دام برس - بلال سليطين :

لا تقتصر الهندسة على التصور التقليدي الذي عرفناها به وهو ما ارتبط بالمشاريع السكنية ومواضيع البناء وما إلى ذلك مما هو مرتبط بالعمارة والتخطيط .. إلخ، فهناك الهندسة النفسية التي يحتاجها الإنسان في حياته الشخصية، والتي أنهى المدرب "ماهر شبانة" أول دورة تدريبية حولها في سورية قبل أيام.

الدورة قسمت إلى ثلاث مستويات (تحليل الذات، ممارس في تحليل الذات والآخرين، المحترف)، ومن خلال تعرف المتدرب على هذه المستويات الثلاثة يمكنه الوصول إلى خفايا نفسه بشكل علمي وفق مقاييس واختبارات وعلوم متعددة تؤمن له اكتشاف أعماقه وتحليلها بالإضافة إلى إتقان مجموعة الأنماط البشرية المختلفة الأخرى ليمتلك مهارة فهم الآخرين بكافة أنماطهم.

يقول "شبانة" لدام برس: تمضي المعلومات وفق سلسلة متصلة ينتقل فيها المتدرب من مرحلة إلى مرحلة ليبدأ أولى خطواته بعد اكتشاف ذاته ويتعلم علوم جديدة يكتشف من خلالها الآخرين، حيث أنه من المهم جداً للمتدرب فهم البرامج العقلية للشخصيات واستخدام لغة الجسد والفراسة ومجموعة اختبارات تساعده لتدعيم تحليله لذاته أولا ومن ثم لذوات الآخرين.

من خلال فهم الناس للهندسة النفسية وتدربهم عليها بمختلف مستوياتها يمكنهم الوصول لمرحلة الاحتراف والتي من خلالها يقومون بمقاطعة جميع العلوم التي تعلمونها في شخصية واحدة لتتم مطابقتها و تتواءم في تحليل علمي للشخصية من أغلب جوانبها.

"شبانة" الذي سبق له أن قدم دورات في الكاريزما يقول إنه وضع خلطة سحرية في هذه الدورة لكي يستطيع المتدرب من خلالها أن يقرأ باحترافية أي شخصية تقف أمامه بتلاقي مجموعة علوم أهمها علم النفس والاجتماع والبرمجة اللغوية العصبية ولغة الجسد والفراسة واختبارات )MBTI) العالمي وعلم قراءة الشفرات الأربع للشخصية وملاحظة علامات الوجه الدقيقة لدراسة الحالة الراهنة للشخص.

العلوم التي أشار لها شبانة كانت المحتوى الرئيس الذي صيغت منه المادة العلمية للدورة والتي صممت بطريقة تعتمد امتصاص المتدرب المعلومة وتطبيقها مباشرة على الواقع.

يقول "شبانة": إن الهندسة النفسية تكسب العارف فيها الثقة بالنفس وتقوي نقاط الضعف لديه، بالإضافة إلى معرفة الآخرين والتعامل معهم باحترافية مما يؤمن له التواصل الفعال.

كما أن فائدتها لا تقتصر على الأفراد وإنما تمتد لتشمل المؤسسات والشركات يقول شبانة، ويتابع: فهي تستفيد منها في اختيار الموظف المناسب للمكان المناسب، فالمدير الانطوائي لا يمكن وضعه في شركة أو مؤسسة تحتاج لانفتاح لا متناهي مع باقي الشركات، ناهيك عن قدرة الهندسة النفسية على المساعدة في معرفة مواطن الخلل في سياسة المؤسسة وحتى معرفة سبب الأخطاء الخفية.

تجربة التدريب على الهندسة النفسية تنطوي على غايات وأهداف عديدة قد يكون من أهمها نقل علم النفس في هذا المجال من حيز النظرية إلى التبسيط والواقع، لتصبح مهارة يمكن تدريبها لأي شخص بغض النظر عن مستواه العلمي.