Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 12 حزيران 2024   الساعة 15:58:34
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
حلب أم المعارك ومفتاح النصر
دام برس : دام برس | حلب أم المعارك ومفتاح النصر

دام برس:
منذ سنتين اطلق على معركة حلب وصف "أم المعارك" لمجموعة من الإعتبارات السياسية والعسكرية، وهي أمور لا بدّ من استعراضها للإضاءة على تداعيات نتائج الميدان الحلبي وخصوصاً الريف الجنوبي الشرقي والغربي .

في الجانب السياسي ومنذ بدء الحرب على سوريا، أولَت الدول الداعمة للجماعات المسلّحة أهمية كبيرة لحلب، العاصمة الإقتصادية لسوريا، ووضعت بتصرف الجماعات المسلّحة، كل ما يلزم من مال ودعم وسلاح بهدف السيطرة على المدينة .

الجانب التركي تعاطى مع الموضوع منذ البداية، بخلفية تاريخية ثأرية، ووضع العديد من الخطط للسيطرة على حلب واريافها وكامل المنطقة الحدودية، من الحسكة الى كسب بعمق يتناسب مع المطامع التركية، تؤمن له مصالحه الإقتصادية والأمنية والسياسية .

في الجانب العسكري كان لتركيا الدور الأكبر، من خلال انشاء غرفة عمليات الـ"موم" على الأرض التركية، والتي شارك فيها ضباط عسكريون واستخبارات من كل الدول الداعمة للمسلحين، وتولّت عمليات التخطيط وادارة المهام الإستخباراتية واللوجستية وقيادة العمليات الميدانية وتقديم الدعم التقني بمختلف أشكاله .

واذا ما عدنا الى الوراء قليلاً، لوجدنا ان الأحياء الغربية لمدينة حلب تمت محاصرتها وقطع الإمدادات عنها وتمّت السيطرة من قبل الجماعات المسلّحة على ارياف حلب بشكل كامل .

ولا بد ايضا من استعراض العمليات الهجومية المضادة التي قام بها الجيش السوري، لفتح الطريق الى حلب عبر ممّر طوله 200 كلم وبعرض لا يتجاوز3 كلم، استطاع الجيش من خلاله تأمين الإمدادات الى المدينة والمناطق المحررة من الأرياف، التي كانت حتى بداية عمليات الريف الجنوبي على شاكلة ممّرات في قلب المناطق المعادية، سواء بالوصول الى السجن المركزي، اوالعمليات في الريفين الشمالي والشمالي الشرقي والجنوبي ايضاً .

التحول الإستراتيجي يكمن في أنّ عمليات الجيش العربي السوري في الريف الجنوبي الغربي، باتت عمليات هجومية واسعة وبجبهات مفتوحة وعلى اكثر من اتجاه هجوم، وبانماط وتكتيكات تعتمد على قطع الأوصال والقيام بالمناورة الواسعة بالحركة والنار، والتنسيق الوثيق والدائم بين القوات البرية بمختلف تشكيلاتها مع سلاح الطيران والمدفعية.

قبل البدء بشرح ابعاد العملية في الريف الجنوبي لحلب، لا بدّ من الإشارة الى انّ العملية الى مطار كويرس اعتمدت نمط الممّر، وهنا لا بد من التذكير بان قائد وحدة المهام الخاصة سهيل الحسن، هو من نفّذ هذه العمليات بانماط وتكتيكات قتال جديدة تعتمد على التفاعل بين الكثافة النارية والإندفاعات السريعة لوحدات النخبة وهو استثناء حصل في كويرس لأسباب معنوية وعسكرية معاً .

إنّ وصول طلائع الجيش العربي السوري الى تلال العيس بعد ساعات من استعادة السيطرة على الحاضر، يدّل على ان خطوط الدفاع الأساسية لهذه الجماعات، انهارت بشكل سريع بسبب دخول هذه الجماعات مرحلة الإنهيار الإدراكي، الذي تلته مرحلة الإنهيار العسكري، وهو أمر سيتكرر بسرعة في كل اتجاهات الهجوم اللاحقة .

وممّا تحقق حتى اللحظة يتبين لنا بوضوح ان الهدف الرئيسي للجيش السوري، هو الوصول الى طريق دمشق – حلب عند الزربة والإيكاردا وسراقب، بهدف قطع طرق التواصل بين ارياف ادلب وارياف حلب، وهذا يعني ايضاً الإندفاع الى خان طومان لتأسيس نقطة ارتكاز باتجاه الشمال، نحو الريف الغربي الذي لا تزال خطوط امداده مفتوحة من الشمال السوري .

الوصول الى الحاضر والعيس تمّ من اتجاهين، الأول من شرق مدينة الحاضر، والثاني من جنوبها بعد أن تقدم الجيش الى العزيزية وتل مامو جنوب الحاضر، ما سهّل مهمة التقدم الى الحاضر وتالياً الى العيس .

ومن المرتقب ان تسير العمليات اللاحقة بشكل اسرع من السابق بنتيجة هذه الإنهيارات السريعة .

في الغوطة الشرقية اسلوب مشابه لما يحصل في حلب، لجهة القيام بالمناورة الواسعة والتقدم من عدة اتجاهات، للإطباق على الهدف، وهوما جرى في مرج السلطان، حيث باتت طلائع الجيش السوري على مشارف مطار مرج السلطان، ويُرتقب ان تدخله قريباً ما يتيح لها قدرات اضافية لتطوير الهجوم بالتزامن مع اتجاهات اخرى .

وما يجب قوله ان نتائج معركة حلب سيكون لها تداعيات استراتيجية ايجابية لمصلحة الجيش السوري وحلفائه، وستكون ام المعارك حلب مثالاً ونموذجا لباقي المعارك، التي سيكون عنوانها اضطراب الجماعات المسلّحة في بقع معزولة عن بعضها، سوف تصل بالتأكيد بعد إحكام السيطرة على خطوط امداد هذه الجماعات، الى تحولات استراتيجية بسبب الزام الدول الداعمة للذهاب باتجاهات واقعية، والسير بالحل السياسي الذي يبدو انه ليس قريباً وينتظر نتائج المعارك، وهو ما تأمل الجماعات وداعميها ان يتحول مجدداً لمصلحتها، وهو ما يبدو مستبعداً بسبب الخلل الفاضح بميزان القوى والذي يتنامى يومياً لمصلحة الجيش السوري .

وعليه فمن يُمسك بمفاتيح حلب يمسك بمفاتيح كامل الجغرافيا السورية وهو الذي ينتظره الجميع .

*ضابط سابق ( خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية ) . عمر معربوني – بيروت برس -

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz