دام برس- ديما الدعبول :
برعاية الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية العربية السورية ، أقيم اليوم في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق حفل توقيع كتاب " الجامعة العربية وسورية ... دور باطل ومال قاتل" للأستاذ عدنان منصور معالي وزير الخارجية السابق في الجمهورية اللبنانية ، وأقيم الاحتفال بحضور الدكتورة نجاح العطار والدكتور هزوان الوز وزير التربية والأستاذ عصام خليل وزير الثقافة ، والسفير السوري في لبنان علي عبدالله كريم وعدد من الشخصيات الثقافية.

وفي تصريح لوزير التربية الدكتور هزوان الوز أكد فيه على حاجتنا في هذه الأيام لمثل هذا الكتاب كوثيقة للأيام والأجيال القادمة خاصة أن الدكتور عدنان مؤلف الكتاب هو من داخل الجامعة العربية ومطّلع على كل الخفايا وماخلف الكواليس كما شدد على أهمية أن تعود جامعة الدول العربية إلى حضن العرب فلا يمكن للجامعة أن تكون دون سوريا وسوريا لايمكن أن تكون من دون الجامعة ونبه إلى أن بعض الحكام العرب الذين نحو هذا المنحى سيدفعون الثمن وتنمى أن لا تدفع شعوبهم هذه الأثمان أيضا لأن سوريا ستخرج من أزمتها منتصرة وستعطي للعالم درسا بما يعني الوطن أولا وأخيرا.
وفي السياق ذاته أشار السيد عصام خليل وزير الثقافة إلى أهمية توقيع الكتاب في سوريا كون المؤلف له مودة خاصة لها، فهي كانت دائما في قلب اللبنانيين الشرفاء كما شدد على أن للدكتور عدنان منصور تجربة كبيرة في خفايا العمل السياسي ضمن الجامعة العربية التي لم تكن للأسف عربية في دورها وأوضح الوزير عصام خليل أن الكتاب شرح كيف كان العدوان على سوريا مبيتاً منذ اللحظات الأولى وأن الجامعة العربية استُخدمت كعتبة للانطلاق بالعدوان على ليبيا أولاً ثم على سورية.
وأوضح السفير السوري في لبنان الأستاذ علي عبد كريم علي دور سورية في احتضان المقاومة وعدم التفريط بالكرامة لأي شبر من الأرض فهي البلد الوحيد الذي وقف ضد احتلال العراق في الأمم المتحدة كبلد عربي لذلك فالدكتور عدنان من خلال كتابه يمثل الشاهد الحي الذي لم يساوم على قناعاته ولا على كرامة أمته وتأمل السفير أن هذا الكتاب ينعي دولا ومواقف ويؤرخ لصمود مقاومين وقادة، أما عن رد الجامعة العربية عن هذا الكتاب فأكد السفير علي عبد الله كريم أن الجامعة العربية بلا دور باستثناء الدور التآمري الذي يجسده ويوضحه هذا الكتاب وهي نعت نفسها وعلينا أن نبحث عن إطار يعيد للأمة المجال لكي تدافع عن حقوقها.
وفي معرض الحديث عن الدور التآمري للجامعة العربية شدد رئيس اتحاد الصحفيين الياس مراد على أن الجامعة كانت تخطط للنيل من صمود سوريا وبدلا من أن تكون في موقف داعم لها في مواجهة العدوان عليها من قبل القوى الخارجية فإنها للأسف لعبت دوراً تخريبياً كبيراً وفي مقدمة هذه الدول السعودية وقطر كما أن بعض الدول فضلت أن لا تتخذ مواقف جدية وحقيقية خشية أو استدراراً للأموال في حين وقفت الجزائر والعراق ضد قرارات الجامعة بعزل أو تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية موضحا أن السبب هو دعم سورية للمقاومة ولما لها من دور في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني أيضا.
أما االمستشارة الأدبية للسيد الرئيس بشار الأسد الأديبة كوليت خوري أوضحت أن سورية ومصر هما الدولتان الأساسيتان اللتان أسستا جامعة الدول العربية أما بقية الدول فمنها من لم يكن موجوداً على الخارطة وبعد موت العظماء الذين أسسوا الجامعة ماتت بعدهم ، فهي لم تعد الجامعة العربية بل المفرقة العربية والموجودين الآن فيها هم أشخاص انتحلوا اسم جامعة الدول العربية.

وفي تصريح من السيد عدنان منصور معالي وزير الخارجية والمغتربين السابق في الجمهورية اللبنانية مؤلّف الكتاب أفاد فيه بأن سورية تمر بفترة من الفترات المصيرية وهي في موقع نضالي ضد قوات التسلط و الهيمنة, وأن هذه المؤامرة التي تمتد من الخارج إلى المنطقة نعلم خطورتها ومايحاك ضد هذا البلد الذي حمل لواء الحرية والنضال وحدد موقفه الواضح تجاه القضايا العربية والدولية، كما شدد على أن سوريا هي الحصن الحصين للنضال العربي و المؤيد  للمقاومة في لبنان وفي فلسطين وفي كل مكان فهي وحدها دوما تنادي للوحدة العربية التي كنا نتطلع إليها بكل أمل و فخر، متمنياً انتصار سورية التي صمدت بوجه أكبر مؤامرات حيكت و أرادت النيل من هذا الشعب و قيادته ومؤسساته.

من جانبه أكد رئيس اتحاد الكتاب العرب نضال الصالح أن إصدار هذا الكتاب يمثل إضافة مهمة إلى المكتبة العربية فيما يخص السياسات الدولية والعربية التي تآمرت على سوريا والتي حاولت أن تسلب سورية دورها التاريخي والحضاري وهذه رسالة واضحة بأن سوريا ماضية إلى الحياة وشدد على أن العقل العربي السوري لما يزل يتعامل مع الكتاب بوصفه قيمة حضارية وثقافية يستطيع من خلاله أن يواجه كل ماتتعرض له سوريا منذ سنوات.
في سياق متصل أشار رئيس اتحاد الناشرين هيثم حافظ إلى أهمية هذه الفعالية في هذا الوقت لما لها من دور كبير لإعادة الاعتبار الثقافي سواء على الصعيد الإعلامي في سوريا أو حتى في العالم العربي وأكد أن للكتاب أهمية سياسية وثقافية ووجود الدكتورة نجاح العطار يعطي دورا كبيرا وشدد على أن الكتاب يمثل قفزة لتطوير العمل العربي الجماهيري والمحبة الجماهيرية التي كانت مفقودة خلال السنوات الماضية.
كما أكد عضو اتحاد الكتاب العرب علي القيم أن الاحتفاء بهذا الكتاب هو احتفاء فكري، إعلامي، سياسي وأدبي فهو أثرى الحياة السياسية والإعلامية على مدى عقود عديدة بنتاجات كثيرة وكان موضوعيا وواعيا لرسالة السياسي والمفكر الدكتور عدنان منصور.