دام برس – قصي المحمد:
في الإجتماع لقاء .. وفي اللّقاء محبة .. ومن المحبّة نحقق تكاتف وانتصار .. من هنا بدأت وزارة المصالحة الوطنية عملها بتنظيم لقائها اليوم مع لجان المصالحات في مدينة دمشق وريفها، وذلك في مقر وزارة المصالحة الوطنية من أجل الإطلاع على آخر الإنجازات التي تمّ التوصّل إليها خلال الفترة الماضية، ولمعرفة كل الصعوبات التي كانت تواجهها من أجل تخطّيها  في المرحلة المقّبلة، للبدء بمرحلة حقيقية  واسعة لعملية المصالحة الوطنية ابتداءاً من دمشق وريفها، إلى جميع المناطق في كل المحافظات السورية.
وخلال ذلك أكّد الدكتور علي حيدر وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية على أهمّية مشروع المصالحات الوطنية اليوم، حيث اعتبرها ركيزة أساسية من ركائز السياسة السورية، وذلك واضح من خلال خطابات السيد الرئيس بشار الأسد، وهذا يشير إلى أنّ المصالحة الوطنية هي جزء مهم من استراتيجية الدولة السورية".
كما شدّد حيدر على موضوع مهم جداً ووصفه بالخطير على السير السليم لعملية المصالحات، وهو ملاحقة من يسيؤون للعاملين في لجان المصالحة الوطنية من خلال الابتزاز المالي، فهناك أصحاب النفوس الضعيفة ممن تسولهم نفسهم إلى أخذ مبالغ مالية من بعض المواطنين وادعائهم بأنّهم من لجان المصالحات الوطنية، حيث بيّن حيدر أنّ هؤلاء لابدّ من محاسبتهم من خلال رفع شكاوى خطّية بحقّهم من قبل كلّ من يتعرض لهذه الحال، لتتم متابعتهم  من قبل الأجهزة الأمنية ومحاسبتهم بأشد العقوبات".
و أوضح حيدر الدور المهم الذي قامت به لجان المصالحات في المرحلة الماضية رغم كل التشويهات التي تعرضت لها، واعتبر اليوم هو زمن المصالحات الوطنية الحقيقية، مركّزاً على مدينة دمشق وريفها لتكونا محط توجه إلى المناطق الأخرى، وبناء على ذلك وضّح حيدر سبب التركيز اليوم على مدينة دمشق وريفها حيث قال: " عملنا اليوم كوزارة من خلالكم كلجان مصالحة وطنية، يجب أن يركّزعلى الأولوية للمناطق التي فيها ازدحام سكاني كبير".
وتابع حيدر حديثه واصفاً  المناطق التي يتواجد بها مسلحين بأنّها مخطوفة من قبلهم  قائلاً: "لا يمكن أن نقول أنّ هناك بيئة حاضنة للمسلحين، يجب أن نقول أنّ هذه المناطق مختطفة من قبل المسلحين"، حيث وصف حيدر هذه النقطة بأنّها نقطة إنطلاق لمشروع المصالحات الوطنية.
كما بيّن حيدر أهمّية تحييد المدنيين، والعمل على تسوية أوضاع كل من حمل السلاح ولم تتلطخ أيده بدماء السوريين عن طريق الجهات المختصّة، ويجب أن يدرك الجميع أنّ الأجنبي لا مكان له عندنا.
ولفت حيدر في حديثه أهمية البدء في سلام ومصالحة حقيقية من الأرض السورية بعيداً عن رجالات السياسة وبعيداً عن جنيف حيث قال: "اليوم يجب أن نبدء نحن بصنع السلام لأنفسنا، وأن نتصالح مع أبناء بلدنا من خلال جهود لجان المصالحة الوطنية ومن خلال انتصارات الجيش السوري من جانب آخر".
وختم حيدر حديثه مؤكّداً على أهمّية تنظيم الجهود كاملة من خلال الإنطلاق بشبكة من العلاقات الصحيحة وبشكل خاص لمن يرغبون بالعمل في مجال المصالحات في دمشق وريفها لأننا اليوم أمام مرحلة مهمّة جداً، لذلك يجب أن نعزّز دورنا كمصالحة وطنية خلالها".
وبدوره الشيخ محمد العمري عضو لجنة المصالحة الوطنية أشار إلى أنّ الهدف اليوم من مشاريع المصالحات الوطنية من أجل توثيق المناطق التي تعرّضت للإنقسام نتيجة الأعمال الإرهابية التي قامت بها الجماعات المسلحة ما بين دمشق وريفها، وجاء أجتماعنا اليوم من أجل العمل على إزالة هذه الحواجز والعوائق التي تعيق عمل لجان المصالحة الوطنية .. وفي هذا اللقاء نجسّد حالة المحبة والمودة التي تربى عليها الشعب السوري، ويعتبر هذا المؤتمر الأول من نوعه في المحاولة للبدأ بمرحلة جديدة من المصالحات الوطنية لتطبّق على كافة الأرض السورية ".
حيدر حمادي عضو اللجنة الوطنية للمصالحة الشعبية قال لدام برس: " اليوم اجتماعنا  مهم جداً حيث سيتم خلاله عرض كل لجنة ما حققته من نشاط ليكون هناك طرحاً صادقاً وشفافاً في هذ ا الملتقى ووصف عمل اللجان في المصالحات الوطنية بأنه جيد وجبّار ومهم جداً، وخلال الفترة الماضية قدمنا قوائم وأسماء لوزارة المصالحة حيث تم التعرف على بعضها والبعض الآخر قيد الإنجاز من أجل التوصل إلى حل لهم من خلال متابعة السيد الوزير مع الجهات المعنية".

الصحفي اسماعيل الواوي عضو لجنة المصالحة الوطنية في المنطقة الجنوبية أشار لدام برس أنّ المصالحة الوطنية انطلقت من خلال ندوات جيدة ، حيث يوجد مناطق أبدت تجاوب كبير مع اللجان، واليوم عملنا يتجسد من خلال انطلاقة جديدة ليتم توزيعها وتطبيقها على كل القطر ... وعن مصالحات جديدة بيّن الواوي أنّ المنطقة الجنوبية مقبلة على مصالحات مهمة وبشكل خاص في درعا كونها مفتاح المصالحة الشاملة في المنطقة الجنوبية".

عضو لجنة المصالحة الوطنية في حي الميدان المختار عبد الرحيم أحمد صادق بيّن أهمية هذا الإجتماع من خلال التركز على العمل الفعلي للجان المصالحة الوطنية من خلال عمل دؤوب يخدم عدد كبير من المواطنين، واليوم يجب أن نعمل على إزاحة كل الحواجز التي وضعها المسلّحين بين المناطق أو بين المواطن وبيته".

شارك في اللّقاء السيد وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية الدكتور علي حيدر ، وممثل عن محافظ مدينة دمشق وممثل عن محافظ مدينة ريف دمشق، ورؤساء لجان المصالحة الوطنية في كلاَ من مدينتي دمشق وريفها وعدد من المشاركيين من رؤساء وأعضاء اللجان من بعض المحافظات الأخرى كحلب والسويداء والحسكة وطرطوس".