دام برس – ديما الدعبول :
برعاية سيريتل عقد فريق عمل الفيلم السينمائي "سوريون" اليوم مؤتمراً صحفياً في مدينة الشباب في دمشق ، بحضر المخرج السوري باسل الخطيب والممثلة ميسون أبو أسعد والممثل علاء قاسم .

بدأ المخرج باسل الخطيب حديثه بشكر شركة سيريتل للتكريم وللمؤتمر الصحفي و في إجابة له على أسئلة الصحفيين أكد على عدة أمور ، فالبنسبة لتغيير اسم الفيلم من أهل الشمس إلى سوريون أوضح الخطيب أن الأفلام الأجنية لها أسماء الوطن كالأفلام الروسية والأمريكية والأوروبية التي تحمل جنسية البلد وكان هناك تخوف من كون اسم سوريون مباشر لكن اليوم كلمة سوري مرتبطة بدلالات تثير الألم والحزن والعالم تناسى ماذا تعني سورية فالفيلم يحاول رد الاعتبار للسوريين الذين أحبّوا الحياة رغم الموت المحاصر لهم لذلك فهو اسم جريء، مباشر ومعبر عن الفيلم والمهم أن تصل الرسالة فالسينما موجهة للعواطف وتخاطب الوجدان
أما عن أماكن تصوير الفيلم فأوضح الخطيب أن الاأماكن هي "وادي قنديل باللاذقية بجبل النبي متى" ،"الزارة"، "بيت الشيخ يونس" بدون تحديد أن هذه المنطقة ساحلية أو جبلية فالفيلم كان عن سوريا بشكل عام، وبالنسبة لحبكة الفيلم اعتمد الفيلم على لغة التكثيف وخاصة مشاهد العمليات العسكرية ضمن الإمكانيات القليلة فأحد المشاهد" مشهد الطائرة" استغرق تحضير غرافيك ومؤثرات البصرية حوالي الستة أشهر وهو مشهد عُرض خلال دقيقة واحدة
وفي السياق ذاته أكد الخطيب أن تكلفة الفيلم كانت رمزية بالمقارنة مع ميزانية الأفلام بالدول المجاورة فميزانية الفيلم لم تتعدى ال 100 مليون ليرة حيث تم تصوير الفيلم  لمدة شهرين بمعدل 50 يوم، ومن جانب آخر وردا على سؤال بخصوص الرقابة أجاب الخطيب أن السيناريو يحوّل إلى عدة أشخاص يعطون آراءهم حول العمل وفيلم سوريون لم يحذف منه أي عبارة و كُتب بمطلق الحرية  فمؤسسة السينما واللجنة الفكرية تتدخل إذا كان الفيلم ضعيف ولا يتحمل العمل كفيلم سينمائي.

ومن جانب آخر وعن مشاهد المصالحة ضمن الفيلم التي لم تكن واضحة أوضح الخطيب أن الفيلم ليس من أولوياته إبراز المصالحة وخاصة أنه أكد على أن كل شيء ممكن تقبله إلا الخيانة فخيانة الوطن بالنسبة له خط أحمر ومشهد المصالحة تم التعبير عنه بطريقة رمزية أكثر منها المباشرة فالتلميح إلى الفكرة هو الأفضل من الإشارة المباشرة لها
أما عن الصعوبات التي واجهت الفيلم فهي الأماكن البعيدة والظروف المناخية لكن حالة الحب والألفة والحماس كانت بقدر كاف للاستمرار والتغلب على هذه الصعوبات،
وفي حديثه عن تكريم سيريتل لأسرة الفيلم شكرا الخطيب شركةة سيريتل التي كرمت أبطال وممثلين الفيلم بالإضافة إلى تكريم الجنود المحهولين دائما المتمثلين بمدير الإضاءة، المصورين، مساعد مصور وغيرهم من فنانين وفنيين.
وفي سؤال ل دام برس عن العلاقة بين أفلام "مريم" و"الأم" و"سوريون" من حيث دور المرأة السورية خلال الأزمة أكد الخطيب أن للأفلام رسالة متكاملة حول دور المرأة السورية الذي يشكل دور فعال جدا وأوضح أن دور ميسون أبو أسعد وكاريس بشار يكملان بعضهما إحداهما الفعل الميداني والأخرى الفعل الروحي الوجداني فهما شخصيتان متكاملتان.
وفي السياق ذاته عبّر أنه وعلى الرغم من اختلاف الظروف فإن هناك قاسم مشترك بين الثلاثية السينمائية "الأم"، "مريم"، "سوريون" وهو الشخصيات النسائية بمواجهة أزمات مختلفة بطرق مختلفة فهناك تقارب بالصورة والروح.
ومن جانب آخر وفي الحديث عن رسالة الفيلم للخارج أكد الخطيب أنه تمت دعوة عدد من الأشخاص الأجانب لحضور الفيلم الذي كان يحوي ترجمة أجنبية وكانت ردة الفعل منهم  والتفاعل جيد جدا وأصروا أن الفيلم يجب عرضه بأوروبا وأن هذا الفيلم سيجري طريقه إلى الجمهور في الأيام القادمة.
أما عن كونه كاتب السيناريو والمخرج فشدد أن عملية الكتابة أصعب من الإخراج حيث قرأ العديد من السيناريوهات عن امواضيع مشابهة لكن لم يجد بها الفكرة التي يرريد أن يقدمها لهذا قام بكتابة السيناريو بمدة 3 أشهر وكان لذلك ميزات حيث أنه من الممكن التعرف على  الشخصيات قبل البدء بالعمل.
وبدورها ميسون أبو أسعد التي تؤدي شخصية زينة ضمن الفيلم أكدت أن الفيلم يعرض جانب هام خلال هذه الظروف التي نعيشها فالسينما السورية اليوم أفضل بكثير من السنوات السابقة من خلال ما تقدمه من أفلام أما عن الشخصية التي أدّتها فهي شخصية كان بها لكثير من التحدي فهناك مشاهد لم يكن تمثيلها بالأمر السهل كمشهد الموت دون تعبير مبالغ به أو أصوات بل بلغة الجسد استخدمت فيه العيون للتعبير عن ذلك فالمهم هو الرسالة التي يجب أن تصل والتشجيع على الحياة واستمرارها.
وبالنسبة لعملها مع المخرج باسل الخطيب عبرت الفنانة ميسون أبو أسعد عن سعادتها في تجربتها الثانية مع المخرج باسل الخطيب بعد فيلم الأم باعتباره مخرج يمتلك خلفية ثقافية وأكاديمية مهمة فهناك تركيز على جوانب قد لاتبدو وتظهر مباشرة لكن المكياج، الديكور جميعها جوانب مهمة يتم التعامل معها بكل دقة ليكون الفيلم واقعي قدر الإمكان

ومن جانب آخر أوضح الممثل علاء قاسم خلال المؤتمر أنه كان يجسد شخصية عزام ويتكلم بلغة تركية وهي لغة لم يكن يتقن التحدث بها فاللغة بحاجة لتركيز و كلما بُذل جهد كلما ظهر هذا الجهد فالنص كان مكتوب باللغة العربية الفصحى ثم غيّر المخرج اللغة إلى التركية وبمساعدة أحد أفراد كادر العمل الذي يتقن التركية ساعد قاسم  باللغة ولكن لكل لغة روح فالمشكلة ليس بالكلام بل أن تلامس الكلمات الروح، وفي حديثه عن الدور الذي أداه في العمل كشخصيية تحمل من الشر الكثير أكد أن الممثل يتعرض لتمثيل العديد من الأعمال الشريرة منها والسلمية لذلك عليه أن يتأقلم مع جميع الأدوار ويكون مستعد لها وأدوار الشر تشعره بالسعادة أكثر من الأدوار العادية .

الجدير بالذكر أن حفل افتتاح الفيلم والتكريم والمؤتمر الصحفي برعاية سيريتل حيث عبر السيد فراس المرادي من قسم التسويق في شركة سيريتل  قائلاً: الحب.. التضحية والأمل هم من يقدموا لنا الحياة وهذه هي رسالة الفيلم القيّمة، كما أن تَمسُكَنا بالمبادئ وإصرارنا على الأمل يخفف عنّا ألاماً تعرضنا لها. والسوريون هم ضحية الحرب يدفعون ثمن سوريتهم وعشقهم، أما الإرهابيين وهزيمتهم هم ضحية عشقنا ومبادئنا. سوريون وسنبقى ما حيينا وكلنا أمل بنصر الغد.
كذلك أكد السيد علاء سلمور رئيس قسم الإعلام في شركة سيريتل: أنه لطالما خُلِقنا في سورية هذا فخرٌ لنا، ولها سنبقى.. ومع أبنائها ستبقى شركة سيريتل لأنهم أهلُ رسالةٍ مُشَرِّفة وسامية، رأينا في الفيلم  قِصصاً مُصغّرة عن حكايات كثيرة لكنها تركت فينا قِيماً كبيرة.. للوطنِ نحنُ.. لسورية الأمل نحنُ.. و شركة سيريتل داعمةً للأفلامِ الوطنية والكفاءات الإخراجية واليوم فيلم "سوريون" جعلنا نلتقي هنا لِنرى أنفُسَنا به وبكلِ شخصيةٍ فيه. سنبقى سوريون ويداً بيد لأجلِ سورية الصامدة

تجدر الإشارة إلى أن العروض التجارية للفيلم بدأت يوم الخميس في صالة سينما ستي بدمشق.