دام برس – قصي المحمد :
تحت رعاية الدكتور محمد عامر  المارديني  وزارة التعليم العالي أقيم الخميس المصادف لــ 14 / 4 / 2016 لقاء حواري عن الموت الدماغي والتبرع بالأعضاء "قانونيا وشرعيا وطبيا" في مشفى الأسد الجامعي.
وخلال ذلك أكّد راعي اللقاء "الدكتور المارديني" في كلمة له على أهمّية هذه الندوة لكونها  تتطرّق إلى محاولة تأطير وتشريع قضايا التبرع بالأعضاء للمتوفين سريرياً أو دماغياً والذين ليس لديهم أي أمل طبي منظور في تحسن حالتهم الصحية، موضحاً أنّ غياب القوانين التشريعات تقف عائقاً في طريق ايجاد حلول طبية لآلاف المرضى الذين يبحثون عن فرصة لشفائهم وتحسن حالتهم الصحية".. كما أشار المارديني إلى ضرورة السير في المسار الصحيح لوضع تشريعات تتناسب مع الطموحات حول موضوع التبرع بالأعضاء وبشكل خاص من المتوفيين سريرياً من أجل حماية سرقة الأعضاء البشرية التي باتت خطر على المجتمع".

الدكتور حسام شبلي مدير مشفى الأسد الجامعي أكّد على أهمّية هذه الندوة في الوقت الحالي، لافتاً إلى ضرورة الخروج بتوصيات مهمة تسهم في نشر ثقافة التبرع بالأعضاء، بالإضافة إلى إنشاء لجان تمنع الاتجار بالأعضاء وتشخص الموت الدماغي في سبيل إنقاذ حياة العديد من الناس".

الدكتور أحمد خضّور اختصاصي جراحة القلب في مشفى الأسد الجامعي تحدث عن تاريخ زراعة الاعضاء في العالم، معرفاً لها ومبيناً انواع الزرع المنتشرة، وموضحاً أنّ سورية أجرت الكثير من عمليات زراعة الأعضاء وبإشراف أطباء اختصاصيين ومتميزين وكان أبرزها الكلية، اضافة إلى الانجاز الطبي مؤخراً في زراعة الكبد بإشراف مجموعة من المختصين ذوي الخبرة الكبيرة".
كما تابع خضّور حديثه مستعرضاً توصيات منظمة الصحة العالمية بخصوص زرع الأعضاء أو أخذها من أشخاص آخرين ضمن شروط محددة مثل: " شروط موافقة عملية الزرع من قبل المريض نفسه، والأطباء الذين يؤكّدون أنّ المريض مات دماغياً يجب أن لا يتدخلوا في عملية الزرع، إذا كان المتبرّع الحي يجب على الطبيب أن يشرح ما يمكن أن يحدث له، ويجب أن لا يكون هناك أي تعامل مادي في عملية الزرع والتبرع، ..الخ".

وفي الاطار القانوني تحدث الأستاذ الدكتور في كلية الحقوق فواز الصالح عن مواقف التشريعات العربية والأجنبية من الموت الدماغي وموقف القانون السوري أيضاً".. كما دعا إلى ضرورة تفعيل عمليات التبرع بالأعضاء من المتوفين دماغياً، بالإضافة إلى وضع خطّة استراتيجية مدروسة لعملية التبرع كل ذلك يقلل من عمليات البيع المقنّع للأعضاء".

وفي نهاية اللقاء عقدت ندوة حوارية تطرق خلالها المحاورون إلى مناقشة عملية التبرع بالأعضاء ودراسة آثارها من أجل الوصول إلى تشريعات وقواعد تنظمها، حيث أكدّ الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية أن جميع الكتب السماوية بينت  ضرورة المحافظة على كرامة الإنسان وصحته وحياته، مشيراً إلى أهمّية الندوة من ناحية التركيز على دور الانسان  في حياته وبعد مماته وبشكل خاص عندما يستطيع أن يبقى حياً وجزء من جسده أعطاه لإنسان آخر ليعيش ويحيى معه، واليوم  سورية تسير في طريق بناء الإنسان فكرياً وثقافياً وروحياً وجسمياً، لافتاً  أنّ الحديث عن موضوع التبرع بالأعضاء مهم اليوم ولا بد من الوصول إلى صورة تنظم الحقوق والواجبات لكل من الأطراف المتبرعة والمترع لها".
ودعت الدكتورة لينا أسعد من وزارة الصحة إلى تفعيل عمل المجلس الوطني لزراعة الأعضاء ممثلة فيه الجهات المعنية والذي سيجتمع الشهر القادم مستعرضة السلبيات والإيجابيات المترتبة على القانون /30/ الصادر عام /2003/ والذي سمح بالتبرع بالأعضاء من أحياء أقارب وغير أقارب".
بدوره قال المطران نقولا بعلبكي بيّن أنّ الاديان تدعو للبذل من الذات فهو أكبر أنواع البذل والعطاء الذي يعبر فيه الإنسان عن محبته لأخيه الإنسان المحتاج في أشد اللحظات" ومتأملاً انتشار ثقافة التبرع بالأعضاء لما فيه خير وفائدة للإنسان و للإنسانية جمعاء".
وممثلاً عن وزير الداخلية اللواء حسان معروف معاون وزير الداخلية  تحدث عن  ضرورة تفعيل قوانين الإتجار بالأعضاء والتشدد بعقوباتها على من يتم القبض عليهم وهم يمارسون عملية الإتجار بالأعضاء، لافتاً ضرورة التوعية وتوجيه الخطاب الديني في هذا المجال لما له من تأثير على المجتمع" .. كما تطرق  معروف إلى بعض حالات التجارة التي تم ضبطها من قبل إدارة مكافحة الاتجار بالأشخاص في الوزارة بكونه عمل مسؤولاً عن هذه القضية لسنوات عدّة مثل حالات التجارة بالكلى على الصعيد الداخلي وتجارة الأعضاء بين سورية ودول أخرى".

حضر الندوة معاونو وزير التعليم العالي ورئيس جامعة دمشق ونقيب أطباء سورية ومدير الإفتاء وممثلون عن وزارة العدل والأوقاف وعميد كلية الطب البشري وعدد كبير من الأطباء وحشد من وسائل الإعلام وفعاليات طبية متنوعة وعدد كبير العاملين في المشفى.

تحدث الدكتور أحمد خضور عن توصيات منظمة الصحة العالمية بخصوص زرع الأعضاء أو أخذها من أشخاص آخرين ضمن شروط التالية:
1- شروط موافقة عملية الزرع من قبل المريض نفسه.
2- الأطباء الذين يؤكّدون أنّ المريض مات دماغياً يجب أن لا يتدخلوا في عملية الزرع.
3- إذا كان المتبرع حي يجب على الطبيب أن يشرح ما يمكن أن يحدث له مستقبلاً.
4- يجب أن لا يكون هناك أي تعامل مادي في عملية الزرع والتبرع.
5- يجب أن لا يكون هناك عملية دعاية أو إعلان للأعضاء.
6- عدم تدخل شركات التأمين في هذه العملية.
7- لا يأخذ الأطباء من يعملون بعملية القطف رواتب إضافية.
8- أن تكون هناك هيئة مشرفة على عملية القطف والزرع بشكل شفاف.
9- يجب أن تتم العملية من قبل فريق متمرن لتكون النتائج عالمية المستوى.
10- يجب أن تسجل النتائج أخيراً بشكل شفاف بين المتبرع له والمتبرع.