتطرق إلى أهمية المفاوضات والمصالحات التي تجري الآن في أغلب المناطق مؤكداً ضرورة إنجازها وخاصة أنه تم إخراج عشرات النساء والأطفال على أمل خروج باقي المخطوفين بإذن الله.
ووجه كلمة إلى أهالي المفقودين مطمئناً إياهم بعودة أبنائهم بفضل وقوف الدولة وتنفيذها توجيهات السيد الرئيس بشار الأسد، مشدداً على أن المصالحة ضرورية وبناءة في الكثير من الأحيان والأمور إنشاء الله نحو الأفضل.
وفي حديث مع إحدى أهالي القرية ومن أقارب المحررين، عبرت عن فرحتها الكبيرة بعودتهم، متمنية عودة جميع المفقودين والغائبين عن أهلهم إلى ديارهم سالمين غانمين.


كما دعت من الله تعالى أن يلهم الصبر لأهالي الشهداء والنصر القريب والعاجل للجيش العربي السوري.
في الختام شكرت السيدة نجود وابنتها مريم مؤسسة "دام برس" الإعلامية زيارتها وتمنت لها التوفيق في عملها، ونحن بدورنا نشكر الجميع على حسن ضيافتهم واستقبالهم، ونشاركهم فرحتهم الكبيرة، داعين الله تعالى الفرج القريب وعودة جميع المخطوفين بخير وسلامة.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz