دام برس – قصي المحمد:
شمال شرق العاصمة دمشق، من أكثر المناطق حساسية ، "جوبر" بقيت لفترة من الزمن مستعصاة أمام الأبطال من الجيش العربي السوري، اليوم جزء كبير منها تحت السيطرة، وبأكملها تحت الرصد العسكري السوري من الخارج، ولكن لم يكتف الأسود هنا، بل دخلوا نوعاً جديد من المعارك تختلف عن المعتاد فوق الأرض، معارك تحت الأرض "معارك الأنفاق" التي حاول المسلحون اللجوء إليها لتحقيق مأربهم، ولكن من هم أهلاً لذلك من بواسل الجيش العربي السوري وقفوا في وجههم فكانوا لهم بالمرصاد ... أنفاق بمئات الأمتار حفروها وحاولوا التسلل  من خلالها إلى العاصمة وكانت ملجأهم الوحيد لكن .. فشلوا، حيث رُصد قسم كبير منها وتم تدميره ... كاميرا "دام برس"  اليوم كانت برفقة أحد الضباط من الجيش العربي السوري، حيث دخلت إلى أحد هذه الأنفاق، لنرى مدى أهمية العمل العسكري الذي يرسمه الجيش السوري اليوم تحت الأرض، هذا العمل الذي قد لا يمكن للكثيرين أن يروه ، دخلنا النفق الذي يصل عمقه تحت الأرض إلى ما يقارب الــ (18 متراً )، وتم المسير ضمنه، وخلال ذلك تم إجراء لقاء خاص، لنتحدث عن أهمّية المنطقة التي نتواجد بها، حيث قال الضابط:
" نحن نسير بالنفق الذي حفره جنودنا البواسل و نقف الآن عند مدخل أحد الأنفاق المعادية تحت الأرض التي أستخدمها المسلحون منذ فترة من أجل استهداف بعض النقاط العسكرية في المنطقة، واستهداف المناطق الآمنة والناس العزّل في منطقة العباسين، هذا النفق الذي كان يستخدمه المسلحون قد استغرق معهم ما يقارب السنة ونصف من العمل لإنجازه ، ويبلغ طوله تقريباً ألــ ( 650 متر )".
وبمتابعة الحديث شرح لنا المسؤول العسكري عن عملية الاقتحام لهذا النفق حيث قال: " من خلال عملية نوعية لمجموعة من قواتنا المسلحة المدرّبة، تمَّ رصد النفق وتدميره، وذلك طبعاً  بحفر نفق قريب منه، والذي يتجاوز طوله ألــ (150 متراً)،  باعتبارنا اليوم نحارب بالأنفاق، وبعد ذلك تم تمشيط المنطقة بعد اقتحامها وتمّ التمركز بها".
وتابع الحديث لنا عن الأهمّية الإستراتيجية للمنطقة التي نتواجد بها "منطقة دوار ميسلون " حيث قال: " تبرز أهمّية المنطقة من وجهتان للنظر يمكن أن نذكرهما، الأولى من وجهة نظرنا نحن كعسكريين لأهمّية هذه المنطقة لقربها من العاصمة دمشق ونريد استرجاعها، وبالمقابل نجد أنّ الجماعات المسلحة المتواجدة بالأنفاق كذلك الأمر تأخذ لها بعد استراتيجي كما قلنا باعتبارها المنطقة الأكثر قرباً من المدينة للوصول إلى ساحة العباسين، وعملت على محاولة التشبث بها، ولكن صمود الجنود اليوم كان العامل الأول لدحر هذه العصابات".
وختم حديثه قائلاً: "فلهذه الأسباب نرى الأهمية والبعد الاستراتيجي لجوبر التي يحاول المسلحون التمركز بها والعودة إلى المناطق التي تم تحريرها".
وخلال جولتنا في منطقة جوبر – دوار ميسلون – حاجز عارفة، تم إجراء لقاء مع أحد الجنود من الجيش السوري الذي حمل صوت رفاقه ، رفاق السلاح ليقول كلمة حق: " إن أرادوها حرباً فنحن رجال الله على الأرض، وإن أرادوها رجال حق فنحن رجال حق، والله لو أجتمع كل كفار العالم اليوم وكل ظلّامه من الغرب والعرب على محاربة الحق سيفشلون لأننا أصحاب حق، وأصحاب قضية".
وتابع الحديث قائلاً: "الجماعات المسلحة عجزوا اليوم عن لتقدم إلى الأمام على الأرض لذلك لجئوا إلى الأنفاق فكان الجيش السوري لهم بالمرصاد، ونحن الآن على الأرض المنطقة المتواجدين بها  تبعد عن مقرات المسلحين ما يقارب ألــ (100 متر فقط)، حيث يمكن رؤيتها بالعين المجردة".
من هنا يجب أن يتعلم الكثيرون الصمود ... صمود أبطال الجيش السوري... الصمود من أجل المطالبة بالحق ... ورد الظلم ... والحفاظ على الوطن والعرض لأن الأوطان هي ملاذ الشعوب وأمنها ... من لا وطن له لا بيت له ... لا أهل له ولا عرض له ... (وطن - شرف – إخلاص).

- صورة  من النفق الذي دخلنا فيه

-

- صورة تظهر أحد الجنود على مدخل النفق الذي تم تدميره للمسلحين.