دام برس - بلال سلطيين :

عاد الهدوء إلى القامشلي بعد ليلة دامية شهدت قتالاً بالأسلحة الخفيفة والثقيلة داخل المدينة وسيطرة من قبل قوات الاسايش مدعومة بوحدات الحماية الكردية على مباني حكومية على رأسها السجن الحكومي في المدينة التي تشهد تنوعاً فسيفسائياً بين مختلف المكونات العربية والكردية والسريانية والآشورية ... إلخ.

الهدوء عاد بعد ساعات من وصول وفد رفيع المستوى من دمشق إلى القامشلي ضم مسؤولاً أمنياً وآخر حزبياً على أعلى مستوى، وقد اجتمع الوفد مع الوجهاء وممثلين عن الأسايش والدفاع الوطني إضافة للمسؤوليين الحكوميين في الحسكة وذلك في مطار القامشلي.

وشهد الاجتماع بحسب ماعلمت دام برس من مصادرها الخاصة مشادات كلامية بين الأطراف المجتمعة تعكس حجم الخلافات على الأرض وحرارة الصدام الذي جرى، قبل أن يصل الجميع الى اتفاق وقف اطلاق النار وتجنيب القامشلي المزيد من الدماء بعد سقوط عشرات الضحايا من مختلف الأطراف، وقد حرص الوفد على تخفيف الاحتقان وسحب الذرائع لمنع وقوع المزيد من الضحايا.

كما علمت دام برس من مصادر خاصة أن روسيا تدخلت بقوة لفرض وقف اطلاق النار وضغطت على وحدات الحماية والاسايش حتى يتم  اقرار وقف اطلاق النار الذي بدأ فعلياً في الساعة الثالثة ظهراً لكن سبقه هدوء بدأ في الثانية عشرة ظهراً.

وقد عادت الحياة بشكل طبيعي للقامشلي في ساعات المساء وفتحت بعض الصيدليات والمحال الغذائية وتجول الناس في الشوارع بعد أن كانت المدينة قد تحولت إلى مدينة أشباح منذ بعد ظهر يوم الاربعاء الماضي.

وبحسب المصادر فإن الاشتباكات بدأت بعد خلاف بين الدفاع الوطني والأسايش تطور الى إطلاق رصاص  ودارت على اثره معارك ضارية بين الطرفين وعلى الرغم من أن الجيش العربي السوري لم يكن طرفاً في الاشتباكات إلا أنه تم استهداف المربع الأمني بقذائف الهاون وتم الرد على مصادر القذائف.

وقد سقط العديد من الضحايا من المدنيين واعتقل العشرات من قبل الطرفين قبل أن يتم اطلاق سراح معظمهم بناء على الاتفاق الذي حصل وهو اتفاق وقف اطلاق نار على شكل هدنة على أن تعود الأمور إلى ماكانت عليه قبل 20 نيسان 2016 أي قبل الاشتباكات.

جدير بالذكر أن  الاشتباكات رافقها تجييش كبير عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من قبل ناشطين اعلاميين انفصاليين ما كان ينعكس على الواقع بالميدان بحسب مصادر محلية في القامشلي، وقد أسفر ذلك عن خلافات بين العرب والكرد في قوات سورية الديمقراطية حيث اعتزلت العشائر العربية القتال وانحاز بعضها للدفاع الوطني.