دام برس - بلال سليطين :

مرحلة جديدة من العلاقات السورية الروسية أعلن عنها في اللاذقية مع افتتاح قرية الصادرات والواردات الأولى من نوعها بين البلدين الذين شكلا تحالفاً عسكرياً مؤخراً يبدو أنه سيتطور ليشمل العديد من المجالات الأخرى وفي مقدمتها الإقتصادية حسبما تبين من تصريحات المسؤولين الروس خلال مراسم افتتاح القرية.

الملحق التجاري الروسي في سوريا "إيغور ماتفييف" أكد أن هذه القرية هي مرحلة أولى من مشاريع عديدة أخرى مزمع إقامتها في سورية بهدف زيادة التبادل التجاري بين البلديين، في ظل التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

القرية التي افتتحت في منطقة كرسانا بمحافظة اللاذقية تجسد التعاون الأول من نوعه بين الجانبين في مجالات الخضار والفواكه، سيتم العمل فيها على مرحلتين الأولى تشمل العمل في الداخل السوري من أجل إقامة مصانع خاصة بالمنتجات الزراعية خلال عام 2016، وتأهيل المنتجات لتكون بالمستوى المطلوب ومطابقة للمواصفات العالمية.

والمرحلة الثانية تأتي بعد اكتمال المصانع المذكورة، حيث سيتم تخصيص عشرة ملايين دولار للتسوق من المزارعين السوريين، وتصدير المنتجات عبر الخطوط والمعامل، وصولاً لإقامة البيت التجاري السوري في روسيا، حيث من المتوقع أن يكون من أهم المراكز التي تعمل على تسويق جميع هذه المنتجات.

يقول مدير القرية التي تم افتتاحها اليوم الأربعاء "خلدون أحمد":إنها واحدة من ثلاث مشاريع تم توقيعها خلال شهر حزيران الماضي وهي تعتبر أولوية بالنسبة لحكومتي البلدين، وتأتي لتقديم العون لأي شخص يريد أن يصدر إلى روسيا، إضافة للعمل على شراء المنتجات الزراعية السورية كافة وتطويرها من أجل ارسالها لروسيا والعالمية.

وأضاف "أحمد" صدرنا شحنتين من الحمضايات والفواكه كخطوة أولى ويتم تجهيز شحنة نسيج وقطنيات إضافة لشحنة حمضيات خلال الأيام القليلة القادمة.

يعول الجانب الروسي كثيراً على هذه القرية كفاتحة لمشاريع أخرى بين البلدين، ويقول " أصلان بانش" مدير مكتب الشرق الأوسط والمسؤول من الجانب الروسي عن تنفيذ المشروع:هناك علاقات وطيدة وقديمة بين الشعبين السوري والروسي وهذه العلاقات جسدت الآن بشكل عملي، وهناك عمل جدي من أجل زيادة فرص اليد العاملة في سورية وستلمس النتائج قريباً جداً على الأرض.

الحضور الرسمي السوري كان رفيع المستوى خلال افتتاح القرية، وبدا واضحاً حجم الإهتمام الحكومي بهذا النوع من التعاون مع الجانب الروسي، يقول وزير الإقتصاد السوري "همام جزائري" لدام برس:نحن لاندخر فرصة للبحث عن أسواق خارجية لتصريف منتجاتنا في ظل هذه الأزمة التي تعيشها البلاد، ونؤمن بأن الزراعة والصناعة هما الحامي لقوتنا الإقتصادية لنكون سنداً خلف جيش البلاد، القرية ستكون محطة انطلاق هامة للصادرات، وسبيلاً لنقل التكنولوجيا والخبرة الروسية حول كيفية استقبال الاسواق الروسية لمنتجاتنا، وذلك بتعليب وتغليف البضائع وتحسين طرق الشحن والنقل وزيادة الخبرات التصديرية.

وختم "جزائري" بالقول سنصدر كافة القرارات لضمان تصدير المنتج السوري بالجودة المناسبة، فنحن مصرون على تصدير منتجاتنا بالجودة العالية مهما احتاج الأمر، لأن ذلك سينعكس كقيمة مضافة وإيجابية على المزارعين والتجار والاقتصاد الوطني العام.

يذكر أن وزارة الإقتصاد والتجارة الخارجية السورية كانت قد أصدرت بياناً أكدت فيه أن القرية ستكون عبارة عن تجمع لعدد من الشركات الروسية المهتمة بالتصدير والاستيراد والتي ستقوم بشراء السلع والمنتجات السورية وتصديرها لروسيا واستيراد بضائع يحتاجها السوق السوري.