Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 31 تشرين أول 2024   الساعة 20:00:17
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
على نهج الشهيد نربي الأجيال، جمعية الجوبة تكرم شهداءها

دام برس ـ طرطوس ـ سهى سليمان

لأن الشهيد ضوء الصبح، والشهادة سنابل قمح، لأن الرجال وعدوا ووفوا، وقدموا أرواحهم لأجل قضية محقة، وأكدوا للجميع أن سورية هي بلد الفخر والكرامة والعزة، وجعلوا من دمائهم منارة للنصر القريب.

لأجل ذلك وأكثر، وتقديراً لما قدم الشهداء من عطاء، نظمت جمعية جوبة مجبر الخيرية في طرطوس حفلاً تكريمياً لعدد من أسر الشهداء في المنطقة، بمشاركة عدد كبير من مدارس القرية (فادي علي، عيسى إبراهيم، علاء رجب سليمان)، وحضور رسمي وشعبي كبير، وقد حضر فريق "دام برس" الحفل بدعوة كريمة من الجمعية.

الشهداء هم القادة، وسيف مغروس في صدر الأعداء

بدأ الحفل بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء الأبرار، مدنيين وعسكريين، تلاه النشيد العربي السوري، ومن ثم بدأت فعاليات الحفل بعرض مسرحي عن الشهيد، وعرض فيلم وثائقي عن شهداء المنطقة، كما ألقيت بعض الكلمات التي أكدت أن الشهداء سيبقون سيف النصر المغروس في صدر الأعداء، وأن راية الحق ستبقى خفاقة عالية، مشددة على المكانة العالية للشهداء، وأنهم القادة والبوصلة التي تدل الأجيال على الطريق الصحيح، ويستلهمون منهم الإيمان وروح الفداء والشجاعة لعظمة تضحيتهم في سبل الوطن.

بدورهم مجموعة من أطفال الشهداء ألقوا قصائد عدة عن الوطن والشهادة عبّروا فيها عن إيمانهم بالنصر الذي سيحققه تضحيات الجيش ونضالاته ضد الإرهاب، وأن الشهداء هم في درجات عليا عند ربهم، ولهم مكانة راقية لا تعلوها مكانة.

وفي ختام الحفل كرّمت الجمعية عدداً من أهالي الشهداء الذين استشهدوا في الفترة الأخيرة، بدرع تكريمي نقش عليه أسماء الشهداء المكرمين.

السيد عبد الله محمد علي رئيس جمعية شهداء جوبة مجبر الخيرية، تحدث أن الجمعية تأسست في 10 تموز 2014، بهدف تقديم المساعدة والعون لذوي الشهداء والجرحى وأهالي المفقودين، مضيفاً أنه وبمناسبة عيد الشهداء وتقديراً لتضحياتهم أقامت الجمعية هذا الحفل التكريمي لعدد من الشهداء الذين قضوا أثناء معارك على أرض الوطن.

وبيّن أنه مهما قدموا لذوي الشهداء سيبقون مقصرين تجاههم، لعظمة تضحيتهم، موضحاً أن الجمعية ستقدم لكلّ عائلة شهيد درع تكريمي باسم الشهيد.

إبداع طفولي في عرض مسرحي عن الشهادة

وأدى مجموعة من الأطفال أدواراً غاية في الدقة والإتقان، من خلال تقديمهم مسرحية تتحدث عن شاب اسمه (أحمد) يطلب لتأدية واجبه الوطني، ورغم حزن والدته لهذا الأمر لكنها تساعده في حزم أغراضه الخاصة، ومن ثم تودعه، بعد أن يوصي الولد أخوه الآخر بوالدته وأن يكون حريصاً عليها.

وبعد حين يتم عرض تمثيل لمعركة بين الجيش والمسلحين، يستشهد (أحمد) على إثرها، ويأتي مجموعة من رفاق السلاح ويسلمون الأم البذة العسكرية لولدها، في دلالة على استشهاده، حينها تصرخ الأم، في حين يخبرها رفاقه أنه كان سعيداً في آخر لحظاته لأنه قاتل بكل استبسال، ثم يزف الشهيد ملفوفاً بالعلم السوري، وبعدها يأتي مجموعة من الفتيات لتقديم واجب العزاء والمباركة في الوقت نفسه لأم الشهيد لمنحها القليل من الصبر.

مؤسسة "دام برس" التقت ببعض مؤدي الأدوار، وكانت لهم هذه الكلمات النابعة من قلوب بريئة صادقة:

سورية قلعةٌ مسيجةٌ بدماءِ شهدائها

قامت بدور أم الشهيد الطفلة نتالي عمران، التي تحدثت أن الشهادة قيمة نبيلة وعالية، وتمنحنا قوة وصموداً عاليين، وأن الشهداء نجوم تضيء لنا الطريق، وبتضحيات الشهداء ودمائهم ستكون سورية قلعة حصينة، مشددة على أن بإرادة الشعب وقوته ووقوفه إلى جانب الجيش السوري سنحقق النصر القريب إنشاء الله.

وعن دورها في المسرحية ذكرت أنها سعيدة بهذا الدور واستطاعت تأديته بشكل جيد، لأنها عاصرت حزن وألم أمهات الشهداء اللواتي فقدن أولادهن.

الشهيد عاهد وطنه وصدق وعده

أما الطفل أحمد وسيم حسن والذي كان يمثل دور الشهيد أكد أنه اختار هذا الدور إيماناً بعظمة الشهادة وقيمها النبيلة، وتقديراً لتضحياتهم في الدفاع عن الوطن، مضيفاً أن الشهيد عاهد وطنه وصدق وعده، ولولا وفاء الشهداء لن نستطيع أن نعيش بأمان.

كما ذكر أن الشهداء أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر، وهم مكرمون عند الله سبحانه وتعالى.

الشهادة عمل وطني وقيمتها عالية جداً

وشاركت مجموعة من الفتيات بدور المعزيات لأم الشهيد، اللواتي ذكرن أن الشهادة عمل وطني سامٍ، وكل شخص يضحي بدمه في سبل الوطن هو شهيد، أما الشخص الذي يقتل أخيه السوري فهو كافر.

وأشرن إلى أهمية دورهن في المسرحية الذي ينبع من إحساسهن بأم الشهيد وحزنها على ولدها، إضافة إلى منح أم الشهيد الصبر والسلوان من خلال مواساتها وتقديم المباركة لها باستشهاد ابنها، وتذكيرها بمحاسن الشهيد وقيمته عند رب العالمين، والتركيز على ذكر الله دائماً والدعوة له بالرحمة.

أعلى قيمة التضحية هي الشهادة

وقامت جمعية الجوبة الخيرية في ختام الحفل بتكريم عدد من شهداء القرية الذين قضوا أثناء دفاعهم عن الوطن في ريف دمشق ودير الزور وريف حماة.

والدة ووالد الشهيد علي عبد الكريم عبود الذي استشهد في مورك بريف حماة في شهر تشرين الثاني 2015، تحدثا أن الشهادة في سبيل الوطن هي من أعظم القيم، وهي الحياة الكريمة، حياة الفخر والخلود التي يتمناها كل شخص.

وعن أهمية هذا التكريم أوضحا أنهما سعيدان به، لما له من تأثير إيجابي في مدهما بالصبر والقوة، كما قدما الشكر للجمعية ولجميع القائمين على هذا التكريم.

أما زوجة الشهيد علام أحمد عمران والذي استشهد في جوبر بدمشق، عبّرت عن سعادتها بهذا التكريم، مؤكدة أنها فخورة باستشهاد زوجها، الذي رفع رأسها عالياً.

وأشارت إلى أن الشهادة في سبيلِ الوطن هي أعلى قيمة للتضحية، موجهة تحية إجلال وتقدير للجيش السوري، وداعية من الله تعالى أن يحقق النصر القريب.

زرع مبادئ وقيم الشهادة في نفوس الأولاد

وبكلمات ملؤها الحزن والفخر تحدث والدا الشهيد أحمد سعد عبود الذي استشهد مع ابن عمه في مورك بريف حماة، أن هذا التكريم يمثّل خطوة تشعرهما بالفخر أمام الآخرين، مؤكدين أنهما  فقدانهما لولدهم أعطاهما القوة والصبر لإيمانهم بالله تعالى.

ووجها الشكر والتقدير للجمعية على هذا التكريم الذي أسعدهما، كما ترحما على أرواح شهداء سورية وتمنيا الشفاء العاجل للجرحى وعودة جميع المخطوفين لأهلهم.

بدورها قالت أم الشهيد علي معين علي أن رجال الجيش السوري يسطرون أروع الملاحم البطولية، وبتضحياتهم سيتحقق النصر إنشاء الله، مشيرة إلى أن واجب الأمهات أن يزرعن في نفس أولادهن كلّ مبادئ وقيم الشهادة.

كما عبرت عن تقديرها للجمعية الخيرية وقدمت لها الشكر على هذه المبادرة، التي تدل على الاهتمام بذوي الشهداء.

الشهادة رسالة وحبّ وتضحية

وتابعنا رحلتنا في رحاب الشهداء، لنلتقي أسرة الشهيد المعلم وفيق محمد خليل الذي استشهد في البغيلية بدير الزور، وقد عجزت والدة الشهيد عن الحديث بعد أن فاضت عيناها بالدمع، فيما قال شقيق الشهيد أنه كان معلماً ومربياً فاضلاً، علم تلاميذه حب الوطن، وقدم مثالاً واضحاً عن التضحية والفداء، من خلال تأدية واجبه الوطني على أرض المعركة.

وعبّر عن فخره بشهادة شقيقه مؤكداً أن الموت من أجل قضية وطن هو قيمة نبيلة وعالية، والتضحية في سبيل إعلاء هذه القضية هو واجب كل مواطن شريف.

وفي الختام مؤسسة "دام برس" الإعلامية إذ تتوجه بالشكر لجميع القائمين على هذا الحفل التكريمي، فإنها تقدم التحية لصبر أمهات الشهداء، وتنحني أمام قوة وجلد أباء الشهداء، داعية من الله تعالى أن يرحمه برحمته ويسكنه فسيح جنانه، وبالشفاء العاجل للمصابين وعودة جميع المخطوفين.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz