دام برس – قصي المحمد:
احتفلت سفارة جمهورية باكستان الإسلامية في دمشق بالذكرى السادسة والسبعين لقرار الاستقلال الذي حدث في 23 / أذار / 1940م في ظل القيادة الملهمة للقائد الأعظم محمد علي جناح.
وفي بيان صحفي للسّيد ممنون حسين رئيس جمهورية باكستان الإسلامية حصلت دام برس على نسخة منه أكّد خلاله على أهمّية اليوم الثالث والعشرين من اذار كعيد وطني للجمهورية مع الالتزام بتطوير البلاد وفقاً لمبادئ العدالة والمساواة واعتبارهما كأهداف أساسية وراء تأسيس باكستان، وفي هذا السياق ذكر البيان على لسان السيد ممنون حسين قوله: "في كل عام نعبّر في هذه المناسبة المجيدة عن عمق إجلالنا وتقديرنا لأبي الأمة وغيره من قادة حركة الحرية الذين مهّدوا الطريق أمام تأسيس باكستان وتوحيد الأمة من خلال جهودهم الحثيثة وحكمتهم وتضحياتهم الاستثنائية".
وأوضح حسين خلال بيانه على أهمّية الديمقراطية كركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار والتطوير في البلاد حيث قال: "لابدّ من تعزيز روح التسامح والصبر بما أنّهما يشكلان أساس الديمقراطية، وهو ما يكفل للأمة التغلّب على التشدّد والإرهاب بكافة أشكال، وتطرّق للواقع الذي خلّفة الإرهاب على كافة شرائح المجتمع الباكستاني، وأشاد باتحاد المواطنين الباكستانيين ضد هذا الخطر وتصميمهم على القضاء عليه بكافة صورة وأشكاله".
وفي بيان آخر للسيد نواز شريف رئيس مجلس وزراء جمهورية باكستان الاسلامية أشار خلاله على أهمّية قرار الاستقلال كونه يشكل منعطف تاريخي مهم للبلاد، حيث تحقّق من خلاله حلم ولادة باكستان كدولة مستقلّة رغم التحديات الكبيرة، وذلك عبر مسيرة نضالية من أجل انشاء دولة تسود فيها مبادئ العدالة الاجتماعية والمساواة وتحقيق السلام والتسامح والازدهار على أساس المعتقدات الدينية والقيم الثقافية التي يحملها الشعب الباكستاني".
ولفت بيان السيد شريف أنّ الاستقلال كان نتيجة إصرار الملايين من الباكستانيين بدفع أرواحهم واستعدادهم للتضحية من أجل استقلال بلادهم، ورغم التحدّيات التي تواجهها باكستان إلاّ أنّها مصرّة على الصمود ومواجهة الإرهاب".
كما شدّد شريف على دور الحكومة الباكستانية في حماية الأقليات، والسعي الحثيث إلى تمكين المرأة، والتّأكيد على تفعيل دور القطاعات الاجتماعية المهمّشة، وكل ذلك انطلاقاً من مبدأ أنّ كل مواطن باكستاني يتمتّع بالمساواة على أراضيها".
وفي كلمة ألقاها السيد اطهر حسين بخاري سفير جمهورية باكستان الإسلامية بدمشق بيّن خلالها أهمّية يوم الاستقلال كونه يشكل عيداً لكل الباكستانيين بصرف النظر عن الطبقة الاجتماعية أو الدين أو الأثنية او المكان الذي يعيشون فيه، وهي مناسبة مميزّة لكل الباكستانيين لما حققته البلاد من إنجازات يفتخر بها".
وتابع السيد بخاري حديثه مشيراً إلى هدف السياسية الداخلية والخارجية لباكستان من خلال السعي للتمكّن من ممارسة دورها كعضو فعّال ومحب للسلام في المجتمع الدولي، وبيّن بخاري أنّ لدى الحكومة الباكستانية رؤية استجابة لتطلعات وآمال الباكستانيين، بالإضافة إلى التّأكيد على التزام باكستان باحترام مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة ومنظّمة المؤتمر الإسلامي  وحركة عدم الانحياز".
وخلال ذلك أكّد سعادة السفير على علاقات الصداقة والأخوة التاريخية بين سورية وباكستان والتي تستند على الدين والتاريخ والثقافة، ولفت خلال ذلك موقف جمهورية باكستان الإسلامية جرّاء ما يحدث في سورية قائلاً: "إنّ باكستان تؤيد تأييداً كاملاً سيادة و وحدة الأراضي السورية، كما تؤيّد كلّ المساعي الجارية التي تسعى إلى ايجاد حل سلمي شامل للأزمة السورية بقيادة سورية، بما يحقق تطلعات الشعب السوري نحو الديمقراطية من خلال حوار سياسي شامل يضم كامل أطياف المجتمع السوري"، وأضاف بخاري: "الحكومة الباكستانية تدين كلّ الأعمال الإرهابية التي تقوم بها الجماعات المسلّحة في سورية، وبشكل خاص تنظيم (داعش) الإرهابي ضد الدولة السورية والأفراد"، وكما شدّد على الرفض القاطع على ما سمي بدولة الخلافة التي ينادي بها تنظيم داعش".
وفي نهاية حديثه بيّن السيد السفير المهمة التي أوكلت إليه كسفير في الجمهورية العربية السورية، وذلك من أجل العمل على تدعيم وتطوير العلاقات بين الجمهوريتين في كل المجالات، كما بيّن ضرورة تطوير العلاقات الاقتصادية وتوسيع نطاق التبادل التجاري والاستثمارات بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة الى المشاركة في المعارض التجارية للبلدين".
وفي تصريح للدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين  أشار خلاله على التقارب بين الشعبين السوري والباكستاني،  واعتبر العيد واحد لهما حيث قال: "إنّ احتفال الشعب الباكستاني بعيده الاستقلال هو احتفال لنا أيضاً، وإنّ العلاقات بين البلدين هي جيدة وطيبة بين وبشكل خاص في مجال مكافحة الإرهاب".
وكما بين المقداد أن باكستان هي واحدة من الدول التي حافظت على أعمال سفارتها في سورية في ظل الحرب التي نتعرض لها، ولا يمكن للسوريين اليوم إلّا أن يتقدموا بالشكر والامتنان لشعب باكستان على مواقفه الإيجابية تجاه سورية في دفاعه عن الحق وبذله الغالي من أجل رفعة الشعوب والقيم الأساسية التي ندافع عنها وخاصة في السيادة والاستقلال".
حضر الحفل رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام ووزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس أحمد القادري، وزير النقل الدكتور غزوان خيربك، وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الأستاذ جمال شاهين ونائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد والرئيس الفخري لاتحاد الصحفيين الدكتور صابر فلحوط وعدد من أعضاء مجلس الشعب والسفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية المعتمدين في دمشق وفعاليات اقتصادية واجتماعية وثقافية وإعلامية وحشد من المدعوين".